الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة : المصريون يحتفلون باليوم العالمي للغة العربية بتسليط الضوء على جماليات حروف اللغة

/مصدر: شينخوا/   2025:12:23.09:23
مقالة : المصريون يحتفلون باليوم العالمي للغة العربية بتسليط الضوء على جماليات حروف اللغة

القاهرة 22 ديسمبر 2025 (شينخوا) احتفل المصريون باليوم العالمي للغة العربية من خلال معارض وورش عمل وعروض ثقافية نابضة بالحياة، سلطت الضوء على الإرث العريق للأبجدية العربية وفنونها المتجددة والمتطورة.

شاركت الخطاطة العربية أماني عبد الفتاح في هذه الاحتفالات، حيث مزجت أعمالها بسلاسة بين الأساليب التقليدية الموروثة عن كبار الخطاطين عبر التاريخ والابتكارات المعاصرة.

وتتسم معظم أعمال أماني عبد الفتاح بطابع حداثي واضح، إذ تدخل الألوان والزخارف والأنماط الفنية على الخط العربي الكلاسيكي، متجاوزة الاستخدام التقليدي للأقلام السوداء، لتمنح الحروف هوية جديدة وعملية.

وقالت أماني عبد الفتاح لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعمل على ابتكار لوحات فنية بالحروف العربية يمكن عرضها كقطع ديكور في منازلنا".

ويعكس عملها توجها أوسع في مصر يهدف إلى جعل الخط العربي ليس مجرد رمز للتراث، بل فنا حيا ووظيفيا في الحياة اليومية.

وقد عُرضت أعمال الخطاطة ضمن فعالية ثقافية انطلقت يوم الأحد لمدة ثلاثة أيام في المتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة، وذلك احتفالا باليوم العالمي للغة العربية الذي يُوافق 18 ديسمبر من كل عام، إحياء لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتماد اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة الدولية.

وأضافت أماني عبد الفتاح أن "الأبجدية العربية تمثل عنصرا أساسيا في الحفاظ على اللغة وهويتنا الثقافية"، مؤكدة دورها في نقل المعرفة والأدب والتقاليد عبر الأجيال.

من جانبه، شارك إبراهيم شاهين، رئيس قسم الخط العربي بمحافظة البحيرة، الرأي نفسه، مؤكدا أنه "من خلال حروفها، تشكل العربية رابطا حيا بين الماضي والحاضر، وإن الحفاظ على الأبجدية يحمي تراثنا ويعزز الشعور بالانتماء لدى الناطقين بالعربية".

وعرض شاهين ثلاث لوحات في المتحف، من بينها عمل لافت تظهر فيه الحروف العربية، المرسومة بدرجات متفاوتة من اللون الأزرق، وكأنها أمواج بحر متحركة.

وأضاف أن "الحروف العربية ليست مجرد رموز، بل هي جسر للتواصل، وتعليم الأجيال الشابة هذه الأشكال الكتابية أمر حيوي للحفاظ على تراث لغتنا".

بدوره، قال الطيب عباس، الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، إن الفعالية التي أُقيمت تحت شعار "إرث يتجدد بخط يتألق" أبرزت كيف تعكس المجموعات الإسلامية بالمتحف الارتباط التاريخي العميق بين مصر واللغة العربية، وتوضح القطع الأثرية المزينة بالنقوش والكتابات دور اللغة في توثيق مسيرة مصر الحضارية، لا سيما خلال العصر الإسلامي.

وأضاف عباس، أن تعلم اللغة العربية وحفظها هو احتفاء بالهوية والذاكرة والتراث، مؤكدا التزام المتحف بدوره الثقافي.

وأظهرت معارض المتحف كيف شكّلت اللغة العربية عبر التاريخ وعاء للتعبير الحضاري، حافظت من خلاله على المعرفة وأسهمت في بناء جسر يربط بين الماضي والحاضر.

من جهتها، قالت نانسي عمار، منسقة الفعاليات بالمتحف، إن الاحتفالات شملت معارض، وعروضا موسيقية حية باستخدام آلات عربية تقليدية، وندوات، وورش عمل تفاعلية تهدف إلى تعليم المشاركين كيفية كتابة أسمائهم بالخط العربي النسخ والرقعة والكوفي وغيرها .

وأوضحت أن الفعاليات نُظمت بالتعاون مع جامعة الأزهر وسفارة سلطنة عُمان بالقاهرة.

وقالت نانسي عمار إن كل الأنشطة تهدف إلى تعزيز هوية اللغة العربية عبر الأجيال، مشيرة إلى ما يتميز به الخط العربي من مرونة فنية فريدة تجعله وسيلة للتعبير التاريخي.

وشهدت ورش العمل تفاعلا لافتا، حيث جذبت طلابا متحمسين لتطوير مهاراتهم، وكتب الطفل أحمد محمود، طالب في الصف الثالث الابتدائي بإحدى المدارس الأزهرية، اسمه كاملا، معبرا عن سعادته واعتزازه بتجربة التعبير عن ذاته من خلال انسيابية الحروف.

وأوضح أن ممارسة الأنماط الكلاسيكية مثل خط النسخ، المعروف بوضوحه وأناقة حروفه، إلى جانب الأساليب الفنية الحديثة، تمنحه شعورا كبيرا بالسعادة.

صور ساخنة