رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى بكين: العلاقات الصينية العربية حققت تقدما في إطار منتدى التعاون الصيني العربي

بكين 9 يونيو 2014 / قال غانم طه أحمد الشبلي رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى بكين في مقابلة مكتوبة مع وكالة انباء شينخوا إن العلاقات الصينية العربية حققت تقدما ملموسا منذ عام 2004 وبزيارة الرئيس الصيني السابق هو جين تاو إلى الجامعة العربية، حيث تم اتخاذ فكرة منتدى التعاون الصيني العربي كآلية رئيسية يعمل من خلالها الطرفان على تطوير علاقاتهما بشكل إيجابي .

وأشار الشبلي إلى أن المنتدى يعتبر آلية رئيسية هامة يعمل من خلالها الجانبان على تشخيص الايجابيات والسلبيات التي وجدت في العلاقة بين الطرفين العربي والصيني والعمل على تطوير الجانب الإيجابي ودفعه الى آفاق ومساحات أكبر وأنشط.

وفي الوقت نفسه، اعتقد الشبلي أن مسيرة العشر سنوات الماضية لم تكن على مستوى الطموح العربي الصيني لهذه العلاقة وقد يعود ذلك لسببين يتمثلان بالحماس لدى الطرفين لدفع آفاق هذه العلاقة إلى مسارات أفضل على الرغم من قبولهما وترحيبهما بهذا التطور. والسبب الآخر هو ان العلاقات تخللتها مطبات وعثرات نظرا للظروف التي يمر بها المجتمع الدولي.

وقال الشبلي إن أهم محصلة في هذا المنتدى كانت بملاقاته قبولا ليس على المستوى الحكومي فقط وإنما على المستوى الشعبي أيضا، مضيفا "أما الوضع الراهن، فإنني أرى أن علينا دفع هذه العلاقة إلى الأمام ونعوض ما فات من خلال تلافي السلبيات وتجاوزها وخلق أجواء جديدة ونهيئ لمسيرة العشر سنوات القادمة بعزيمة وتصميم على تطوير هذه العلاقات بكل مفاصلها. "

وأشار الشبلي إلى أن مجال الاقتصاد والتجارة هو مجال رئيس في كل علاقة بين أي طرفين وهو مؤشر كبير على الصداقة والتقارب والتطور، ففي العلاقات التجارية يتحقق السلام بين الشعوب. فلا توجد حروب بين شريكين تجاريين والتجارة هي ترابط وتشابك للمصالح. ان أهم ما في هذه العلاقة هو تساوي الفرص والمزايا وعليه يجب أن يسهل الطرفان لبعضها فرص الاستثمار وتسهيل حركة رأس المال والعمالة ونقل التكنولوجيا وسير ووصول البضائع والخدمات وانشاء اسواق حرة في كلتا المنطقتين. أما النفط فهو واحد من السلع وهنالك العديد من المجالات الاخرى وحتى النفط هناك صناعات لمشتقاته. أن أهم مفصل آخر هو المشاركة الصينية في التنمية العربية وتقديم الخبرات الهندسية للمساهمة في إعمار البنية التحتية للعديد من الدول العربية اضافة الى تطوير قطاع الخدمات من سياحة وفندقة واتصالات وغيرها.

وأضاف الشبلي أن هناك عدة مجالات للتعاون وعلى جميع المستويات الحكومية والشعبية ويجب الوقوف على قطاعات التعاون وتشخصيها وباعتقادي فإن أهم جانب هو تعرف الشعوب على بعضها الآخر من عادات ولغة وثقافة وتواصل بينها على جميع المستويات. اللغة أهم مفصل وحتى طريقة الحياة والعادات والتقاليد والسياحة والتواصل الشعبي. كذلك فتح خطوط جوية مباشرة مع العواصم العربية واتجاه السائح الصيني وبعكسه العربي وتسهيل هذه الحركة اضافة الى التعامل التجاري والثقافي والمجالات الدراسية والمعارض الثقافية والتعريفية بثقافة الاخر.

وفي معرض الحديث عن مبادرة "الحزام" مع "الطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال الشبلي إنه من المؤيدين والمتحمسين لهذه الفكرة ويرى فيها سبيلا وهدفا عظيمين ليس للصين فقط و"انما لدولنا جميعا". ستحقق هذه الفكرة تواصلا وعلاقات وطيدة بين الشعوب التي سيمر منها الطريقان البحري والبري.

وأضاف "التجارة والاقتصاد والتواصل الديمغرافي من سياحة وحركة سكانية تزيد من فرص السلام والتعارف بين الشعوب على بعضها البعض وعلى ثقافتها وبها يتم إضافة نوعية الى الحضارة الانسانية عامة. وبناء على ذلك علينا ان نعمل سوية على اعداد الخطط والدراسات لتحقيق هذا الجانب المهم والحيوي في تطوير علاقاتنا كشعوب وأمم."