ميلانو، إيطاليا 4 يونيو 2014 /قال دانيل ماكفادين، أستاذ ورئيس قسم سياسة واقتصاد الصحة بجامعة ساوثرن كاليفورنيا الأمريكية، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا، قال إن إصلاحات الرعاية الصحية المقررة في الصين سوف تفيد اقتصاد البلاد ككل.
وأضاف ماكفادين، الذي حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2000 لتطويره أساليب ونظرية استخدمت في تحليل كيفية اختيار المستهلكين والأسر بين عدة بدائل، أضاف قائلا "أعرف الجهود التي تبذل لإصلاح النظام (الصحي) الصيني. إنها خطة طموحة وصعبة للغاية".
كان مجلس الدولة (مجلس الوزراء) الصيني قد أصدر مؤخرا دليلا لتعزيز إصلاحات الرعاية الصحية هذا العام، وطرح 31 مهمة في 6 مجالات لتعميق الإصلاحات وتعجيل وتيرة بناء نظام صحي شامل.
ويرى ماكفادين أن الإصلاحات سوف تعمل بشكل جيد للغاية في المدن، فيما سيكون تطبيقها تحديا أكثر صعوبة إلى حد كبير في بعض المناطق الريفية.
وتابع الاقتصادي الأمريكي، الذي يزور إيطاليا للمشاركة في مهرجان ترنتو للاقتصاد ، قائلا "لكنني أعتقد أنها سوف تكون جيدة للغاية بالنسبة لمواطني الصين وللاقتصاد الصيني ككل".
وأشار ماكفادين إلى أنه على مدار الأعوام الماضية، وبسبب وجود نظام ضعيف إلى حد ما للضمان الاجتماعي، كان متوسط مدخرات الأفراد في الصين بالغ الارتفاع .
ومن إحدى نتائج هذا التوجه، حسبما قال ماكفادين، أن "الصين كانت تحقق نموا بالأساس عن طريق التصدير بدلا من الاستهلاك المحلي، وكانت هذه إستراتيجية ناجحة جدا في الماضي، ولكنها إستراتيجية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".
ومن ثم، على حد قول الاقتصادي الأمريكي، "فمن المهم بالنسبة للصين أن تمتلك قطاعا واسع النطاق من المستهلكين، حيث ينفق المواطن غالبية الأموال التي يحصل عليها لشراء السلع بدلا من إدخارها لتغطية النفقات الصحية في المستقبل".
وأشاد الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد بالنجاح الاقتصادي الذي حققته الصين، والذي وصفه بـ"المميز".
ولفت ماكفادين إلى أن الانفتاح في الصين "يعد نجاحا كبيرا"، مضيفا "لكنني سوف أكون مترددا في تحرير القطاع الصحي بسرعة كبيرة. أعتقد أنه من القطاعات الاقتصادية التي تعد سيطرة الحكومة عليها منطقية".
وأوضح ماكفادين أنه "بالنظر إلى أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، نرى أن الأنظمة الأكثر كفاءة، فيما يتعلق بالمحافظة على صحة الشعب والأقل تكلفة، هي تلك التي يكون مزودو الرعاية الصحية المجتمعية فيها إما موظفين من جانب الحكومة أو من جانب الشركات التي تتعاقد بصورة عامة مع الحكومة ولا تعمل ككيانات أعمال منفصلة".
ولفت الأستاذ الجامعي إلى أنه في أغلب الدول، يمثل نظام الرعاية الصحية نحو 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
بيد أنه شدد على أن العتبة القياسية لا يجب أن تكون كم إنفاق بلد ما على الصحة، بل يجب أن تتمثل في كيفية محافظة أي بلد على صحة السكان وكيفية اعتناء الأطباء حقا بصحة المرضى.
وعلى أساس هذه المعايير، "لا يزال أمام الصين طريق طويل"، لكنها بدأت عملية الإصلاح التي تقود البلاد بالفعل إلى "تحقيق تحسن أفضل بكثير مما سبق".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn