تُعرف الأقمار الصناعية المختصة في مراقبة الطقس العالمي على مدار الساعة، وإصدار التنبؤات بالطقس ليلاً ونهارًا سواء كانت الشمس مشرقة أو الجو باردًا، باسم "الأقمار الصناعية الأقرب لحياة الناس"، وهي تمثل علامة مهمة في تحديث الأرصاد الجوية في الصين، وتُعد أيضًا انعكاسًا حقيقيًا للتعاون المثمر بين الصين والدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق".
أقيمت الدورة السابعة من معرض الصين والدول العربية في ينشوان حاضرة نينغشيا مؤخراً، حيث عُرضت في منطقة معرض الأرصاد الجوية الذكية، شاشة إلكترونية متحركة توضح للمستخدمين الدوليين كيف تخدم أقمار فنغيون للأرصاد الجوية، وتُحسّن قدراتها على الوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها. وخارج قاعة العرض، أطلقت نينغشيا أول "صالة تبادل لتقنية الأرصاد الجوية الصينية-العربية"، حيث أجاب متنبئ رقمي يعتمد على الذكاء الاصطناعي بطلاقة على الأسئلة باللغتين، وتم عرض أحدث التقنيات وإنجازات التعاون في مجال الأرصاد الجوية بشكل شامل.
ويمكن القول، إن التعاون بين الصين والدول العربية آخذ في التوسع على كافة الأصعدة مثل تقديم الخدمات المخصصة ومشاركة الحلول التقنية وصولا إلى تنمية المواهب. ولقد تجاوز الحوار بين الثقافة والتكنولوجيا حدود الزمان والمكان للمعارض منذ زمن. منذ أن اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2022 " الإجراءات الثمانية مشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية، تم تنفيذ العديد من المشاريع بنجاح، بما في ذلك التعاون في الأرصاد الجوية. وقد تطورت التجارة في مجال الخدمات بشكل مستمر، مما يُظهر انفتاح الصين الصادق تجاه العالم، ويعكس ثمار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، ويغرس دفئًا في الاقتصاد العالمي.
في مواجهة نفس التحديات، وصون المصالح المشتركة، فإن الإمكانيات للتعاون الدولي لا حدود لها. بالرغم من المسافة البعيدة التي تفصل الصين والدول العربية إلا أنهما يواجهان نفس المشاكل مثل نقص الموارد المائية وتغير المناخ، كما يتحملان نفس المسؤوليات فيما يتعلق بإدارة المناخ العالمي وأمن الغذاء، وهذا يوفر أساسًا متينا بينهما للتعاون. كما أن الجانبان يكملان بعضهما البعض في مجالات متعددة مثل الموارد والصناعة والتكنولوجيا، الجانبان متكاملان بدرجة كبيرة في الموارد والصناعة والتكنولوجيا، في حين أن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" متوافق بشكل كبير مع الإستراتيجيات التنموية للدول العربية، مما يضع أساسًا متينًا لمزيد من التعاون.
وفيما يتعلق بتعزيز التعاون الدولي، فإن الصين ليست صادقة فحسب، بل هي مفيدة أيضًا. في هذا المعرض، تم وضع الزراعة الخضراء وتخزين طاقة الهيدروجين وغيرها ضمن رمز الاستجابة السريع (QR)، حيث يمكن مسحه ضوئيًا للوصول مباشرةً إلى الأطراف المطلوبة والتقنيات المرافقة، مما يُدخل البهجة على الزوار الأجانب. لذلك يمكن القول بأن المعرض هو منصة لخلق الروابط.
من توصيل الخيار والباذنجان الصيني إلى الأسواق الكبرى في الإمارات خلال 36 ساعة، إلى المشاركة في بناء مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في السعودية وإقامة نموذج "ابتُكر في الصين"، تعتبر المزايا الصناعية والتقنية والسوقية للصين هي القوة الدافعة وراء الانفتاح الخارجي على مستوى عالٍ. ومن خلال ربط سلاسل الصناعة العليا والسفلى، وتمكين التعاون بين البحوث والتطوير والإنتاج، وتكييف العرض والطلب بدقة، يتم إنشاء سلسلة من الفرص التي تحقق المنفعة المتبادلة بين الصين والعالم العربي.
إن تعزيز التعاون الدولي والمشاركة الشاملة هو المفتاح في هذا الشأن. تقود نينغشيا إنشاء مركز لنقل التكنولوجيا الزراعية بين الصين والدول العربية، وجعله نموذجا يحتذى به في كل من موريتانيا والمغرب، وذلك لتقديم "حلول شاملة" للسكان المحليين. وقد طور فريق من جامعة نينغشيا تقنيات ري ذكية موفرة للمياه وصديقة للبيئة، وتم نقل هذه التقنيات إلى سلطنة عمان ومصر. في الوقت الحالي، أصبح التعاون التكنولوجي بين الصين والدول العربية خيارًا مفضلاً للدول العربية لتحقيق التنمية الاقتصادية والتحول الصناعي، حيث يندمج الذكاء الصيني في سياق التنمية المحلي بشكل غير مسبوق. كما أن التقنيات ذات الصلة يمكن تطبيقها بسرعة وتحويلها على نطاق واسع، وترويجها عبر المناطق، مما يساعد على تعزيز القدرة المحلية على التنمية الذاتية، وهذا يبرز بشكل شامل الحكمة الصينية المتمثلة في: " لا تقدم لي سمكة بل علمني صيدها"، كما سيعزز التعاون الصيني العربي من مرحلة "جمع المشاريع" إلى مرحلة "تضاعف القدرات" الجديدة.
تحتفظ الصين منذ سنوات عديدة بمكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية، حيث يمتد التعاون بينهما من التبادلات الاقتصادية والتجارية ومقاولات المشاريع إلى مواءمة القوانين، ومشاركة المعرفة، وبناء الآليات المشتركة وهذا يثبت مرة أخرى أن قدرة الانفتاح الخارجي لا حدود لها، وأن التعاون المثمر هو الطريق الصحيح، وأن التكاتف معًا هو السبيل للوصول إلى المدى البعيد.