رام الله 16 سبتمبر 2025 (شينخوا) حذرت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) من تداعيات توسيع الجيش الإسرائيلي مناوراته البرية في مدينة غزة التي تشهد قصفا جويا مكثفا في الأيام الماضية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن شن الجيش الإسرائيلي "عدوانا واسعا على مدينة غزة يشكل تصعيداً خطيراً، يهدد حياة الفلسطينيين وسيعمق حجم الكارثة الإنسانية".
وحمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يجبر آلاف المواطنين على النزوح من المناطق التي نزحوا إليها أصلا، في خطوة تهدف إلى تهجيرهم، وهو ما رفضناه باعتباره يشكل جريمة حرب ضد الإنسانية، وسيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وطالب الإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها وعدم "تشجيع الاحتلال على التمادي في عدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني، وإجباره على الوقف الفوري لهذه الحرب الدموية والامتثال للقرارات الدولية الداعية إلى وقف الحرب وإدخال المساعدات والانسحاب الفوري من قطاع غزة".
وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية من خطورة التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى إحراق غزة وإعادة احتلالها، واصفاً إياها بأنها "جرائم حرب جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن قواته بدأت في توسيع المناورة البرية نحو مدينة غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفقا للمتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي.
وقال أدرعي، في بيان على منصة ((اكس))، "إن قوات الجيش الإسرائيلي في قيادة المنطقة الجنوبية، بدأت بتوسيع المناورة البرية نحو مدينة غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة".
وأضاف أن قوات الجيش النظامية والاحتياطية من الفرق 98، 162، و36 شرعت بعملية برية واسعة في أرجاء مدينة غزة في إطار عملية ((عربات جدعون 2)).
وفي بيان منفصل، قال أدرعي لسكان غزة، إن الجيش الإسرائيلي بدأ في تدمير بنى حماس التحتية بمدينة غزة.
وتابع أن مدينة غزة تعتبر منطقة قتال خطيرة فالبقاء في المنطقة يعرضكم للخطر، انتقلوا في أسرع وقت ممكن عبر شارع الرشيد إلى المناطق التي تم عرضها جنوب وادي غزة، من خلال المركبات أو سيرا على الأقدام انضموا إلى أكثر من 40 % من سكان المدينة الذين انتقلوا من المدينة حفاظا على سلامتهم وسلامة أحبائهم.
وفي وقت سابق صباح اليوم قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على حسابه في منصة ((إكس)) "غزة تحترق (..) جيش الدفاع الإسرائيلي يضرب البنية التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس".
بدورها طالبت الحكومة الفلسطينية مختلف دول العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ مدينة غزة، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي بدء اجتياحه البري لها بعد تهديد سكانها ومطالبتهم بالإخلاء القسري.
وقالت الحكومة في بيان إن وضع الفلسطينيين أمام خيارين :"القتل أو التهجير، سابقة لم يشهدها التاريخ الحديث، ولا يمكن وصفها إلا بأنها جريمة حرب مكتملة الأركان بحق مليوني مدني فلسطيني أمعن الاحتلال في التنكيل بهم قتلا وحرقا وتجويعا، وحرم من نجا منهم من أبسط مقومات الحياة".
من جهتها أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أنها تنظر بخطورة بالغة لتفاخر أركان الحكومة الإسرائيلية ببدء اجتياح مدينة غزة، وتعريض حياة مئات آلاف المدنيين الفلسطينيين لخطر القتل والتهجير.
واعتبرت الوزارة في بيان صحفي أن ما يجرى إمعانا في استهداف المدنيين وتحويل مدينة غزة إلى مقبرة جماعية، وأرض غير صالحة للحياة كما هو حال المساحة الأوسع من القطاع ودفع ما يقارب مليون فلسطيني للنزوح والتنقل وسط دائرة محكمة من الموت.
وطالبت بتدخل دولي استثنائي لوقف هذه "الجريمة الكبرى وتعظيم الحلول السياسية والدبلوماسية التي تضمن الوقف الفوري للحرب والعدوان وحماية المدنيين، ومنع تهجيرهم من القطاع والإفراج الفوري عن الرهائن والأسرى وإدخال المساعدات بشكل مستدام".