بمناسبة الذكرى الـ 80 لاستعادة الصين تايوان من اليابان، كتب وانغ ينغ جين هو مدير مركز أبحاث العلاقات عبر المضيق بجامعة الشعب الصينية مقالا في صحيفة الشعب اليومية الصينية في 24 أكتوبر، حيث استعرض تاريخ هذا اليوم، الذي يعود الى عام 1945، وإعلان ممثل الحكومة الصينية رسميًا في قاعة تشونغشان بتايبيه، أنه اعتبارًا من يوم 25 أكتوبر 1945 عادت تايوان وجزر بنغهو رسميًا إلى الصين، ووُضعت جميع أراضيها وشعبها وإدارتها تحت السيادة الصينية. وقد مثّل ذلك نهايةً رسميةً للحكم الاستعماري الياباني الذي دام نصف قرن في تايوان، وعودة تايوان إلى أحضان الوطن الأم.
يرى وانغ ينغ جين، أنه بالنسبة للصين، تجاوز تحرير تايوان مجرد استعادة الأراضي، بل كان رمزًا حاسمًا لنهضة الأمة الصينية بعد قرن من الإذلال الذي ألحقه بها العدوان الأجنبي. منذ حرب الأفيون، عانت الصين من توغلات متكررة وخسائر إقليمية، وترك التنازل القسري عن تايوان وجزر بنغهو عقب الحرب الصينية اليابانية الأولى عام 1895 ندبةً لا تُمحى في الذاكرة الجماعية للأمة، ولم تُمحِ عودتها عام 1945 إهانة معاهدة شيمونوسيكي فحسب، بل مثّلت أيضًا خطوةً مهمةً نحو استعادة الكرامة الوطنية. مؤكدًا أن استعادة تايوان ثمرة كفاح الشعب الصيني الدؤوب للدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضيه، وأن تايوان جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ القدم.
وذكر وانغ ينغ جين، أنه في عام 1895، أجبرت الحكومة اليابانية أسرة تشينغ المهزومة على التنازل عن تايوان وجزر بنغهو. وعلى مدار الخمسين عامًا التالية، فرضت اليابان حكمًا استعماريًا على تايوان، تاركةً فجوةً كبيرةً في الحدود البحرية الجنوبية الشرقية للصين. وأن تحرير تايوان أعاد الدفاعات البحرية الجنوبية الشرقية للصين وسيادتها الإقليمية إلى حالتها التاريخية، وعزز الشعور بالانتماء الوطني بين الأمة الصينية. مضيفًا، أنه خلال فترة الاحتلال الياباني التي استمرت نصف قرن، ظل المواطنون على جانبي مضيق تايوان، رغم انفصالهما عن بعضهما البعض بسبب البحر، متحدين في قلوبهم وأيديهم. وخلال فترة حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، عبر أكثر من 50 ألف مواطن تايواني وطني المضيق للعودة إلى البر الرئيسي والقتال إلى جانب مواطنيهم. وقد وفّر هذا التماسك، الذي نشأ في النضال المشترك، دافعًا روحيًا قويًا لمقاومة العدوان الأجنبي وبناء الأمة لاحقًا.
أكد وانغ ينغ جين، أنه على الصعيد الدولي، مثّلت استعادة تايوان إنجازًا هامًا للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية، وركيزةً أساسيةً في النظام الدولي لما بعد الحرب. وقد برهنت استعادة تايوان على انتصار الجبهة المتحدة على الفاشية. مضيفًا، أن الصين واصلت، بصفتها ساحة المعركة الرئيسية في الشرق، مقاومتها لمدة 14 عامًا، مُقدّمةً مساهماتٍ جليلة في إنقاذ الحضارة الإنسانية والحفاظ على السلام العالمي. وكان دعم قوى الحلفاء لعودة تايوان إلى الصين اعترافًا بمساهمات الصين في حرب المقاومة، وانعكاسًا للإرادة المشتركة للمعسكر المناهض للفاشية. وتُعدّ استعادة تايوان جزءًا أساسيًا من النظام الدولي لما بعد الحرب.
اشار وانغ ينغ جين، إلى أن الوثائق ذات القوة القانونية الدولية، مثل "إعلان القاهرة" و"إعلان بوتسدام"، ركائز قانونية أساسية للنظام الدولي بعد الحرب. وقد أرسى نظام الأمم المتحدة، الذي تأسس بعد الحرب، مبادئ مثل "المساواة في السيادة" و"عدم التدخل في الشؤون الداخلية" كمبادئ أساسية، ويُعدّ ضم تايوان إلى الصين تجلّيًا ملموسًا لهذه المبادئ. وقد حقق ضم تايوان اعترافًا دوليًا بعدم شرعية الحكم الاستعماري. كما يُشكل "إعلان القاهرة"، و"إعلان بوتسدام"، و" وثيقة الاستسلام الياباني" ثالوثًا قانونيًا متكاملًا، يُرسّخ في القانون الدولي مبدأ وجوب إعادة الدول المهزومة أراضيها المحتلة - أي الأراضي المنهوبة بالحرب إلى أصحابها الأصليين. ولقد كسر هذا المبدأ المنطق الإمبريالي المتمثل في أن "القوة تصنع الحق" الذي ساد منذ العصور الحديثة، وأصبح المبدأ التوجيهي الأساسي للمجتمع الدولي في التعامل مع النزاعات الإقليمية المماثلة بعد الحرب.
كما يرى وانغ ينغ جين، أنه في ظل التحول العالمي المتسارع والوضع المعقد والحرج عبر مضيق تايوان، يكتسب إحياء الذكرى الـ 80 لعودة تايوان، والاعتراف الكامل بمكانتها التاريخية في النهضة العظيمة للأمة الصينية، وتأثيرها الكبير في بناء النظام الدولي لما بعد الحرب، أهمية عملية بالغة. فمن جهة، يُعيد إلى الأذهان ذكريات مشتركة عبر مضيق تايوان، ويُعزز الوحدة الوطنية، ويُرسخ قوة النهضة الوطنية. ومن جهة أخرى، يُصحح المفاهيم الخاطئة من جذورها، ويُكشف المنطق الخاطئ للتواطؤ الأمريكي التايواني في الترويج لما يُسمى "وضع تايوان غير المُحدد".
مضيفا أنه بالنسبة للأمة الصينية، يُعدّ تحرير تايوان دليلاً تاريخياً قاطعاً يدحض مغالطة "استقلال تايوان" الانفصالية. وإن تلاعب سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي بكتب التاريخ المدرسية، وتمجيدها للحكم الاستعماري الياباني، وترويجها لـ"نزع الطابع الصيني" يُعدّ خيانةً لهذا الاستعادة التاريخية. أما بالنسبة للمجتمع الدولي، فإن تحرير تايوان يدحض نظرية "عدم تحديد وضع تايوان" المزعومة التي اختلقتها بعض الدول. وتؤكد الوثائق القانونية الدولية، مثل "إعلان القاهرة" و"إعلان بوتسدام"، سيادة الصين على تايوان.
خلص وانغ ينغ جين مقاله قائلاً: "عودة تايوان إلى الصين عام 1945 حقيقة تاريخية لا تقبل الطعن. وأي كلام أو فعل يُحاول تحدي هذه الحقيقة يُعدّ تدنيساً لثمار النصر في الحرب العالمية الثانية، وتدميراً للنظام الدولي بعد الحرب."
 
             
        


 ذرة الزينة في يوننان، حبّاتها مثل الأحجار الكريمة
ذرة الزينة في يوننان، حبّاتها مثل الأحجار الكريمة تسليم أول سفينة نقل ركاب  كبيرة الحجم تعمل بالوقود المزدوج إلى إيطاليا
تسليم أول سفينة نقل ركاب  كبيرة الحجم تعمل بالوقود المزدوج إلى إيطاليا طيار يتجول بمركبته الصغيرة فوق ساحة بهانغتشو
طيار يتجول بمركبته الصغيرة فوق ساحة بهانغتشو ثمار الموز في قوانغشي تبدأ دخول الأسواق
ثمار الموز في قوانغشي تبدأ دخول الأسواق أول قطار سياحي يعمل بالهيدروجين يغادر المصنع في تشانغتشون
أول قطار سياحي يعمل بالهيدروجين يغادر المصنع في تشانغتشون بخور على شكل اسطوانات موسيقية قديمة
بخور على شكل اسطوانات موسيقية قديمة صيني أحب المعاديد القديمة فأسس لها متحفا
صيني أحب المعاديد القديمة فأسس لها متحفا زفاف الرعاة في شينجيانغ: احتفال بتقاليد قديمة تعيش عبر الأجيال
زفاف الرعاة في شينجيانغ: احتفال بتقاليد قديمة تعيش عبر الأجيال الماس المُستزرع: سوق بقيمة تريليون دولار تنتظر التطوير
الماس المُستزرع: سوق بقيمة تريليون دولار تنتظر التطوير شركة شنتشن للطاقة والبيئة تُعزز جهود شنتشن لبناء نموذج حوكمة حديثة
شركة شنتشن للطاقة والبيئة تُعزز جهود شنتشن لبناء نموذج حوكمة حديثة البصل الرملي.. من حاجز الرمال إلى طعام شهي على موائد الاسر في الصين
البصل الرملي.. من حاجز الرمال إلى طعام شهي على موائد الاسر في الصين شينجيانغ: بدء هجرة الماشية من مراعي الصيف إلى الخريف
شينجيانغ: بدء هجرة الماشية من مراعي الصيف إلى الخريف