جميع الأخبار|الصين |العالم|الشرق الأوسط|التبادلات |الأعمال والتجارة | الرياضة| الحياة| العلوم والثقافة| تعليقات | معرض صور |

الصفحة الرئيسية>>الشرق الأوسط

تحقيق اخباري : الطفل السوري .. ضحية الحرب والنزوح (3)

/مصدر: شينخوا/  09:32, June 02, 2014

تحقيق اخباري : الطفل السوري .. ضحية الحرب والنزوح

البقاع اللبناني 31 مايو 2014 /يمضي الطفل السوري عادل الغصين ، ساعات نهاراته الطويلة يوميا بمخيم بلدة (المرج) شرقي لبنان، في البحث على جوانب الطرق وفي مستوعبات النفايات والقمامة عن بقايا معدنية أو بلاستيكية ، يجمعها في كيسين صغيرين يحملهما على كتفيه الغضتين.

ويقطن الغصين (8 سنوات) في المخيم الكائن بالبقاع الأوسط،مع عائلته المؤلفة من والديه وسبعة أشقاء اصغرهم في الثانية وأكبرهم في الرابعة عشر من العمر.

ويقول الغصين النازح من حلب السورية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أجمع الخردة التي أبيعها لتجار يتعاملون مع مصانع تعيد تصنيع هذه المواد بعد تذويبها".

ويضيف أن الغلة اليومية تتراوح بين ثلاثة آلاف ليرة لبنانية (دولارين أمريكيين) وسبعة آلاف (حوالي أربعة دولارات ونصف).

ويتجاوز عدد النازحين السوريين الى لبنان المليون شخص بينهم نحو 400 ألف طفل بحسب الاحصاءات الأممية ،لكن فقط حوالي 90 ألفا من بين هؤلاء تمكنوا من متابعة الدراسة في المدارس الحكومية في العام الحالي وفقا لوزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية.

وفيما يحتفل العالم في كل عام باليوم العالمي للطفل والذي يصادف الأول من يونيو،تتكرر كل يوم مآسي الأطفال السوريين النازحين في لبنان،فعدا عن كونهم الضحية الأولى للحرب الدائرة في بلدهم ، فانهم اضطروا بعد نزوحهم الى العمل بما ينتهك حقوقهم الأساسية ومتطلبات نموهم الجسماني والنفسي السليم.

وتعمل نسبة كبيرة من الأطفال السوريين في المصانع والمشاغل وفي السهول الزراعية، ومن بين هؤلاء عامر عبيد (14 عاما) من ادلب الذي يعمل في جراج للسيارات بأجر يومي يبلغ 10 آلاف ليرة لبنانية مايوازي نحو 6 دولارات أمريكية ونصف.

ويعمل عبيد من السابعة صباحا حتى السادسة مساء لتأمين جانب من مصروف أسرته المؤلفة من والدته واخوته الخمسة ويقول ان "ما تقدمه الجهات المانحة للأسرة يسد ما نسبته 30 في المائة من مصروفنا".

ويضيف "والدي قضى منذ سنتين خلال الحرب الدائرة في بلدنا، ووالدتي تعمل في تنظيف المنازل بالكاد تتمكن من سداد اجرة المنزل الذي نقطنه والبالغة شهريا 150 دولارا امريكيا".

ويشير عبيد "كنت أتابع دراستي لكنني اضطررت لترك مدرستي للمساهمة في تأمين حاجة العائلة، كما الكثير من الأطفال السوريين النازحين".

وحول دور المؤسسات الانسانية والدولية تجاه عمل الأطفال السوريين النازحين ، تقول المرشدة الإجتماعية في (الصليب الأحمر اللبناني) سلمى الهاشم "ننظم برامج ترفيهية وتوعية صحية للأطفال السوريين لكنها لاتفي بالحاجة المطلوبة".

وتضيف أن "الطفل السوري المهجر عاش الرعب والقتل والتدمير ثم حرم من بيته وبلده ومن رعاية دولته في مختلف المجالات الحياتية من صحية وتربوية وثقافية، وهو الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات رعاية انقاذية سريعة وناجعة لجيل من الأطفال السوريين المشردين في خيم أو غرف غير لائقة".

وتؤكد الهاشم ان المطلوب خطة وبرامج عمل في كافة تجمعات النازحين قبل فوات الأوان فهؤلاء الأطفال اذا لم تتم رعايتهم وارشادهم بشكل صحيح سيتحولون لاحقا الى جماعات تشكل عبئا على ذويهم ومجتمعهم بشكل عام".

وتتحدث مصادر أمنية في منطقة البقاع لـ ((شينخوا)) عن "شوائب وحالات شاذة بالمئات" أصحابها ومرتكبوها اطفال من النازحين السوريين تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عاما.

وتشير هذه المصادر الى "اعتقال أطفال سوريين بتهمة السرقة نتيجة للعوز، اضافة الى تسجيل حالات من اللواط والإغتصاب فيما بينهم ، وان مثل هذه الأوضاع الشاذة الى ارتفاع".

وتضيف هذه المصادر أن "الكثير من العراك يحصل بين أطفال النازحين في المخيمات المنتشرة في البقاع وتستعمل فيها العصي والحجارة وآلالات حادة على خلفيات متعددة".

وتجاه واقع أطفال النازحين السوريين ، ينتقد ذووهم اهمال الجهات المانحة وتقصيرها في رعاية الأطفال.

وفي هذا الصدد يقول النازح من (ادلب) احسان عبد النايف (60 عاما) "منذ 6 اشهر جاءت احدى المنظمات المانحة وركزت خيمة كبيرة في مخيمنا وابلغنا انها مدرسة للأطفال في المخيم الذين تتراوح اعمارهم بين 5 و 15 سنة والبالغ عددهم 216 طالبا وطالبة".

ويضيف "تم تحديد موعد للمباشرة في التدريس لكن المفاجأة أن أحدا من المدرسين أو من مسؤولي هذه الجهة المانحة لم يحضر الى الخيمة / المدرسة بسبب خفض الميزانية المخصصة لهذا المشروع".

بدوره ، يقول النازح أحمد العريب ان احدى المنظمات المانحة بدأت في مخيمنا دورة مهنية لتعليم مهنة النجارة لفترة شهر بحيث بلغ عدد المسجلين نحو 50 فتى ، لكن الدورة كانت عبارة عن مشروع منفعة للموظفين وللعاملين في هذه المؤسسة اكثر منها لأطفال المخيم.

بدوره ، يقول النازح فراس الحميدي من ريف دمشق "عندنا في مخيم (قب الياس) اكثر من 100 طفل معاق ومن ذوي الحاجات الخاصة بينها حالات اعاقة منذ الولادة واخرى نتيجة للحرب الدائرة في سوريا".

ويضيف "عرضنا هذا الوضع المأساوي على أكثر من جهة مانحة دولية ومحلية، طالبين أخذ هذا الوضع بعين الإعتبار، وتوفير برامج انسانية واجتماعية وتعليمية خاصة بالمعاقين لكي تخفف عنهم جانبا من المأساة التي يعيشون".

ولكنه يؤكد أن "الجميع تجاهل هذه الحالات".

وأشار آخر التقارير الدولية الى ان عدد النازحين السوريين تجاوز المليونين في دول الجوار السوري علما أن لبنان يستضيف العدد الأكبر منهم مما جعله البلد الأول في العالم من حيث أعلى نسبة تركيز للاجئين والنازحين مقارنة بعدد السكان.

وتشكل أعداد النازحين السوريين المتزايدة في لبنان ضغوطا اقتصادية وأمنية وخدماتية على السلطات التي تطالب المجتمع الدولي بمساعدتها في تلبية احتياجاتهم .


【1】【2】【3】

صور ساخنة

أخبار متعلقة

 

أخبار ساخنة