الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مقالة : الحوار الثقافي الصيني - العربي يزدهر في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025

/مصدر: شينخوا/   2025:10:14.09:19
مقالة : الحوار الثقافي الصيني - العربي يزدهر في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025

الرياض 13 أكتوبر 2025 (شينخوا) مع بداية شهر أكتوبر في الرياض، بدأت حرارة الصيف الحارقة تتراجع تدريجيا، لكن شغف المدينة بالقراءة يزداد يوما بعد يوم.

فقد أُقيم معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، أحد أكبر المعارض للكتاب في العالم العربي، خلال الفترة من 2 إلى 11 أكتوبر الجاري، تحت شعار "الرياض تقرأ"، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من أكثر من 25 دولة.

خلال هذا الحدث الثقافي الذي استمر عشرة أيام، أصبح إطلاق النسخة العربية من رواية "رن شنغ هاي هاي" (العنوان بالعربية: هكذا الحياة) للكاتب الصيني ماي جيا حديث الزوار.

وقد قام بترجمتها إلى العربية المترجم المصري يحيى مختار، ونشرتها دار كلمات للنشر والتوزيع الكويتية، ولاقت الرواية اهتماما واسعا في أروقة المعرض.

وفي حفل إطلاق النسخة العربية للكتاب وأُقيمت في الجناح الصيني، قال الكاتب ماي جيا: "إن بطل الرواية، العقيد، وُلد ونشأ في الصين، لكنني أعتقد أن قصته تلامس وجدان القراء في العالم العربي أيضا، لأن الصينيين والعرب يشتركون في روح الصمود -- القدرة على الابتسام في وجه الصعوبات، ومواجهة الحياة بالشجاعة والفكاهة".

وأعرب ماي جيا عن سعادته بوصول روايته إلى القراء العرب، معبرا عن أمله في أن تتيح النسخة العربية الفرصة لعدد أكبر من القراء في العالم العربي للتعرف على الأدب الصيني، متجاوزة حواجز اللغة والجغرافيا، ومُلهمة للتأمل في المصير الإنساني المشترك.

وشهد معرض هذا العام حضورا مميزا لدور النشر الصينية، حيث شاركت أكثر من عشر دور نشر من الصين في جناح مخصص تحت شعار "قراءة الصين"، عارضين أكثر من 1000 عنوان. كما نظمت مجموعة من فعاليات التبادلات الثقافية، من بينها "ندوة الحوار والتبادل حول التحديث بين السعودية والصين" و"صالون الأدب السعودي - الصيني".

وقالت قوان هونغ، رئيسة وفد دور النشر الصينية في المعرض ونائبة المدير العام لدار إنتركونتننتال الصينية للنشر: "من خلال هذه العروض الثقافية المتنوعة وتبادل الأفكار، نأمل أن يتمكن القراء العرب من التعمق في تذوق التراث الثقافي الصيني وسحر الأدب الصيني، ومن تكوين رؤية أشمل لمسيرة التحديث صيني النمط ومعناها الروحي".

كما تبذل دور النشر العربية جهودا حثيثة لجلب الكتب الصينية إلى القراء العرب، فمن الروائع الكلاسيكية إلى الأدب المعاصر، ومن التاريخ والفلسفة إلى كتب الأطفال، قدمت دور نشر من دول عربية عدة، منها لبنان ومصر والكويت، مجموعة واسعة من الكتب الصينية المترجمة إلى العربية في معرض الرياض هذا العام.

وقد خصصت شركة المستقبل الرقمي اللبنانية، ركنا خاصا لكتب الثقافة الصينية والأدب الصيني في جناحها، عرضت فيه الأعمال التي نجحت في إدخالها من الصين وترجمتها إلى العربية ونشرها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة المستقبل الرقمي محمد الخطيب إن تعاون شركته مع دور النشر الصينية بدأ منذ عام 2009، مضيفا: "قمنا بإدخال أعمال صينية في مجالات متنوعة تشمل الثقافة، وأدب الأطفال، وتعلم اللغة، والبحوث الأكاديمية، في مسعى لبناء جسر ثقافي بين العالم العربي والصين".

وأوضح الخطيب أن شركته تشارك سنويا في معارض دولية للكتاب في القاهرة وأبوظبي والرباط وغيرها، حيث تعرض وتروج الكتب الصينية.

وأضاف: "في السنوات الأخيرة، ازداد اهتمام القراء العرب بالكتب الصينية، فهم فضوليون تجاه الثقافة والتاريخ والتطور العلمي والتكنولوجي والاجتماعي في الصين".

وقال الخطيب وفي الوقت نفسه، "فإن ازدياد عدد الجامعات والمؤسسات الثقافية في المنطقة التي تقدم دورات في اللغة الصينية والدراسات الصينية، يسهم في زيادة الطلب على كتب تعليم اللغة الصينية والكتب حول الثقافة الصينية".

ويقول المثل العربي الشهير: "أطلبوا العلم ولو في الصين"، فمن طريق الحرير القديم إلى مبادرة الحزام والطريق اليوم، تمتد جسور التواصل بين الحضارتين العريقتين، الصينية والعربية، عبر أكثر من ألفي عام -- وها هي تتألق من جديد في هذه الوليمة الثقافية المفعمة بعبق الكتب في الرياض.

صور ساخنة