الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

سمبوزيوم مصر الدولي للنحت يزين العلمين الجديدة بمعرض فني مفتوح

/مصدر: شينخوا/   2025:10:29.09:17
سمبوزيوم مصر الدولي للنحت يزين العلمين الجديدة بمعرض فني مفتوح

العلمين الجديدة، مصر 28 أكتوبر 2025 (شينخوا) تحت سماء البحر المتوسط الزرقاء، ترتفع صفوف من المنحوتات البيضاء بالقرب من ساحل مدينة العلمين الجديدة شمالي مصر، حيث تقف مجسمات تجريدية وهندسية وتماثيل بشرية في حوار صامت مع نسيم البحر، لتحول الواجهة البحرية إلى معرض فني مفتوح يعكس هوية المدينة الحديثة.

ومن بين المنحوتات اللافتة، ومعظمها من حجر الجلالة، كانت واحدة للفنان المصري وائل الشافعي تجسد أما تحتضن طفلتها، مع تجاويف على شكل قلوب ترمز إلى الحب والاستمرارية.

وقال الشافعي إن عمله الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار، بعنوان "مصر: الأمومة والامتداد"، مستوحى من الفن المصري القديم لكنه يعبر عنه بأسلوب حديث وتجريدي، ويعكس الترابط بين الأجيال وروح الثقافة المصرية المتجددة.

وأوضح الشافعي أن "المصريين القدماء نقلوا إرثهم عبر النحت والفن. ونحن من خلال عمل منحوتات في أماكن عامة نواصل هذا التقليد ونجعل الفن جزءا حيا من الفضاء العام"، مضيفا أن "وجود فنانين من مختلف دول العالم هنا يتيح لنا تبادل الخبرات والأساليب الفنية وكذلك تبادل الثقافات".

ويعد عمل الشافعي واحدا من أكثر من 20 عملا نحتيا ضخما تم تنفيذها من حجر الجلالة والحديد بواسطة 22 فنانا من مختلف أنحاء من العالم، مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والصين واليابان وتركيا والمكسيك وجورجيا وصربيا.

وقد عرضت الأعمال على مساحة تقارب 100 متر مربع بالقرب من ساحل المدينة خلال الدورة العاشرة من "سمبوزيوم مصر للنحت"، الذي استضافته مدينة العلمين الجديدة لأول مرة واختتمت فعالياته اليوم (الثلاثاء) بعد نحو ثلاثة أسابيع من العمل.

وقال مؤسس ومنظم السمبوزيوم الفنان محمد حميدة إن "هذه الأعمال سوف تستخدم لتجميل شوارع وممشى وأماكن عامة وبارزة في المدينة، مع وضع اسم كل فنان وتاريخ السمبوزيوم بجانب كل عمل".

وأضاف "كنت دائما أؤمن بأن الفن يجب أن يخرج من القاعات المغلقة إلى الشارع. فالناس يأتون إلى هنا، ويشاهدون الفنانين أثناء العمل، ويلتقطون الصور، ويشعرون بأنهم جزء من التجربة. إنه فن وتجميل في آن واحد".

ومن بين الأعمال الأخرى البارزة مجسم معدني على شكل نسر مصنوع من الحديد المعاد تدويره ليمنحه مظهرا عتيقا وأنيقا في الوقت نفسه، ومجسم رخامي لحصان يبدو كما لو أنه في منتصف العدو، حيث يجسد القوة والحركة في آن واحد.

وفي اليوم السابق لاختتام الفعالية، كانت النحاتة التركية سونغول تيليك لا تزال تضع اللمسات الأخيرة على عملها تحت شمس الظهيرة.

وقالت تيليك لوكالة أنباء ((شينخوا)) مبتسمة وهي تمسح غبار الرخام عن يديها، إن "العمل في الهواء الطلق قرب البحر يجعلني سعيدة. ليست هذه المرة الأولى التي أشارك فيها في سمبوزيوم فني في مصر. وإنه من الرائع التفاعل مع الفنانين والثقافات من مختلف أنحاء العالم من خلال الفن".

وتحمل منحوتتها الحجرية، التي تبلغ ارتفاعها 2.5 متر، عنوان "الحياة المتغيرة"، حيث قالت إن "الحياة دائمة التغير، فكل لحظة تحمل أثرا من اللحظة التي سبقتها بينما تتجدد هي بنفسها. هذا ما يرمز إليه عملي".

وأثناء وضع الفنانين اللمسات الأخيرة على أعمالهم، توقف فلاديمير سيروف، وهو بيلاروسي يعمل في العلمين الجديدة، بدراجته لمشاهدتهم وهم يعملون.

وقال مبتسما وهو يلتقط صورا لبعض المنحوتات الرخامية، "لقد أعجبني كثيرا، فهناك أعمال لم تكتمل بعد لكنها جميلة بالفعل. أعتقد أن السكان والسياح سوف يستمتعون بهذه المجسمات عندما تُعرض في أنحاء المدينة".

واختتم السمبوزيوم اليوم باحتفالية حضرها محافظ مطروح خالد شعيب، ورئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة محمد خلف الله، وعدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية، الذين أشادوا بالأعمال النحتية كونها تعبيرات بصرية عن هوية العلمين الجديدة كمدينة للسلام والتنمية.

ووصف أسامة علي رئيس قطاع التجميل بهيئة المجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان، السمبوزيوم بأنه "فكرة قيمة" حيث ستضيف الأعمال المنحوتة نقاط جمالية جديدة في أنحاء المدينة.

وقال علي لـ ((شينخوا)) إن "المدينة تحتاج إلى معالم جمالية تتناغم مع طابعها المعماري وبيئتها الطبيعية"، مؤكدا أن "مثل هذه المبادرات الفنية تجمع بين التخطيط العمراني والجمال البصري".

وأضاف أن هناك خططا لجهود تجميلية مماثلة في مدن جديدة أخرى في أنحاء مصر، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تمثل "نقطة التقاء بين الفن والجمال والعمران الحديث".

صور ساخنة