ترجمة وتحرير: د. فايزة كاب
أكدت المترجمة المخضرمة البروفيسور وانغ فو (فريدة)، المختصة في الترجمة من الصينية الى العربية والعكس، أن الترجمة تُعد شكل من أشكال الفنون الإبداعية كالغناء والرقص والدراما والأفلام والعمارة والرسم، ويكمن إبداعها في قدرتها على التعبير عن الأفكار من خلال تبادل اللغة، كما أنها تمس قلوب الناس وتوجه تفكيرهم.
قالت البروفيسور وانغ فو (فريدة) في حوار كتابي مع صحيفة الشعب اليومية اونلاين بمناسبة اليوم العالمي للترجمة في 30 سبتمبر الجاري، إن التعبير الفني للترجمة هو تبادل اللغة، وأن أهم ما يميزها هو طبيعتها العابرة للثقافات. لذلك، بدون مستوى معين من المهارات اللغوية، أي المهارات الأساسية في كلٍّ من لغة المترجم ولغة البلد المُستهدف، يستحيل إنجاز ترجمة جيدة. ومع ذلك، فإن امتلاك مهارات لغوية أساسية لا يعني بالضرورة القدرة على إنجاز ترجمة جيدة.

2023، البروفيسور وانغ فو (فريدة) تستلم جائزة "الإنجاز مدى الحياة" لثقافة الترجمة الصينية، أعلى وسام تمنحه الجمعية
واشارت البروفيسور إلى أن الترجمة " الجيدة "، التي تصبح فنًا حقيقيًا، وتستطيع ترجمة الأفكار، وسحر النصوص، والأسلوب الفريد، تحتاج إلى المهارات التالية: ـ
أولا، ضرورة أن تشمل المهارات الأساسية للترجمة جوانب عديدة، منها جانب بالغ الأهمية ولكنه يُغفل بسهولة، وهو الفهم الدقيق لمعنى كل كلمة في كلتا اللغتين. على سبيل المثال، يترجم البعض كلمة "监督" "jiāndū" بشكل عام إلى "مراقبة" أو "رقابة"، هنا، الفهم يفتقر الى المعنى الحقيقي لهذه الكلمة الصينية في مواقف مختلفة، كما يفتقر الفهم للكلمتين العربيتين "مراقبة" و"رقابة"، مما يعجز التعبير عن الفكرة بشكل صحيح.
ثانيًا، ضرورة أن تواكب الترجمة الجيدة العصر وتمتلك رؤيةً للتنمية، بمعنى آخر، يجب أن تكون معاصرة. على سبيل المثال، في عام 2013، اقترحت الصين مفهوم "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، وترجمت إلى العربية آنذاك "مجتمع المصير المشترك للبشرية"، ومع انتشار هذا المفهوم عالميًا، أصبح الإدراك أكثر فأكثر أن المعنى العميق لـ "المصير" في هذا المفهوم يحمل دلالةً عميقةً على "المستقبل" المشترك للبشرية، لذلك، يجب أن نشير بوضوح إلى ذلك في الترجمة، أي "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، ويعكس هذا التغيير في الصياغة مواكبةً للعصر ورؤيةً للتنمية.
ثالثًا، ضرورة فهم أحوال العصر وتغيرات العالم وديناميكياته لنقل الترجمة المعنى والفهم الصحيح. على سبيل المثال، عند ترجمة كلمات مثل“治理”“tǒngzh씓统治”“guǎnlǐ”“管理”“zhìlǐ” إلى اللغة العربية، تُترجم عادةً إلى "حكم" أو "حوكمة" أو "إدارة"، وهو أمرٌ لا يُحدث فرقًا يُذكر، إذ تُتجاهل موضوعها وهدفها وآليتها ووسائلها، ولا تُعبّر بدقة عن دلالاتها في اللغتين الصينية والعربية. مثال آخر، اقترح القادة الصينيون مفهوم“全过程人民民主” " “quán guòchéng rénmín mínzhu، ولترجمة هذا المفهوم بدقة إلى العربية، لا بد فهم موضوع هذه الديمقراطية ونشأتها ومسارها وجوهرها، وكيف تختلف عن الديمقراطيات الأخرى في التاريخ والعالم، عندها فقط يُمكن ترجمته بشكل صحيح إلى "الديمقراطية الشعبية الكاملة لعمليات".
مؤكدة، أن تحقيق إبداع فن الترجمة بشكل كامل بحاجة الى عدم تجاهل طبيعتها العابرة للثقافات. على الأقل، يجب أن يكون هناك فهم عميق للثقافات والأيديولوجيات التي ترتكز عليها كلتا اللغتين، بالإضافة إلى فهم عميق لتأثير العصر عليهما."

مارس 2010، البروفيسور وانغ فو (فريدة) وعلي عبد الله خليفة، شاعر وكاتب بحريني، ورئيس مجلة الثقافة الشعبية يناقشون مشروع الترجمة
وحول استخدامها لذكاء الاصطناعي في الترجمة، قالت البروفيسور:" " لقد بدأتُ بالفعل باستخدام الذكاء الاصطناعي في عملي في الترجمة، وخاصةً في تحسين المفردات وبنية الجمل. ويُتيح لي الذكاء الاصطناعي خياراتٍ متنوعة، مما يُوسّع آفاق تفكيري."
تعتقد البروفيسور أن تأثير الذكاء الاصطناعي على التطور البشري عميق وشامل، بل ومُزعزع، وأنه سيؤثر على جميع مجالات العمل. وتأثيره على الترجمة واضح بالفعل، لكنه لا يستطيع أن يحل محل الترجمة البشرية تمامًا، لأن الذكاء الاصطناعي يعتمد على العقل البشري، ويتطلب "تغذية" العقل البشري ومجموعة من النصوص، وتُحدد دقته بدقة متوقعة.
ختمت البروفيسور الحوار قائلة: "الترجمة البشرية ستظل عالية الجودة والمليئة بالعاطفة موجودة دائمًا، وهذا أيضًا شرط لا مفر منه لتحسين مستوى ترجمة الذكاء الاصطناعي، حيث أن الترجمة بالذكاء الاصطناعي لا تزال باردة وتفتقر إلى الدفء، بالرغم من امتلاكهم حرية اختيار المصطلحات."



الماس المُستزرع: سوق بقيمة تريليون دولار تنتظر التطوير
شركة شنتشن للطاقة والبيئة تُعزز جهود شنتشن لبناء نموذج حوكمة حديثة
البصل الرملي.. من حاجز الرمال إلى طعام شهي على موائد الاسر في الصين
شينجيانغ: بدء هجرة الماشية من مراعي الصيف إلى الخريف
الجنية السماوية تنثر الزهور: عرض ثقافي يبهر زوار مدينة لويانغ
طلّاب أجانب يكتشفون وليمة أحجار الشوشان الصينية
نهائي ساخن لسباق الـ 1500 متر للروبوتات البشرية
عمرها ألف عام .. نغمات وإيقاعات الطبول اليدوية تخلق جوًا احتفاليًا في ليلة مدينة كوتشا القديمة
من بحر الرمال الى بحر الأموال .. خيمة تخلق عالماً جديداً للاقتصاد الصحراوي
"ظبي تبتي آلي" حارس متنقل في محمية هوه شيل غير المأهولة
افتتاح اول مطعم مستوحى من الروبوتات في بكين
قويتشو، السياح يستمتعون بالمناظر الجوية المذهلة