تعليق: " التحالف الإسلامى العسكرى " .. هل سيكون القوة الثالثة في الشرق الاوسط؟

نشرت وكالة الأنباء السعودية بيانا مشتركا يوم 15 ديسمبر الجاري بتشكيل "تحالف إسلامي عسكري" ومقره الرياض. وذكر البيان أن " التحالف الاسلامي العسكري" يهدف الى مكافحة الارهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وافغانستان. وذكرت صحيفة "ميرور البريطانية" يوم 17 ديسمبر الجاري، أن تنظيم " الدولة الاسلامية" رد على التحالف بإعلانه الحرب على المملكة العربية السعودية. و يهدف تشكيل " التحالف الاسلامي العسكري"الى محاربة الارهاب ، كما يعتبر الاول من نوعه في منطقة الخليج. لماذا يتم تشكيل " التحالف الاسلامي العسكري" في هذا التوقيت بالذات؟ هل سيؤثر على مكافحة الارهاب في الشرق الاوسط ؟

رفع راية مكافحة الارهاب عاليا

كان الاقتصاد الهدف الأول من تشكيل تحالف في الشرق الاوسط سابقا. على سبيل المثال، حولت جامعة الدول العربية بعد عام 1990 تركيزها الى التعاون الاقتصادي، ومنظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) منظمة اقتصادية نموذجية ايضا، كما أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية على الرغم من أنه منظمة سياسية واقتصادية محلية هامة، إلا ان دوره الرئيسي هو تعزيز التكامل الاقتصادي.

يعتبر " التحالف الاسلامي العسكري" الاول من نوعه في المنطقة يهدف الى مكافحة الارهاب. كما أن المملكة العربية السعودية لأول مرة تعلن عن تشكيل تحالف كبير ومعقد ذات خصائص عرقية يضم دول من غرب اسيا وشمال افريقيا وجنوب شرق اسيا ومناطق اخرى.

في الواقع، هناك بعض الدول لا تعترف بانضمامها الى التحالف، فقد قالت صحيفة الفجر الباكستانية، إن باكستان فوجئت بإعلان تشكيل التحالف، وإن المملكة العربية السعودية لم تطلب وجهات نظرها سابقا، كما ذكرت صحيفة " بريد الشعب اليومية " الماليزية أن كوالالمبور لا تشارك في التحالف العسكري الاسلامي.

بناء جدار أمني

إنشاء التحالف هو من اجل دفاع الدول الخليجية عن نفسها ومواجهة الارهاب المتزايد في منطقة الشرق الاوسط.

وفقا لتحليل نشرته "يانخه تساوباو" السنغافورية، المسلمين أكثر المتضررين من تنظيم " الدولة الاسلامية" في العالم . ووفقا لما ذكره المركز الأمريكي القومي لمكافحة الإرهاب، المسلمون يشكّلون ما بين 82-97% من قتلى حوادث الإرهاب ما بين 2007 و2011.

وقال لي قوه فو، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية في لقاء صحفي مع شبكة الشعب أن دول الخليج ادركت أن تنظيم " الدولة الاسلامية" يشكل تهديد رئيسي لها . وبالرغم من انشاء امريكا وروسيا تحالف لمكافحة الارهاب ، إلا أن الوضع في الشرق الاوسط مستمر على حاله في ظل اللعبة الامريكية الروسية واختلافهما في خطة مكافحة الارهاب ، و هدفهما ليس حماية مصالح دول الخليج. وفي هذا السياق، تعتبر المملكة العربية السعودية ودول خليج اخرى ان الوقت فد حان لبناء جدار امني خاص بها.

وفي نفس الوقت، تواجه المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول اخرى شكوك دولية بشأن مواقف وسلوك مكافحة الارهاب. وقال لي قوه فو:"المملكة العربية السعودية تستعيد زمام المبادرة لمكافحة الارهاب في مواجهة الشكوك."

بالإضافة إلى الأسباب المذكورة أعلاه، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن عدم انضمام ايران والعراق ودول شيعة اخرى الى " التحالف الاسلامي العسكري" يبين وجود منافسة سرية بين البلدان السنية والشيعية.

ينتظر التحالف العديد من العمليات مستقبلا

اختلط تقييم المجتمع الدولي بشأن ما سيجلب " التحالف الاسلامي العسكري " من تأثير على مكافحة الارهاب في الشرق الاوسط . وذكرت صحيفة "ميرور البريطانية" ان " التحالف الاسلامي العسكري"سينهي تنظيم " الدولة الاسلامية"، كما علقت الصحيفة أمالا كبيرة في مكافحة الارهاب مستقبلا. في حين ذكرت شبكة "NBC" الأمريكية، أن " التحالف الاسلامي العسكري" يضم 34 دولة لم يضع اللمسات الاخيرة في تفاصيل كثيرة ، وبالتالي فإنه على الارجح ان يكون التحالف ضعيف وآفاقه قاتم. 

وفي هذا الصدد، قال يين قانغ،الباحث في معهد غربي آسيا وإفريقيا للأكاديمية الصينية للعلوم في مقابلة صحفية مع شبكة الشعب، التحالف في العادة يضم اعضاء رئيسيين وأعضاء مهمشة نسبيا. وتلعب الاعضاء الرئيسية دورا رئيسيا. ويضم التحالف المملكة العربية السعودية وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي، الذين ينتمون الى العمود الفقري، ومن التجربة الماضية، من المتوقع ان هناك اجراءات فعالة لمكافحة ارهاب في المستقبل.

وفي ما يخص بعلاقة "التحالف الإسلامي العسكري" مع "التحالف الأمريكي" و"التحالف الروسي" مستقبلا، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان قال ، أن " التحالف الاسلامي العسكر ي" لن يحل محل أي تحالف حالي، ولن يتخذ "التحالف الإسلامي العسكري" اي اجراءات إلا بعد التشاور والتنسيق مع المجتمع الدولي. وفي نفس الوقت، سيعزز التعاون مع الجانب الامريكي.