تياران معارضان في الداخل السوري يدعوان الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية

دمشق 21 مايو 2014 / دعا تياران سوريان رئيسيان في معارضة الداخل ، السوريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الثالث من يونيو المقبل.

ووصفت هيئة التنسيق الوطنية وتيار بناء الدولة السورية ، وهما أكبر قوتين معارضتين في الداخل ، العملية الانتخابية المقبلة بأنها "مسرحية هزلية ، وغير شرعية" بسبب ما تمر به البلاد من ظروف أمنية صعبة.

وقال أنس الجودة نائب رئيس تيار بناء الدولة لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، " أدعو السوريين الى مقاطعة هذه الانتخابات احتراما لحق السوريين الآخرين في المشاركة" ، داعيا ايضا إلى "فترة انتقالية" يتم من خلالها بلورة حل سياسي حقيقي للازمة السورية.

وحذر من أن الانتخابات الرئاسية ستعمق الازمة وستنتج نفس النظام الحالي.

واشار الجودة إلى أن تياره المعارض بدأ حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية تقول "قاطع الانتخابات لان أكثر من نصف السوريين ما يقدروا يشاركوا" أو "شارك لو كانت الانتخابات تعبر عن إرادة كل السوريين".

وأوضح ان الحملة اطلقت تضامنا مع السوريين الذين لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات ، وبالتالي هذه الانتخابات "غير شرعية ، وغير تمثيلية بهذا المعنى".

واعتبر المعارض السوري أن إجراء الانتخابات هي "حل سياسي أحادي الجانب" تقوم بها السلطة لوحدها في المناطق التي تسيطر عليها ، لافتا إلى أن "هذه الانتخابات لن تنتج ظاهرة ديمقراطية ، وتعطي للرئيس صلاحيات ليكون فوق الدستور".

ورأى الجودة أن حل الازمة السورية يكمن في العودة إلى روحية مؤتمر (جنيف 2) الذي يدعو إلى التشاركية عبر التوافق على حل سياسي يرتضيه غالبية السوريين.

من جانبه ، دعا صالح النبواني عضو هيئة التنسيق ، السوريين إلى مقاطعة هذه الانتخابات ، لأن إجراءها حسب رأيه تعني "تعطيلا للحل السلمي للازمة السورية".

وقال النبواني في تصريحات مماثلة لـ ((شينخوا)) " أدعو السوريين الى مقاطعة الانتخابات لأنها لن تؤدي إلى انهاء الأزمة"، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات هي من طرف واحد ولن تؤدي الى وقف القتال والعنف في سوريا.

ووصف الانتخابات بأنها "هزلية وغير شرعية " لافتا إلى عدم وجود مساواة في الحملات الانتخابية للمرشحين اللذين ينافسان الرئيس بشار الاسد ، مبينا أن الحملة الانتخابية تقتصر على الأخير.

واتفق المعارض السوري النبواني مع الجودة في أن حل الازمة السورية يكمن في (مؤتمر جنيف) وبيانه الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية.

ولم تتوصل جولتا تفاوض عقدتا في شهري يناير وفبراير الماضيين بين الحكومة والمعارضة ضمن إطار (جنيف2) إلى أي نتائج ملموسة بسبب خلافات على مقررات (جنيف 1) وموضوع الإرهاب.

وصدرت دعوات دولية لاستئناف المحادثات بين الطرفين، إلا أن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي سيترك منصبه نهاية الشهر الجاري، استبعد العودة إلى جنيف في الوقت الحاضر لأن شروطها غير متوفرة.

وكانت هيئة التنسيق الوطنية اعلنت منذ مدة مقاطعتها للترشيح والمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وتعمل السلطات السورية على التحضير للانتخابات الرئاسية في البلاد، المقرر موعدها في الثالث من يونيو المقبل، حيث يواجه الرئيس الاسد مرشحين اثنين في هذه الانتخابات، وسط رفض من جانب عدة دول لاجرائها.

وأعلنت (جبهة التغيير والتحرير) المعارضة ، الشهر الماضي، عن عدم نيتها المشاركة في عملية الانتخابات الرئاسية لا بترشيح أحد أعضائها للمنصب ولا بالتصويت، فيما انشق رئيس الحزب القومي السوري علي حيدر عن الجبهة جراء مقاطعتها معلنا تأييده ترشيح الأسد.