غزة 12 أكتوبر 2025 (شينخوا) تتجه الأنظار إلى مدينة شرم الشيخ المصرية التي تحتضن يوم غد (الإثنين) قمة سلام دولية جديدة، يأمل منظموها أن تشكل نقطة تحول في مسار الحرب على قطاع غزة، وتمهد الطريق نحو تسوية سياسية أوسع في الشرق الأوسط.
وتأتي القمة في وقت حساس تسعى فيه مصر إلى تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين إسرائيل وحركة حماس، ضمن ما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمرحلة الثانية من خطته للسلام.
ومن المتوقع أن تبحث القمة سبل توفير ضمانات دولية لتنفيذ الاتفاق، وسط تعهد مصري بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع على أراضيها.
-- أهداف القمة ومحاورها
في مقابلات منفصلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يرى مراقبون سياسيون فلسطينيون أن القمة تهدف إلى تثبيت الهدنة في غزة ووضع آليات واضحة لإعادة الإعمار، وفتح مسار سياسي جديد يضمن استقرارا أوسع في المنطقة.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي من غزة حسام الدجني إن قمة شرم الشيخ "تهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء الحرب وتثبيت وقف إطلاق النار، ومنح الوسطاء حماس ضمانة بعدم عودة الحرب مرة أخرى"، مشيرا إلى أن "المأمول منها أيضا مناقشة ملف الإعمار وفتح أفق للتعاون الأمني والسياسي في المنطقة".
ورغم الأجواء الإيجابية التي ترافق القمة، يبقى التساؤل مطروحا، حول ما إذا كانت ستعالج جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبهذا الصدد يعتقد الدجني أن "حل الصراع يتوقف على إرادة الرئيس ترامب والمجتمع الدولي"، موضحا أن غياب الإرادة الحقيقية لإنهاء الاحتلال يجعل من أي تسوية مجرد خطوة مؤقتة.
ويضيف أن "ما حدث بعد حرب غزة جعل إسرائيل أكثر عزلة في العالم، وقد يدفع ذلك نحو تحرك دولي جدي لإحداث تغيير في المشهد".
أما المحلل السياسي جهاد حرب من رام الله فهو يشكك أن تكون هذه القمة مدخلا لسلام شامل، خاصة وأنه يؤمن بأنها "مرتبطة بتثبيت وقف إطلاق النار وإعطاء زخم أكبر للعملية الجارية اليوم للوصول إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين بشكل أساسي".
ويقول لـ ((شينخوا)) إن "الأوضاع الحالية لا تتيح فرصة على المدى المنظور للوصول إلى هذا السلام"، مشيرا إلى أن المسارات المطروحة متباينة بين الخطة الأمريكية ومسار الحل الدولي القائم على مبدأ الدولتين.
ويشير إلى أن بنود الاتفاق الجديد وفقا لخطة الرئيس الأمريكي غامضة، خاصة فيما يتعلق بشكل الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وبهذا يتفق الدجني مع حرب قائلا إن "ورقة ترامب لا تحدد بوضوح معالم هذه الدولة أو مرجعيتها القانونية"، مشددا أن "الوضوح الأمريكي في هذا الجانب ضروري لتجنب أي صدام مستقبلي".
ويتفق كل من الدجني وحرب على أن أي تقدم في هذا الملف يتطلب إرادة أمريكية حقيقية، وضغطا دوليا على إسرائيل التي لا تزال حكومتها اليمينية ترفض فكرة الدولة الفلسطينية.
ببساطة، يقول حرب، إن تثبيت الهدنة سيسهم في تهدئة التوترات الإقليمية بين إسرائيل وكل من لبنان وإيران وسوريا والحوثيين في اليمن.
في حين أن فشل القمة سيعيد المنطقة إلى تصعيد خطير قد يؤدي إلى استعادة الحروب وبشراسة، في دول الشرق الأوسط خاصة تلك التي تتهمها إسرائيل بأنها "أذرع إيران"، بحسب حرب.
-- الحسابات الأمريكية والموقف العربي
على الصعيد الأمريكي، يرى المحللان أن واشنطن تسعى من خلال هذه الجهود إلى إعادة تموضع استراتيجي في المنطقة، ويقول الدجني إن "الولايات المتحدة تحاول أن تجعل من إسرائيل دولة مقبولة وقوية تملأ الفراغ في حال انشغالها بصراعاتها".
أما جهاد حرب فيشير إلى أن "التدخل الأمريكي يهدف بالأساس إلى حماية إسرائيل بعد عزلتها الدولية، لكنه لن يكون كافيا ما لم يترافق مع خطة حقيقية لإنهاء الاحتلال".
ويقول الدجني إن "الجهد الأمريكي لاقى ترحيبا واسعا من الدول العربية، لكن هذا الجهد ينصب للأسف باتجاه واحد بتلبية الاحتياجات الإسرائيلية أكثر منه تلبية احتياجات الأطراف"، مضيفا أن غياب موقف فلسطيني موحد يشكل تحديا كبيرا أمام نجاح القمة".
واعربت حركة حماس في غزة عن أملها في أن تقر قمة شرم الشيخ ما تحقق من اتفاق، لوقف إطلاق النار لضمان عدم عودة الاحتلال لعدوانه على القطاع.
وأكد حازم قاسم المتحدث باسم الحركة في تصريحات صحفية أن حماس تتوقع أن "تسهم القمة في ترتيب الأوضاع القادمة والمساعدة في جهود الإغاثة والإيواء بعد الدمار الواسع الذي خلفته الحرب".
وأعلنت الرئاسة المصرية أمس السبت عن عقد قمة دولية بمدينة شرم الشيخ غدا برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بهدف "إنهاء الحرب في قطاع غزة".
وقالت الرئاسة في بيان مساء أمس "تعقد قمة دولية تحت عنوان 'قمة شرم الشيخ للسلام' بمدينة شرم الشيخ بعد ظهر يوم غد ... برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وتابعت أن القمة ستعقد "بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة".
وأوضحت "أن القمة تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي".
وفي النهاية، يبقى مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار مرهونا بمدى التزام الأطراف بالضمانات الدولية، وقدرة القمة على تحويل التعهدات إلى خطوات عملية.
فما بين التفاؤل الحذر والتشكيك الواقعي، يترقب الفلسطينيون أن تكون قمة شرم الشيخ بداية لمرحلة جديدة تنهي الحرب، وتفتح الباب أمام سلام طال انتظاره في غزة والمنطقة.


الماس المُستزرع: سوق بقيمة تريليون دولار تنتظر التطوير
شركة شنتشن للطاقة والبيئة تُعزز جهود شنتشن لبناء نموذج حوكمة حديثة
البصل الرملي.. من حاجز الرمال إلى طعام شهي على موائد الاسر في الصين
شينجيانغ: بدء هجرة الماشية من مراعي الصيف إلى الخريف
الجنية السماوية تنثر الزهور: عرض ثقافي يبهر زوار مدينة لويانغ
طلّاب أجانب يكتشفون وليمة أحجار الشوشان الصينية
نهائي ساخن لسباق الـ 1500 متر للروبوتات البشرية
عمرها ألف عام .. نغمات وإيقاعات الطبول اليدوية تخلق جوًا احتفاليًا في ليلة مدينة كوتشا القديمة
من بحر الرمال الى بحر الأموال .. خيمة تخلق عالماً جديداً للاقتصاد الصحراوي
"ظبي تبتي آلي" حارس متنقل في محمية هوه شيل غير المأهولة
افتتاح اول مطعم مستوحى من الروبوتات في بكين
قويتشو، السياح يستمتعون بالمناظر الجوية المذهلة