الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

أكاديمي لبناني: الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين ترسم مسارًا فريدًا نحو التنمية والتحديث

أكاديمي لبناني: الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين ترسم مسارًا فريدًا نحو التنمية والتحديث
رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية البروفيسور غسان ملحم

12 نوفمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية البروفيسور غسان ملحم، أن الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين تمثل خطة استراتيجية مهمة للحوكمة والتنمية المستدامة.

قال البروفيسور في حوار خاص مع صحيفة الشعب اليومية مؤخراً، إن السوق المحلية الصينية وإلى حد كبير لا تزال غير مشبعة، مما يعني أنه لا يزال بإمكانها استيعاب المزيد من التوسع الاستثماري. ويعكس ذلك قدرة السوق المحلية على توفير فرص لنمو رأس المال، وهو شرط ضروري للتنمية الاقتصادية بالنظر إلى حجم السوق في الصين فيما يتعلق بالاستثمار والإنتاج والاستهلاك، مما يسهم في النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي بشكل عام.

ورأى أنه بالتوازي مع السوق المحلية، يشكل المجال الخارجي فضاء واسعا للمبادرات الوطنية الصينية المتعلقة بالاستثمار والإنتاج والابتكار. وحتى الآن تظل مبادرة الحزام والطريق امتداداً طبيعياً للنمو الاقتصادي، فهي تكمل الاستثمار المحلي والأجنبي بدلاً من أن تتعارض معه.

كما أضاف، أن الصين قد حققت موقعًا بارزًا بل ومتميزًا منذ فترة داخل النظام الاقتصادي العالمي من حيث التصنيع وقدرات الإنتاج والاستثمار والتسويق والتنافسية. أما الآن بعد مرحلة التصنيع فهي تتحرك نحو الابتكار والذكاء الاصطناعي في عصر يمكن تسميته بمرحلة الحداثة الرقمية أو ما يعرف باسم أحدث مراحل الحداثة والعولمة.

وفي نفس السياق، أكد البروفيسور، أن التجربة الصينية تبقى فريدة من نوعها، لأنها خاصة، متميزة ومختلفة عن غيرها، وبعيدة كل البعد عن التقليد النمطي، وتتقدم باستمرار من خلال سلسلة من الخطط الخمسية التدريجية التراكمية للحوكمة السياسية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وبالتالي، تتحرك الصين بخطوات ثابتة من الخطة الخمسية الرابعة عشرة إلى الخطة الخمسية الخامسة عشرة وفق رؤيتها الاستراتيجية للنمو والاستثمار والإنتاج والتحديث والابتكار، أي أن نهجها التنموي ليس متسرعًا ولا متهورًا، بل محسوبًا ومدروسًا.

وفيما يتعلق بازدياد انفتاح الصين على العالم والفرص التي يخلقها ذلك للدول الأخرى لتعزيز نظام اقتصادي دولي أكثر عدلاً وإنصافاً. قال البروفيسور، إن تجربة الصين، بالنظر إلى حجمها ونفوذها، تقدم العديد من الفرص لجميع الدول. وتُعَد الصين قوة استثمارية ضخمة، كما يتضح ذلك من مبادرة الحزام والطريق، كما أنها سوق استهلاكية ضخمة نظرًا لوزنها الديموغرافي وحجمها الجغرافي، فضلاً عن وجود مخزون هائل من الخبرات والمهارات.

كما أشار البروفيسور إلى أن التنمية السلمية للصين ستساهم في تحقيق نظام عالمي جديد أكثر توازناً وعدلاً وإنصافاً، وأن مصالح الشعوب والدول والحكومات في العالمين العربي والإسلامي تكمن في تعدد الخيارات والمسارات المستقبلية. لذلك، يجب على النخب الفكرية والسياسية البدء في التفكير والتخطيط لكيفية الاستفادة من المبادرات الصينية الحالية والمستقبلية، والشروع في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعالمين العربي والإسلامي.

صور ساخنة