الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تعليق: ضمان الإبحار المستقر لسفينة العلاقات الصينية-الأمريكية العملاقة نحو الأمام

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال إجتماعه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في بوسان، كوريا الجنوبية، صباح يوم 30 أكتوبر بالتوقيت المحلي، إنه قد تحدث هاتفيا مع ترامب ثلاث مرات منذ إعادة انتخاب الاخير، وتبادلا عدة رسائل، وظلا على اتصال وثيق. وتحت توجيههما المشترك، ظلت العلاقات الصينية-الأمريكية مستقرة بشكل عام.

وأشار الى انه قبل أيام قليلة، وفي أحدث جولة من المشاورات في كوالالمبور بماليزيا، توصلت الفرق الاقتصادية والتجارية للبلدين إلى توافق أساسي بشأن معالجة الشواغل الكبرى لكل منهما، مما وفر الشروط اللازمة للاجتماع اليوم.

كما أفاد شي، أنه بالنظر إلى اختلاف الظروف الوطنية، فإن الجانبين لا يتفقان دائما في الرأي مع بعضهما البعض، ومن الطبيعي أن تكون هناك احتكاكات بين أكبر اقتصادين في العالم بين الحين والآخر. مضيفا، ان رئيسي البلدين كقائدي دفة العلاقات الصينية-الأمريكية، عند مواجهة الرياح والأمواج والتحديات، يجب التمسك باتجاه المسار الصحيح، والملاحة عبر المشهد المعقد، وضمان الإبحار المستقر لسفينة العلاقات الصينية-الأمريكية العملاقة نحو الأمام.

لقد أثبت تاريخ وواقع العلاقات الصينية ـ الأمريكية أن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة هو المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 46 عامًا، استمرت العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين البلدين في التطور، وقفز حجم التجارة بين البلدين من أقل من 2.5 مليار دولار أمريكي في عام 1979 إلى ما يقرب من 688.3 مليار دولار أمريكي في عام 2024. وعندما بدأ مصنع تيسلا العمل رسميًا في شنغهاي، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا لسرعة الإنتاج، وشهدت سوق الشحن بين الصين والولايات المتحدة نقصًا حادًا في السفن، عندما عدل البلدان إجراءات التعريفة الجمركية بناءً على التوافق الذي تم التوصل إليه في محادثات جنيف... تُظهر هذه الأمثلة الحية والملموسة أن التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد كلا الجانبين، بينما تضر المواجهة بكليهما. وإن تعزيز التبادلات والتعاون هو الاتجاه السائد للعلاقات الثنائية وهو في المصالح الأساسية لشعبي ومؤسسات كلا البلدين.

تؤثر علاقات القوى الكبرى على الوضع الدولي، ويعود استقرار العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة بالنفع على كلا البلدين والعالم. وبصفتهما أكبر اقتصادين في العالم، تُمثل الصين والولايات المتحدة معًا أكثر من 40% من الاقتصاد العالمي. ويُعد التفاعل الوثيق في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة ذا أهمية بالغة لاستقرار الاقتصاد العالمي ونموه. وفي مقابلة سابقة مع رويترز، صرحت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا، بأنها "تأمل بصدق أن تتمكن الصين والولايات المتحدة من العمل معًا"، لأن "أي توترات أو "انفصال" بين البلدين لن يؤثر على أكبر اقتصادين في العالم فحسب، بل سيؤثر أيضًا على بقية العالم".

من المنظور التجاري، تُعدّ العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة من أهم العلاقات في العالم. فالتبادل التجاري السلس بين البلدين يدعم النمو المستقر للتجارة العالمية. ومن منظور استثماري، يُحفّز الاستثمار المباشر بين الصين والولايات المتحدة نقل التكنولوجيا والصناعة والخبرة الإدارية عبر الحدود، مما يُعزز التوزيع الفعّال لرأس المال العالمي. ومن منظور الصناعة وسلسلة التوريد، تمتلك الصين والولايات المتحدة أقوى قدرات تصنيع واستهلاك في العالم، وتتمتعان بترابط وثيق في سلاسل الصناعة والتوريد العالمية. وعلى خلفية تقسيم العمل الدولي، والاحترام المتبادل، والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بين الصين والولايات المتحدة، من المؤكد أن السفينتين العملاقتين ستواصلان الإبحار على مسار التنمية المستقر والصحي والمستدام.

إن التقدم الملموس في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة يعتمد في نهاية المطاف على التنفيذ الحازم للتوافقات المهمة التي توصل إليها رئيسا الدولتين. منذ مايو من هذا العام، واسترشادًا بالتوافقات التي توصل إليها رئيسا الدولتين، عقدت الصين والولايات المتحدة خمس جولات من المشاورات الاقتصادية والتجارية، وحققتا سلسلة من النتائج المهمة. ونتوقع من الولايات المتحدة العمل مع الصين في الاتجاه نفسه، والحفاظ معًا على نتائج المشاورات التي تحققت بشق الأنفس، والتنفيذ الصارم للتوافقات، وترجمة الالتزامات إلى أفعال.

في عصر العولمة الاقتصادية، يُقسّم "فك الارتباط" آفاق التنمية، وتُسجن "الساحات المُسوّرة" في نهاية المطاف في سجنٍ فرضه المرء على نفسه. ولا رابح في حروب التعريفات الجمركية والحروب التجارية، فالانفتاح هو السبيل الوحيد للازدهار والتنمية العالميين. وقد اقترحت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي اختُتمت مؤخرًا، "توسيع الانفتاح رفيع المستوى وخلق وضع جديد من التعاون المربح للجانبين". وهذا يُظهر ثقة الصين الراسخة وعزمها على توسيع انفتاحها رفيع المستوى على العالم مرة أخرى. ويعتقد المجتمع الدولي عمومًا أنه في ظلّ مناخ عدم اليقين الحالي، أظهرت الصين، من خلال صياغة وتنفيذ خطط متوسطة وطويلة الأجل، بُعد نظر استراتيجي واستقرارًا قويًا، مما ضخّ يقينًا قيّمًا في التنمية العالمية.

إن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة بالغة الأهمية. وبإمكان الصين والولايات المتحدة تحقيق نجاح متبادل وازدهار مشترك، مما يعود بالنفع على البلدين والعالم. ولتحقيق هذه الرؤية، يجب على الجانبين بذل الجهود نحو نفس الهدف لتحقيق الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين.

صور ساخنة