جمال الفصول: الندى البارد

8 أكتوبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مرحبًا بكم جميعا! أنا سيسي، وأعشق السفر. عندما يحمل ندى الصباح شيئا من البرودة وتتحول أوراق أشجار القيقب على الأغصان إلى اللون القرمزي، نرحب بالندى البارد أو ما يعرف في الصين بـ "هانلو" وهو اليوم الشمسي الخامس في فصل الخريف. حاليًا، أنا في مدينة هوانغشان، بمقاطعة آنهوي. انضموا إليّ لتجربة جمال هذا الموسم الهادئ والمفعم بالحيوية عندما "يبرد الندى، ويصبح وكأنه على وشك أن يتجمد."

مع قدوم البرد "يسمى في الصين هان"، تختفي آخر آثار حرارة الصيف، ويُعد فصل الندى البارد إشارة واضحة على التحول الموسمي نحو الأيام الأكثر برودة. وفقًا للملاحظات الصينية القديمة، يُقسَم فصل الندى البارد إلى "ثلاث مراحل": أولاً، حين تصل طيور الإوز البرية كضيوف مكرمين، فإن آخر أسرابها تكمل هجرتها جنوبًا، كما لو كانت تلتزم بموعد محدد. ثانيًا، اختفاء العصافير الصغيرة، إذ كان يعتقد قدماء الصينيين بأنها تتحول إلى محار تدفن نفسها في الرمال، وهي طريقة شعرية لتفسير الطبيعة. وثالثًا تتفتح زهور الأقحوان وتكتسي باللون الذهبي، لتصبح أبهى مشهد في الموسم كله.

في جبل هوانغشان، يرسم الندى البارد مشهداً ساحراً بشكل خاص. عند الفجر، يظهر بحر من الغيوم فوق قمته، وتتلألأ فروع الصنوبر بقطرات الندى البلورية، في حين تشع أشجار القيقب الحمراء بجمال خلاب وهي واقفة شامخة مقابل المنحدرات الحجرية الرمادية. عند قاعدة الجبل وفوق أسطح منازل القرويين، يمكنك رؤية الذرة الذهبية والفلفل الأحمر الزاهي وهي تجفف تحت أشعة الشمس، بينما يمتزج عبير الأقحوان مع دخان مواقد المنازل في هذه القرى مما يجعل هواء الخريف البارد يمتزج بدفء هذه المواقد.

على الجانب الآخر من العالم، يحمل الخريف أيضًا سحره الفريد. في الريف الفرنسي يبدأ موسم حصاد الكستناء، حيث يحمل القرويون سلالًا من السعف لجمع الكستناء المتساقطة. في كندا، يقترب موسم اليقطين من نهايته، وعلى مد البصر تتكس مزارع اليقطين لتبدو مثل التلال الصغيرة، حيث يختار الناس ما يفضلونه منها لنحته على شكل فوانيس أو خبزه في فطائر، مما يملأ الشوارع برائحة حلوة ومريحة.

إن الندى البارد يجسد عمق موسم الخريف، محملاً بجمال الطبيعة ودفء الحياة اليومية. كيف يبدو الندى البارد في المكان الذي توجد أنت فيه؟ هل هو مفعم برائحة البطاطا الحلوة المشوية في الشوارع أم حفيف الأوراق المتساقطة خارج نافذة بيتك؟ شاركنا قصتك عن الندى البارد!