مديرة معرض سوق السفر العربي: دول الخليج متفائلة بسوق السياحة الصينية

4 سبتمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ معرض سوق السفر العربي هو الحدث الأبرز في صناعة السياحة بمنطقة الشرق الأوسط. وقد استقطب هذا العام أكثر من 2800 عارض من 160 دولة ومنطقة مختلفة. وشارك الجناح الصيني في هذا المعرض، بسبع هيئات ثقافية وسياحية إلى جانب 26 شركة سياحية تمثل 13 وجهة.

مديرة معرض سوق السفر العربي بمنطقة الشرق الأوسط

في هذا الصدد، أكدت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي بمنطقة الشرق الأوسط، لصحيفة الشعب اليومية أونلاين، أن الإجراءات الأخيرة، مثل تسهيل الحصول على التأشيرات وزيادة عدد الرحلات الجوية وتعزيز التجارب الثقافية والترويجية، ستسهم في رفع عدد السياح الصينيين القادمين إلى دبي بشكل يفوق الـ 824 ألف زائر المسجلين العام الماضي.

وأضافت كورتيس أن تقرير اتجاهات السياحة الصادر عن المعرض يُظهر أن السياح الصينيين من بين الأعلى إنفاقا في المنطقة على مستوى الفرد، مع توقعات بزيادة إنفاقهم بنسبة 130% بين عامي 2024 و2030. وأشارت كورتيس إلى أن سياسات الإعفاء من التأشيرات التي اعتمدتها دول مثل الإمارات وقطر لفائدة السياح الصينيين، قد ساهمت في جذب المزيد من السياح. فيما استقطبت السعودية المزيد من السياح الصينيين من خلال نظام التأشيرة الإلكترونية واعتمادها كـ"وجهة سياحية خارجية" للصينيين. وترى كورتيس أن مزيدا من التسهيلات وزيادة الرحلات المباشرة سيشجعان على ارتفاع أعداد القادمين من الصين إلى منطقة الخليج.

وتعتقد أن السياح الصينيين يضعون الراحة والأمان في مقدمة أولوياتهم، وأن الثقافة العربية المميزة وأسلوب الحياة الفاخر في الخليج يمثلان عنصر جذب رئيسيا بالنسبة لهم. ففي دبي، يقصدون عادة برج خليفة ونخلة جميرا ومراكز التسوق الفاخرة ومتحف دبي وشارع الفهيدي، بينما يزورون في أبوظبي المسجد الكبير و"عالم فيراري" ومتحف اللوفر و"عالم وارنر براذرز".

لكن على الرغم من الإقبال الكبير، تكشف الإحصاءات أن متوسط مدة إقامة السياح الصينيين في الإمارات لا يزال قصيرا نسبيا. وأوضحت كورتيس أن بعض المدن الإماراتية تعمل على استبقاء السياح لفترة أطول عبر مبادرات متنوعة، مثل تخصيص موظفين يتحدثون الصينية في الفنادق وترجمة قوائم الطعام، إضافة إلى التعاون مع منصات السفر الصينية لتقديم جولات مخصصة. وفي هذا السياق، أبرمت هيئة أبوظبي للسياحة اتفاقيات استراتيجية مع 17 شركة سياحة صينية خلال معرض شنغهاي الدولي 2025.

شاطئ كايت بدبي

كما نظّمت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي جولة ترويجية في أربع مدن صينية لتعزيز السياحة، حيث أكد شهاب شايان، المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، أن السوق الصينية تعد عنصرا محوريا في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33. وأشار إلى أن دبي ستواصل تنفيذ استراتيجية "نرحب بالصين" عبر تحسين سياسات التأشيرات وأنظمة الدفع وتوفير تجارب ثقافية أوسع، إضافة إلى تدريب مرشدين سياحيين ناطقين بالصينية ضمن برنامج خاص أطلقته أكاديمية دبي للسياحة.

كما شهدت السنوات الأخيرة تزايدا في الاهتمام بالسياحة الذكية. ففي نسخة هذا العام من معرض سوق السفر العربي، ارتفع عدد العارضين في قطاع تكنولوجيا السفر بنسبة 25%، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. وأكدت كورتيس أن هذا التوجه سيستمر، مشيرة إلى أن الابتكار سيجعل من الشرق الأوسط مركزا عالميا لحلول السفر من الجيل الجديد.

وشددت كورتيس على أن التحدي الأكبر أمام قطاع السياحة هو جعل تجربة السفر أكثر سلاسة وراحة، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تطوير إجراءات التأشيرات، وتوسيع الاعتماد على أدوات التكنولوجيا الحديثة، وبناء شبكة جوية أكثر ترابطا، معربة عن ثقتها بأن هذه الجهود ستقود إلى نقلة نوعية في قطاع السياحة بالمنطقة، ما ينعكس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية.