سفارة الصين في الكويت تحتفل بالذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية

الكويت 24 سبتمبر 2025 (شينخوا) أقامت سفارة الصين في الكويت مساء اليوم (الأربعاء) حفل استقبال رسمي بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وحضر الاحتفال عدد من كبار المسؤولين الكويتيين والسفراء والملحقين العسكريين المعتمدين وممثلي الشركات الصينية، إلى جانب جمع من أبناء الجالية الصينية.

وشارك في الحفل وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة في الكويت صبيح المخيزيم.

وألقى القائم بالأعمال في السفارة الصينية في الكويت ليو شيانغ، كلمة استعرض فيها مسيرة الصين وإنجازاتها، وتطور العلاقات الثنائية مع الكويت.

وقال ليو إن الصين حققت خلال 76 عاما من تأسيس الجمهورية معجزتين عظيمتين تمثّلتا في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد، مشيرا إلى أن الصين دخلت مسيرة نهضة لا رجعة فيها، وباتت اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة صناعية، وصاحبة أكبر احتياطي من النقد الأجنبي.

ولفت إلى أن الصين تلتزم بالتنمية عالية الجودة، ومشاركة فرصها مع العالم، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق عادت بفوائد ملموسة على أكثر من 150 دولة.

وأضاف أن الصين أصبحت شريكاً تجارياً رئيسياً لأكثر من 140 دولة ومنطقة.

وأوضح ليو أن الصين نجحت خلال الـ40 عاماً الماضية في إخراج نحو 800 مليون شخص من الفقر، وهو ما يمثل 75% من تقليص الفقر عالمياً، وقد حققت هدف القضاء على الفقر المدقع قبل الموعد المحدد في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 بعشر سنوات.

وأكد التزام الصين بخيار التنمية السلمية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، مشيرا إلى أن العام الجاري يصادف الذكرى الـ80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية المناهضة للفاشية.

وقال إن العرض العسكري الكبير الذي أقيم مؤخراً في بكين يحمل رسالة تذكير بالتاريخ، وتكريم للشهداء، ودعوة لتقدير السلام.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، جدد ليو التأكيد على دعم الصين الثابت للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، مشيراً إلى تصريحات وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي انتقد الإجراءات الإسرائيلية، بما فيها الاستيلاء على غزة، وقصف حماس أثناء مفاوضات في قطر، وتسريع الاستيطان في الضفة الغربية، واصفاً هذه التحركات بأنها مخالفة خطيرة للقانون الدولي.

وشدد على أن الصين ستواصل العمل لوقف إطلاق النار في غزة، والدفع نحو حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة ومبدأ حل الدولتين.

وتحدث ليو عن مبادرة الحوكمة العالمية، والتي تدعو إلى احترام السيادة والمساواة، والتمسك بسيادة القانون الدولي، وتعددية الأطراف، وتحقيق نتائج ملموسة للشعوب. كما تطرق إلى المبادرات الأربع: التنمية العالمية، الأمن العالمي، الحضارة العالمية، والحوكمة العالمية، والتي وصفها بأنها تسهم في تعزيز الاستقرار العالمي في ظل الاضطرابات المتزايدة.

وفي حديثه عن العلاقات الصينية الكويتية، أكد ليو أنها علاقات تقليدية عميقة ومتجذّرة، مذكّراً بأن الكويت كانت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وقال إن العلاقات الثنائية ظلت في طليعة علاقات الصين مع دول المنطقة، وشهدت في السنوات الأخيرة تطوراً نوعياً تحت التوجيه الاستراتيجي لقيادتي البلدين.

واستعرض عدداً من المشاريع الكبرى بين الجانبين، مثل ميناء مبارك الكبير، ومشاريع الطاقة المتجددة، والمدن السكنية. كما أشار إلى تزايد حضور العلامات التجارية الصينية في السوق الكويتي، والتي تقدم منتجات عالية الجودة بأسعار مناسبة.

وفي الجانب الثقافي، لفت إلى تأسيس نادي الصداقة الكويتي الصيني، وإلى قرب افتتاح المركز الثقافي الصيني في الكويت الشهر المقبل، مما يعزز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل بين الشعبين.

وأنهى ليو كلمته قائلاً "كما يقول المثل العربي: الرفيق قبل الطريق. وتحت قيادة أمير دولة الكويت سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تمضي الكويت بثقة نحو تحقيق رؤيتها (الكويت 2035)، وستبقى الصين صديقاً موثوقاً ورفيقاً في طريق التنمية، وستواصل العمل جنباً إلى جنب مع الكويت لرفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين".

وقال مساعد وزير الخارجية الكويتي سميح حيات إن الصين هي الشريك التجاري الأول للكويت لثماني سنوات متتالية، مؤكدا أن بلاده تثق بحكمة الصين ودورها الفاعل في المحافل الدولية.

وأضاف حيات في تصريح صحفي على هامش الاحتفال أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة ما بين الكويت والصين جاري تنفيذها في الوقت الراهن، مؤكدا أن الكويت اتخذت خطوات عالية المستوى بتوجيهات سامية، بأن تُنفذ وتتابع هذه المشاريع بدقة من الحكومة الكويتية.

وذكر حيات أنه تم تشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبد الله الصباح تضم ستة وزراء لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الصينية.

وقال إن المشاريع الجاري تنفيذها تشمل مشاريع تنموية ضخمة، منها استكمال تنفيذ ميناء مبارك، ومشاريع في مجال الطاقة المتجددة مثل العبدلية والشقايا ومشاريع أخرى متعلقة بالصرف الصحي والنفايات والمدن السكانية والعمالية وغيرها.

ولفت إلى أن نتائج تنفيذ المشاريع الحالية ستفتح آفاقا لمشاريع جديدة في المستقبل بما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ويخدم المصالح المشتركة.

وتنفذ شركات صينية مشاريع استراتيجية في مختلف المجالات بدولة الكويت.

وشهدت العلاقات الصينية الكويتية تطورا متناميا وإنجازات ملموسة خلال العقود الماضية، في مجالات الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي.