تقرير إخباري: على الشعب أن يستعد لحرب طويلة على الإرهاب

بكين 26 مايو 2014 / في إطار تعزيز الصين شبكة الأمن لمكافحة الإرهاب بدوريات الشرطة المسلحة والمروحيات والسيارات المحملة بأسلحة مكافحة الشغب، لا زالت الدولة في حاجة لإعداد الشعب لخوض الحرب على الإرهاب وبالتالي تعبئة أقوى أسلحتها في تلك الحرب.

وقد تسبب الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع في أورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم وأسفر عن مقتل 39 شخصا في رفع مستويات الأمن للحد الأقصى في البلاد.

وأعلنت وزارة الأمن العام أمس الأحد أن الشرطة ستبدأ عملية لمكافحة الإرهاب في شتى أنحاء البلاد تستمر عاما كاملا ،وطالبت الشرطة في شتى أنحاء البلاد بالتعاون وبدء هجوم مشترك على الإرهاب.

وقد لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 79 آخرون في هجوم بمحطة للسكك الحديدية في أورومتشي يوم 30 ابريل الماضي. وفي مارس لقي 29 شخصا مصرعهم وأصيب 143 آخرون في هجوم على إحدى محطات السكك الحديدية في مدينة كونمينغ جنوب غرب الصين.

وانتشرت الأنشطة الإرهابية من منطقة شينجيانغ الى مدن أخرى كبرى في أنحاء الصين، ومن استهداف رجال الأمن إلى شن هجمات تؤثر على المدنيين. وتحدث تلك الأنشطة الإرهابية في أي مكان وأي وقت مما يلقي الضوء على حقيقة أنه لا يمكن تخفيف الحذر أبدا.

وللحفاظ على القوة الدافعة للهجمات المضادة لابد أن تواصل البلاد الحرب على الإرهاب. ونظرا للطبيعة واسعة الانتشار والمتغيرة للتهديدات الإرهابية هناك حاجة ماسة لإعداد الجمهور بشكل فعال من أجل هزيمة العدو.

وللقيام بذلك لابد قبل كل شيء أن تقوم الصين بزيادة وعي الناس بحقيقة الإرهاب وإطلاعهم عن طريق المدارس أو التعليم العام بمكونات الإرهاب واشكاله المختلفة.

وكشف رد الفعل العام بعد هجمات كونمينغ قلة الوعي حيث بدأ بعض مستخدمي الأنترنت في نشر شائعات عن هجمات مماثلة بالأسلحة البيضاء في مدن أخرى.

ولابد أن يدرك الجمهور أنه عن طريق ترويج الشائعات يصبحون أداة في أيدي الإرهابيين لنشر الذعر وإغراء الإرهابيين للتخطيط للمزيد من العنف.

كما لابد ثانيا أن يتم تعزيز الوعي بالأمن العام إذ لا يمكن للجمهور أن يكون شديد الحذر في مواجهة حرب صعبة طويلة المدى على الإرهاب.

وإذا قام الناس بالإبلاغ عن أية أمور غير مألوفة في مناطقهم السكنية والأماكن العامة أو على الانترنت فسيقدمون مساعدة أساسية في عملية جمع المعلومات الاستخباراتية.

إلى جانب ذلك ففي حين دفع زلزال وينتشوان في عام 2008 الأمة لتجهيز المواطنين خاصة صغار السن بمهارات الإغاثة من الكوارث، تم تنظيم تدريبات مدنية قليلة لمكافحة الإرهاب.

وهناك حاجة لمزيد من التدريبات وجلسات التعليم العام من أجل تعليم عامة الشعب كيفية التعامل مع حالات الطواريء عند حدوث هجوم إرهابي.

وهناك شيء واحد يحتاج اهتماما خاصا: في إطار استمرار حرب الصين على الإرهاب وتحولها لحقيقة يومية ،هناك بعض الخطوط الحساسة التي تحتاج لاهتمام حذر، منها على سبيل المثال ضرورة عدم انتهاك الحقوق المشروعة للشعب في إطار حملات قمع الإرهاب.

وأشارت الشرطة في الصين إلى ذلك فى تعليماتها للشرطة المحلية مطالبة اياها باستهداف الإرهابيين والتطرف الديني وحماية الحقوق المشروعة ومصالح المنتمين للأقليات العرقية.

ومن هذا المنطلق تحتاج "الحرب الشعبية" على الإرهاب إلى أن تتم بشراسة ودون تهاون. إن إعداد الناس وتهيئتهم للهجمات الإرهابية ليس علامة على الخوف وانما علامة على التصميم والعزم.