الصفحة الرئيسية >> الصين

تقرير استطلاعي يؤكد تنامي الجاذبية الدولية لصورة الصين

تقرير استطلاعي يؤكد تنامي الجاذبية الدولية لصورة الصين

أظهر تقرير صادر في 29 ديسمبر عن معهد أبحاث صحيفة "غلوبال تايمز"، تحت عنوان "تقرير المسح العالمي لعام 2025 حول صورة الصين الدولية"، أن فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد قد حظي باعتراف دولي واسع، استنادا إلى نتائج استطلاع شمل حوالي 51700 شخص من 46 دولة.

وقد حظيت مفاهيم "بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية" و"المياه الصافية والجبال الخضراء ثروة لا تُقدّر بثمن" بتأييد ما يقرب من 80% من الرأي العام الدولي، بينما حظيت مفاهيم "التعزيز الشامل لانضباط الحزب" و"التعميق الشامل للإصلاح" و"وضع الشعب في المقام الأول" بتأييد يزيد عن 70%.

وفي الدول النامية، تجاوزت نسبة التأييد 80% في المجالات الخمسة جميعها، بينما تجاوزت 60% في الدول المتقدمة. وتُقدّم هذه العينة من آراء الجمهور، التي تشمل أنظمة وثقافات ومراحل تنموية مختلفة، صورة أكثر واقعية ومباشرة لـ"كيف ينظر العالم إلى الصين".

يعكس التقدير الواسع للمفاهيم الصينية سعي المجتمع الدولي نحو تحقيق اليقين والاستدامة في عالم مضطرب. علاوة على ذلك، تتشكل صورة هيكلية أوضح للصين لدى الرأي العام الأجنبي، حيث يُقدّر إنجازاتها الملموسة في التنمية، ويتطلع في الوقت نفسه إلى فهم المفاهيم والمبادرات التي تطرحها. في ظل تصاعد النزعة الحمائية، ومخاطر امتداد الصراعات، واتساع فجوة التنمية، تتطلع دول عديدة إلى دمج الأمن والتنمية، وتحقيق التوازن بين النمو والعدالة، والتعامل الأمثل مع العلاقة بين الإنسان والطبيعة.

ويرى الخبراء أن سرّ الانتشار الواسع للمفاهيم الصينية يكمن في تركيزها على قضايا معاصرة كالسلام والأمن والتنمية والحوكمة، مستخدمة المشكلات كدافع أساسي والممارسة كركيزة لرسم مسار عمل قابل للتكرار والتوسع.

ينبع الانتشار الدولي العميق للمفاهيم والحلول الصينية من التزام الحزب الشيوعي الصيني المؤسسي بتحقيق أهدافه طويلة الأجل، وضبط النفس في ممارسة السلطة. تعكس استطلاعات الرأي العام، التي تُؤكد تأييد المجتمع الدولي لتطبيق الصين للضوابط الثمانية الصادرة عن لجنة الحزب المركزية وحوكمتها الشاملة والصارمة للحزب، توقعات بحوكمة نزيهة وفعّالة ومسؤولة. كما تُبرز التقييمات الإيجابية للخطة الخمسية تأكيدا على "الرؤية طويلة الأمد" والاعتراف بها. بالنسبة للعالم الخارجي، فإن القدرة على تحويل المزايا المؤسسية إلى فعالية حوكمة حقيقية، وفعالية الحوكمة إلى رفاهية الشعب، تُشير إلى توقعات أكثر استقرارا، ونمو أكثر استدامة، وتجارب حوكمة أكثر قيمة.

يكمن الأساس الأعمق للقبول العالمي لصورة الصين في الشعور بالربح والتنمية التدريجية التي يُحققها التعاون. وتُظهر استطلاعات الرأي أنه في عام 2025، شملت الكلمات المفتاحية التي تركت أعمق انطباع عن الصين لدى الأجانب: الاقتصاد، والتكنولوجيا، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا، والتنمية، والقوة، والتقدم، والابتكار. وعندما أشاد المستطلَعون بالعلوم والتكنولوجيا في الصين، وروح العمل الجاد والابتكار لديها، تتبادر إلى أذهانهم "أشياء صينية" يومية مثل مقاطع الفيديو القصيرة الشائعة، والسكك الحديدية فائقة السرعة المتطورة، والدفع عبر الهاتف المحمول المريح.

وتعد التقارير الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي ضمن القنوات الرئيسية لفهم الصين، حيث نجحت هذه الوسائل في إطلاع العالم على منطق التنمية الصيني، ومرونة الحوكمة، وانفتاحها. والأهم من ذلك، أن زيارة الصين من عدمها تُؤثر بشكل كبير على الانطباع الإيجابي، فالسفر بدون تأشيرة يزيد الرغبة في الزيارة، كما أن التجارب الشخصية التي ينقلها الأفراد إلى بلدانهم الأصلية تُضاعف الأثر الإيجابي، مما يُساهم في الحد من الأحكام المسبقة وكسر الحواجز المعلوماتية.

وتتركز التوقعات الدولية بشأن تجربة الصين في الحوكمة في دعوة قوية إلى تعددية حقيقية ونظام دولي عادل ومنصف. حيث تُظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من نصف المشاركين الأجانب لديهم توقعات بشأن محكمة الوساطة الدولية، التي يقع مقرها في هونغ كونغ، وأن أكثر من 60% يتطلعون مشاركة الصين في حل القضايا الدولية الساخنة، مثل الأزمة الأوكرانية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والصراع الإسرائيلي الإيراني. وهذا يُؤكد أن الصين تعتبر قوة موثوقة لتحقيق التوازن والوساطة في وقت تعاني فيه الحوكمة العالمية من اختلالات وفوضى وعدم فعالية. في الوقت نفسه، يشير تزايد نفور الرأي العام الدولي من الترهيب الأحادي الجانب واستغلال القواعد إلى أن العالم لا يحتاج إلى منطق القوة القائم على المواجهة الصفرية، بل إلى فلسفة تقوم على مبدأ الربح المتبادل والانفتاح والتعاون.

أظهرت نتائج استطلاع الرأي مدى جاذبية الصين المعاصرة، في مختلف أنحاء العالم. وبالنظر إلى المستقبل، من الضروري مواصلة توسيع نطاق التبادلات والتسهيلات بين الشعوب من خلال مستويات أعلى من الانفتاح، ومواصلة تحقيق نتائج تعاون مستدامة عبر تنمية عالية الجودة، لا سيما من خلال تعزيز التبادل والتعلم المتبادل بين الشباب والفئات الأخرى. ويكمن سر جاذبية الأفكار الصينية في قدرتها على تلبية التطلعات المشتركة لمعظم الدول نحو السلام والأمن والتنمية والكرامة، مما يُرسخ صدىً أوسع لها عبر التاريخ.

صور ساخنة