الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

الجدّة المزارعة، تثير الإعجاب بإتقانها استعمال الآلات الزراعية الذكيّة

الجدّة المزارعة، تثير الإعجاب بإتقانها استعمال الآلات الزراعية الذكيّة
الجدّة داي تشغل الطائرة الزراعية المسيّرة.

في قرية لاومي، ببلدة شيندو، مدينة تونغتشنغ، مقاطعة آنهوي، تقضي الجدّة الثمانينية داي شويينغ يومها في تشغيل طائرة زراعية مسيّرة في سماء حقلها. من تركيب البطاريات، إلى فرد الأجنحة، ووضع السماد، وصولا إلى تمرير الشاشة للتحكم في الإقلاع، تتم العملية برمتها بسلاسة تامة.

وانغ تيانتيان، هي حفيدة الجدّة داي، وهي مزارعة عصرية من مواليد الثمانينيات، استأجرت أكثر من 600 مو (حوالي 40 هكتارا) من الأرض في القرية لزراعة الأرز. وفي السنوات الأخيرة، اقتنت عائلتها تدريجيا آلات زراعية ذكية، مثل طائرات مسيّرة لحماية النباتات والحصادات الضخمة، ما مكّنها من تحقيق مستوى أساسي من الزراعة الآلية. إذ يستطيع شخص واحد الآن إنجاز العمل الزراعي الذي كان يتطلب في السابق عشرات الأشخاص.

وأخبرت وانغ تيانتيان المراسل أن جدتها قد التحقت بمدرسة خاصة في صغرها، وهي متعلمة، وتتمتع بقدرة استيعابية عالية وبصحة جيدة. ورغم كبر سنها، إلا أنها لا تقبل البقاء عاطلة عن العمل. فهي تعتني بحديقة خضراوات صغيرة في منزلها، وتربي الدجاج والبط. وتقول وانغ تيان تيان عن جدتها: "إنها مليئة بالفضول تجاه كل ما هو جديد. في كل مرة أشغل فيها الآلات الزراعية الذكية، تراقبني من الجانب راغبة في التعلم، لذا أشرح لها وأوضح لها كيف تتم الأمور".

ترى الجدّة داي أن الطائرات المسيّرة هي "الأكثر متعة في الاستخدام" من بين الآلات الزراعية الذكية. ببعض العمليات البسيطة على الشاشة، "تستطيع هذه الطائرة الصغيرة التحليق في جميع أنحاء الحقل". ومع مرور الوقت، أتقنت الجدة داي تشغيل الطائرات. وتعبر عن سعادتها قائلة: "لقد تغير كل شيء الآن! لا مزيد من الثيران للحرث، ولا مزيد من حمل المبيدات، ولا مزيد من المناجل لحصاد الأرز، إنه لأمر رائع!"

في إحدى المرات، صوّرت وانغ تيانتيان تفاعلها مع جدتها ونشرته على الإنترنت. وقد حظي التباين الزمني بين الجدة ذات الشعر الأبيض والآلات الزراعية الذكية باهتمام وإعجاب كبيرين. وأشاد البعض بالجدة داي وبإصرارها على التعلم ومواكبة العصر، بينما تساءل آخرون عن سهولة استخدام الطائرات المسيّرة وسعرها.

وقالت وانغ تيانتيان: "في البداية، كانت جدتي خجولة بعض الشيء أمام الكاميرا، ولكن كلما زاد تصويرنا، تحسّن أداؤها. والآن، أصبحت جدتي من مشاهير الإنترنت المحليين. وعندما ترى نفسها على الشاشة وتقرأ تعليقات مستخدمي الإنترنت، لاتزال تشعر ببعض الحرج، لكنها سعيدة للغاية لأنها تستطيع الترويج لمحصول العائلة وبلدتها بهذه الطريقة ".

يبلغ عدد متابعي وانغ تيانتيان وجدتها حاليا أكثر من 500 ألف متابع على منصتي "دو يين" و"وتشات"، وتجني هي وحفيدتها ما يقارب 100 ألف يوان سنويا من عائدات الفيديوهات القصيرة على هاتين المنصتين. كما جربت العائلة أيضا التجارة الإلكترونية عبر البث المباشر، وتعاونت مع شركات لبيع الأرز المُصنّع، مما ضاعف دخلها.

وقالت وانغ تيانتيان للصحفيين "إن شعبية الفيديوهات القصيرة، قد أسهمت في زيادة عدد طلبات تسويق المنتجات الزراعية التي تصلني. في السابق، كان على القرويين الذهاب إلى السوق، أما الآن فيمكنهم بيع منتجاتهم من منازلهم." كما أن نجاحها في استخدام الآلات الزراعية الذكية، قد شجّع بقين مزارعي البلدة على اقتناء هذا النوع من الآلات أيضا.

لدى وانغ تيانتيان العديد من الخطط المستقبلية: أولًا، استثمار المزيد من الوقت والجهد في الفيديوهات القصيرة والبث المباشر لجعل التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت قناة البيع الرئيسية لمحصولهم من الأرز. ثانيا، تعلم المزيد من التقنيات الزراعية واستكشاف زراعة الأغذية الخضراء الشائعة في البيوت الزجاجية. وثالثا، استخدام حضورهم على الإنترنت للترويج للثقافة والسياحة في البلدة.

وقالت وانغ تيانتيان: "مع ازدياد عدد السياح، بات القرية تنبض بالحياة، وتحسّنت مبيعات منتجاتنا الزراعية. أتمنى أن تتاح للجميع فرصة زيارة تونغتشنغ!"

صور ساخنة