تُعدّ البيانات الفعلية أداة أساسية لتقييم اتجاهات الاقتصاد الكلي وفهم العوامل المواتية التي تدعم النمو. وغالبا ما يعتبر إجمالي استهلاك الكهرباء "مقياسا اقتصاديا"، يمنح منظورا فريدا لمتابعة أداء الاقتصاد الصيني.
وقد كشفت الإدارة الوطنية للطاقة مؤخرا عن أحدث بياناتها، التي أظهرت أن إجمالي استهلاك الكهرباء في الصين 7.77 تريليون كيلوواط/ساعة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري. مسجلا رقما قياسيا تاريخيا جديدا.
كما تجاوز الاستهلاك في شهري يوليو وأغسطس حاجز التريليون كيلوواط/ساعة لكل شهر على التوالي، وهو ما يعادل تقريبا الاستهلاك السنوي للكهرباء في دول رابطة آسيان، لتصبح الصين أول دولة في العالم يتخطى استهلاكها الشهري من الكهرباء تريليون كيلوواط/ساعة.
وسجلت الصناعة الأولى خلال الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام زيادة بنسبة 10.2% على أساس سنوي، لتتصدر بذلك الصناعات الرئيسية الثلاث من حيث معدل النمو في استهلاك الكهرباء.
وفي يانغلينغ بمقاطعة شنشي، المعروفة باسم "وادي السيليكون الزراعي" في الصين، أسهمت التقنيات الحديثة — من طائرات بدون طيار وكاميرات ميدانية وأجهزة استشعار للصوب الزراعية، مرورا بإنترنت الأشياء — في تحويل الزراعة التقليدية إلى زراعة ذكية. وتشكّل الكهرباء هنا الركيزة الطاقية التي تدفع عجلة التحديث الزراعي.
أما في مجال الخدمات الرقمية، فقد ارتفع استهلاك الكهرباء في مراكز بيانات الإنترنت عبر خمس مقاطعات ومناطق جنوبية — من بينها قوانغدونغ وقوانغشي — بنسبة 46.05% على أساس سنوي. وتقدّمت قويتشو على المستوى الوطني بمعدل نمو بلغ 72.92% مدعومة بوجود 49 مركز بيانات رئيسي قيد الإنشاء أو التشغيل.
وتُمثل قوة الحوسبة شكلا جديدا من القوى الإنتاجية، إذ أصبح الاقتصاد الرقمي أحد المحاور الأساسية للمنافسة الدولية. وتعتمد هذه القوة بشكل كبير على توافر الكهرباء واستدامتها البيئية.
وفي حين تواجه الولايات المتحدة نقاشات متزايدة حول استهلاك الطاقة في مراكز البيانات وقيود الشبكة بعد مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الأخير، فإن الصين باتت توفر إمدادات طاقة كافية ومستقرة لتلك المراكز ما يتيح لها القدرة على مواصلة التوسع في هذا المجال الحيوي.
وتعتبر بيانات استهلاك الكهرباء مايشبه " تقرير فحص صحي" يعكس بصورة شاملة مدى تحسن الهيكل الاقتصادي الصيني ونشوء محركات نمو جديدة عبر تحول الصناعات التقليدية وتطور الصناعات الناشئة والمستقبلية.
من مرحلة كان فيها أكثر من 80% من السكان بلا كهرباء، إلى واقع اليوم حيث يتمتع أكثر من 1.4 مليار شخص بخدمة كهرباء موثوقة، وتولّد البلاد نحو ثلث كهرباء العالم — وصولا إلى أن أصبحت شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ أول مدينة في العالم تضم محطات شحن فائق السرعة تفوق عدد محطات الوقود، تمثل هذه المسيرة شهادة حية على رحلة الصين في التصنيع والطاقة والتحول الرقمي، وعلى انتقالها نحو تنمية خضراء ومستقبل مستدام.



خفي، الصين: أول روبوت تعليمي بشري بالحجم الكامل في العالم يُدرّس فصلًا دراسيًا
ذرة الزينة في يوننان، حبّاتها مثل الأحجار الكريمة
تسليم أول سفينة نقل ركاب كبيرة الحجم تعمل بالوقود المزدوج إلى إيطاليا
طيار يتجول بمركبته الصغيرة فوق ساحة بهانغتشو
ثمار الموز في قوانغشي تبدأ دخول الأسواق
أول قطار سياحي يعمل بالهيدروجين يغادر المصنع في تشانغتشون
بخور على شكل اسطوانات موسيقية قديمة
صيني أحب المعاديد القديمة فأسس لها متحفا
زفاف الرعاة في شينجيانغ: احتفال بتقاليد قديمة تعيش عبر الأجيال
الماس المُستزرع: سوق بقيمة تريليون دولار تنتظر التطوير
شركة شنتشن للطاقة والبيئة تُعزز جهود شنتشن لبناء نموذج حوكمة حديثة
البصل الرملي.. من حاجز الرمال إلى طعام شهي على موائد الاسر في الصين