مدينة فوشينغ للانترنت والمعلومات بهايكو: كيف تقود هاينان ثورة صامتة في الاقتصاد الرقمي؟

18 نوفمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مع اقتراب الإطلاق الرسمي للعمليات الجمركية الخاصة على مستوى الجزيرة بهاينان، تدخل "منطقة فوشينغتشنغ للانترنت والمعلومات بهايكو" مرحلة جديدة من التطور العالمي، وتواصل بناء نموذجها الاستثنائي في مجال الاقتصاد الرقمي.

وشهدت المنطقة الاقتصادية منذ تأسيسها في 2015، نموا متسارعا على مستوى الإيرادات والضرائب وعدد الشركات، مدفوعة بتوسّع بيئة الأعمال وجاذبية الاستثمار. فقد ارتفعت الإيرادات من 530 مليار يوان في عام 2020 إلى 1650 مليار يوان في 2024. بينما ارتفع إجمالي الضرائب المحصّلة من 0.2 مليار يوان في 2017 إلى 85 مليار يوان في 2024، ما يعكس نضج السوق وقوة النشاط الاقتصادي. كما ارتفع عدد الكيانات في السوق في المنطقة من 470 شركة في عام 2017 إلى 8000 شركة في 2024، وهو توسّع استثنائي يعكس حيوية قطاع الأعمال.

إضافة إلى ذلك، إزداد حجم الشركات الكبرى العاملة في المنطقة، حيث تضم المنطقة 32 شركة تابعة لقائمة فورتشن 500، وأكثر من 130 شركة تابعة لشركات مدرجة في البورصة، إضافة إلى 22 شركة من بين أفضل 100 شركة إنترنت في الصين. كما تضم المنطقة 38 شركة تقنية عالية و47 شركة تكنولوجية صغيرة ومتوسطة، مع تسجيل 15 شركة يونيكورن جديدة. وأصبحت المنطقة نقطة جذب بارزة للشركات الأجنبية، حيث استقطبت شركات من 22 دولة، وارتفع عدد الشركات الأجنبية الجديدة إلى 376 شركة باستثمارات تتجاوز 12 مليار دولار، ما يعزز المكانة العالمية للمنطقة كحاضنة للصناعات المستقبلية.

وعلى مستوى تدفقات رؤوس الأموال، نشطت حركة التمويل عبر الحدود، مع دخول أكثر من 100 مؤسسة مالية تعمل على مستوى عالمي، وتجاوزت قيمة التدفقات المالية الخارجية والداخلية 300 مليار يوان. وفي الوقت ذاته، أصبحت المنطقة مركزا مهما لانطلاق الشركات المحلية إلى الخارج، حيث نفذت شركاتها 104 مشاريع استثمارية خارجية بإجمالي استثمارات بلغ 30.4 مليار دولار، تركزت في قطاعات التكنولوجيا والإنترنت والخدمات الحديثة.

استراتيجيات نمو دقيقة وفعالة

تعتمد منطقة فوشينغتشنغ للانترنت والمعلومات بهايكو، أنظمة إيكولوجية صناعية متماسكة، وتوفر بيئة تنظيمية فائقة الكفاءة. حيث تتبنّى مقاربة منهجية تقدم حلولا مخصصة لكل مرحلة من مراحل تطور الشركات، مدعومة بحزمة حوافز مالية وتقنية تعد بين الأكثر تقدما في الصين.

وتقوم فلسفة المنطقة على تقسيم الشركات إلى ثلاث فئات مع حزمة دعم مخصصة لكل منها. أولها، الشركات الرائدة، إذتركز المنطقة على بناء شراكات استراتيجية متينة مع عمالقة الصناعة، على غرار "علي بابا" و"لونغي غرين إنيرجي"، وتقدّم لها مكافآت المساهمة الاقتصادية بناء على اتفاقيات أداء واضحة. وتمنحها تسهيلات في التسجيل الرسمي تصل إلى غصون نصف يوم عمل فقط. أما بالنسبة للشركات النامية، على غرار "جينشي" و "كرونو كلاود"، فتساعد المنطقة هذه الشركات من خلال تيسير الوصول إلى التمويل (التنسيق مع الصناديق السوقية) وربطها بمشاريع ودعم حكومي، بهدف تسريع توسعها وتثبيتها في السوق. وفيما يتعلّق بالشركات الناشئة، تقدم المنطقة لها حزمة دعم مجانية، تشمل مساحات مكتبية مخفضة الإيجار، وخدمات الإرشاد الريادي، وتسهيل الوصول إلى موارد البحث والتطوير. يتم اختيار هذه الشركات عبر آلية عروض المشاريع، للتركيز على تلك التي تتمتع بسمات الابتكار التكنولوجي والمنظور الجديد.

خدمات وحوافز لفائدة الشركات والمواهب

تتمتع المنطقة بنظام خدمات متكامل وفائق السرعة لصالح الشركات والأفراد، حيث حصلت المنطقة على صلاحيات المراجعة المسبقة من الحكومة لثلاث عمليات حيوية: اعتماد الكفاءات العالية في هاينان، تصاريح عمل الأجانب، والتسجيل التجاري للمؤسسات. وهذا التفويض مكّنها من خفض مهلة إتمام هذه المعاملات من شهر كامل إلى 3 أيام عمل فقط، وهو إنجاز حظي بتقدير واسع من المستفيدين. وتدعم هذه السرعة شبكة من المراكز الاستشارية المتخصصة للاستثمار الخارجي، التمويل، وصناعة الألعاب.

موظف أجنبي يقوم بالترويج للشاي الطبيعي الصيني في الأسواق الخارجية عبر منصات البث المباشر في حديقة الابتكار للمواهل الأجنبية بهايكو

ولزيادة جاذبيتها الاستثمارية، تقدّم المنطقة حزمة حوافز من بين الأفضل في الصين، مثل الإعفاءات الضريبية على دخل الشركات، بنسبة 15%، وإعفاء ضريبي على دخل الأفراد بحد أقصى 15%. كما تقدّم إعانات ومكافآت مالية مباشرة تشمل واستثمارات تشاركية من صناديق حكومية، لتيسير تدفق رؤوس الأموال وتسهيل الاستثمار عبر الحدود.

بالإضافة إلى ذلك، يمثل مركز خدمات البيانات العابرة للحدود، ركيزة الرؤية الرقمية للمنطقة. ويشمل 4 مجالات رقمية رئيسية: التجارة الإلكترونية عبر الحدود، البث المباشر عبر الحدود، ألعاب الإنترنت، والمعاملات الرقمية الدولية. ولتمكين هذه الصناعات، بنت المنطقة 4 مساحات عمل مشتركة (بث مباشر، معالجة بيانات، مكاتب رقمية، تدريب واحتضان). وتمديد خطوط بيانات دولية مخصصة إلى داخل المنطقة، مما يسمح بالوصول القانوني وغير المقيد إلى منصات عالمية مثل تيكتوك، وفيسبوك ويوتيوب وانستاغرام. وقد تمكّنت المنطقة من جذب أكثر من 50 شركة متخصصة في هذه المجالات، بما في ذلك أسماء معروفة مثل إيو نتوورك، وهيلو ميديا.

من خلال هذا المزيج الفريد من السياسات الذكية،والبنى التحتية المتطورة، والخدمات فائقة السرعة، تساهم منطقة فوشينغتشنغ للانترنت والمعلومات بهايكو في دفع هاينان نحو التحول من الاقتصاد التقليدي الذي يعتمد السياحة والزراعة إلى اقتصاد ينبني على التكنولوجيا والصناعة الرقمية. ومع فتح هاينان بواباتها للتجارة الحرة، ستستقبل المنطقة فرصا غير مسبوقة لتشييد نموذجها الخاص في الاقتصاد الرقمي والانفتاح العالمي.