القاهرة 11 يونيو2014 / قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأربعاء) اعتذاره إلى ضحية التحرش الجنسي بميدان التحرير، فيما اعطى توجيهاته لرئيس الحكومة إبراهيم محلب بوضع استراتيجية جديدة لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي.
وزار السيسي اليوم ضحية التحرش الجنسي المتواجدة في أحد المستشفيات العسكرية لتلقي العلاج ، وأعرب لها عن اسفه الشديد إزاء ما حدث، بحسب التليفزيون الرسمي .
وأكد للضحية أنه لن يسمح بتكرار هذا الحادث ، فيما أبدت الضحية امتنانها لزيارة الرئيس لها وطالبته برفع الفيديو الخاص بالواقعة من على موقع "اليوتيوب" على شبكة الانترنت .
وقال السيسي موجها كلامه للضحية " لن أوجه كلامي لوزير الداخلية ولا إلى وزير العدل ولكن سأوجه كلامي لكل جندي في مصر سواء شرطة أو جيش ، لن نسمح بتكرار أو أن يستمر ذلك في مصر". وأضاف " أقول للقضاء عرضنا ينتهك في الشوارع وهذا أمر لا يجوز حتى لو كانت حالة واحدة ، كما أتحدث إلى الإعلام بأن هناك مسئولية تقع علينا وعلى الجميع، إعلام وشرطة وقضاء وكل رجل لديه نخوة ومروءة حتى لو كانت حالة واحدة في كل مصر". تابع قائلا " أعتذر لك ولكل سيدة مصرية ، ونحن كدولة لن نسمح بذلك وسنتخذ إجراءات في منتهي الحزم والقانون سينفذ بمنتهى القوة "، معربا عن تمنياته لها بالشفاء العاجل والخير الدائم وأن تتجاوز هذا الموقف.
كانت الاحتفالات التي اقيمت بميدان التحرير (الأحد) الماضي احتفالا بتنصيب السيسي رئيسا لمصر قد شهدت عدد من حالات التحرش والاعتداءات الجنسية الجماعية. وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلف اليوم المهندس إبراهيم محلب بتشكيل لجنة وزارية للوقوف على أسباب انتشار ظاهرة التحرش وتحديد استراتيجية وطنية لمواجهتها .
وأضاف أن اللجنة والاستراتيجية الجديدة سيساهم فيها الأزهر والكنيسة والمؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية والأمنية، إلى جانب مؤسسات الدولة الأخرى، بما فيها المجتمع المدني. الجمهورية. وتابع " أن الرئيس دعا السيدة ضحية واقعة التحرش بميدان التحرير، لتأدية العمرة فور تماثلها للشفاء، كما استجاب لرغبتها في مرافقة والدتها لها".
وأوضح بدوي أن السيسى زار الضحية صباح اليوم بالمستشفى الذي تتواجد فيه ، وذلك للاطمئنان على حالتها الصحية والنفسية; وبث رسالة طمأنينة بأن الدولة ستستمر في الاضطلاع بدورها إزاء مواطنيها، واستعادة الأمن والأمان للمواطنين والمواطنات في الشارع المصري.
وتابع قائلا " إن الرئيس كلف كافة الأجهزة الأمنية المعنية ببذل العناية الواجبة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث ، والقضاء على هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع المصري ، وعدم السماح بحدوثها على أي نطاق ، حتى وإن كان فرديا ، منوها إلى أن المسئولية تقع على عاتق الجميع، بجانب الأجهزة الأمنية، بما في ذلك المجتمع ذاته".
وطالب السيسي مؤسسات الدول ممثلة في القضاء والشرطة والإعلام وكل رجل عنده نخوة وشهامة ومروءة بالتصدي لهذه الظاهرة، مؤكدا أن الدولة ستكون في منتهى الحسم، وسيتم تنفيذ القانون بما لا يسمح بتكرار ذلك مرة أخرى. وفي السياق ذاته، اعتبرت السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومي للمرأة، بأن زيارة السيسي ، اليوم لضحية التحرش في ميدان التحرير، بمثابة رسالة قوية لطمأنة المرأة المصرية وتأكيد مساندة الدولة للمرأة ، وأن كرامتها لن تمس بعد الآن .
وقالت تلاوى في بيان اصدرته اليوم، وتلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، " إننا عانينا على مدار سنوات عدة من فقدان صناع القرار للإرادة السياسية الداعمة لحقوق المرأة ، ولكن يتولى مسئولية البلاد الآن قائد يملك إدراكا عميقا ووعيا مستنيرا لواقع المرأة المصرية ومعاناتها وتطلعاتها نحو المستقبل.
وأضافت أن المرأة المصرية عانت وذاقت الأمرين خلال السنوات الأخيرة من تدهور للأوضاع الأمنية والإنفلات الأخلاقى ، وبعد كل تلك المعاناة وضعت المرأة المصرية كل ثقتها في شخص رئيس الجمهورية كى تسترد حقوقها المسلوبة وتحظى بالأمن ، مطالبة جميع أجهزة الدولة التنفيذية بمساندة الرئيس للقضاء على التحرش .
وينظم المجلس القومى للمرأة ومنظمات المجتمع المدنى والعديد من المبادرات المناهضة لظاهرة التحرش ، يوم السبت المقبل وقفة احتجاجية أمام دار الأوبرا المصرية للتعبير عن استنكارهم للأحداث المؤسفة التى حدثت بميدان التحرير مؤخرا.
كما تهدف الوقفة الاحتجاجية إلى توصيل صوت المرأة إلى المسئولين في أجهزة الدولة المعنية بضرورة بذل كافة الجهود من أجل منع تكرار مثل هذه الحوادث ، ومطالبة المجتمع بأن يقف وقفه حازمة أمام هذه الافعال التى تسيء للمجتمع قبل المرأة. من جانبه، استنكر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحادث الحيواني البَشِع الذي ارتكبه بعض الشباب الفاسد في ميدان التحرير دون حياء أو خجل أو مراعاة لحرمات الله والمجتمع، حسب وصفه. وناشد شيخ الازهر فى بيان له اليوم كل المسؤولين والجهات المعنية سرعة تقديم هؤلاء المجرمين للعدالة وتوقيع أقصى عقوبة يفرضها القانون لمثل هذه الجرائم اللا إنسانية، حتى يكونوا عبرة لغيرهم ممن لا دين لهم ولا شرف. وشهدت مصر ردود فعل غاضبة على المستوى الرسمي والشعبي، بعد تكرار حالات التحرش والاعتداءات الجنسية، خلال الاحتفال بفوز وتنصيب عبد الفتاح السيسي برئاسة الجمهورية، وهو ما يتعارض ما قيم وأخلاق الشعب المصري الذي شعر بالصدمة من تلك الاعتداءات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn