واشنطن 2 سبتمبر 2025 (شينخوا) يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإرسال قوات الحرس الوطني إلى شيكاغو لمكافحة الجريمة، وذلك بعد أسابيع من نشرها في العاصمة واشنطن، رغم الرفض المستمر.
جاء ذلك في أعقاب حوادث إطلاق نار هزت شيكاغو خلال عطلة عيد العمال وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 50 آخرين. ووصف ترامب المدينة في تغريدة يوم الثلاثاء على منصة ((تروث سوشيال)) بأنها "أسوأ وأخطر مدينة في العالم".
وأضاف "سأعالج مشكلة الجريمة بسرعة، كما فعلت في واشنطن العاصمة".
وفي منشور لاحق، قال ترامب إن "شيكاغو هي عاصمة جرائم القتل في العالم!"
كما وجه ترامب تحذيرا صريحا لحاكم إلينوي جي بي بريتزكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيه "عالج الأزمة فورا وإلا سنتدخل".
وفي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بعد ظهر الثلاثاء، قال ترامب إنه يخطط لإرسال قوات الحرس الوطني الأمريكي لمكافحة الجريمة في شيكاغو، واصفا بريتزكر بأنه "حاكم سيء".
يذكر أن شيكاغو تعد أكبر مدن إلينوي وثالث أكبر المدن الأمريكية بعد نيويورك ولوس أنجليس، ويقدر عدد سكانها بنحو 2.7 مليون نسمة.
ورفض عمدة شيكاغو براندون جونسون مؤخرا مرارا اقتراح ترامب بنشر قوات الحرس الوطني في المدينة، واصفا نهج الرئيس بأنه "غير منسق وغير مبرر وغير سليم"، محذرا أيضا من أن نشر الحرس الوطني في شيكاغو قد " يفاقم التوتر بين السكان وقوات انفاذ القانون".
بدوره، وصف الحاكم بريتزكر الخطة بأنها "إجراء غير مسبوق وغير مبرر".
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم لشبكة ((سي بي أس نيوز)) الأحد إن إدارة ترامب تخطط لتوسيع عمليات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في المدن الكبرى بينها شيكاغو.
وأوضحت نويم "ننفذ عمليات مشتركة مع الوكالة في شيكاغو وولايات أخرى، للتأكد من أننا نحافظ على قوانيننا، ونسعى لتعزيز هذه العمليات بموارد إضافية".
وقبل ذلك بيوم، وقع جونسون أمرا تنفيذيا ينص على أن شرطة شيكاغو لن تساعد الحرس الوطني في تنفيذ قوانين الهجرة، كما أن الوزارة لن تساعد في توفير العناصر البشرية لنقاط التفتيش.
وقال "يتعلق الأمر بتمييز واضح بين ما تقوم به أجهزة إنفاذ القانون لدينا وما يقوم به الوكلاء الفيدراليون. هذا الرئيس لن يأتي ويفوض إدارة شرطتنا".
وقال كلاي رامسي، الباحث في مركز الدراسات الدولية والأمنية بجامعة ماريلاند لوكالة ((شينخوا))، "هناك قاعدة عسكرية تسمى محطة نافال غريت ليكس خارج شيكاغو. يمكن لترامب نشر الحرس الوطني وعناصر إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في تلك القاعدة، ومن ثم يمكن للأخيرة أن تقرر ما يجب فعله من هناك".
وقال داريل ويست، الباحث في معهد بروكينغز لوكالة ((شينخوا))، "سيكون ترامب في وضع صعب في شيكاغو لأن كل من العمدة والحاكم يعارضان القوات الفيدرالية. ينظرون إلى مثل هذه الخطوة على أنها استبدادية... وربما يرفعون دعوى قضائية لوقف النشر".
وقد رفعت كاليفورنيا دعوى قضائية سابقا. وقضى القاضي تشارلز براير في سان فرانسيسكو يوم الثلاثاء بأن إدارة ترامب انتهكت قانونا من القرن التاسع عشر يحظر استخدام الجنود في أنشطة إنفاذ القانون المدني عندما حشدت 4 آلاف من قوات الحرس الوطني في لوس أنجليس في يونيو.
وانخفضت حوادث إطلاق النار والقتل في شيكاغو بأكثر من 30 بالمئة لكل منهما خلال النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لمحطة ((دبليو تي تي دبليو)) ومقرها شيكاغو.
لكن المعترضين يقولون إن معدل القتل المرتفع غير مقبول بالأساس رغم انخفاضه.
ويعتقد البعض أن ترامب يحاول الاستيلاء على السلطة بطريقة ما، أو محاولة معاقبة قيادة المدن التي يسيطر عليها الديمقراطيون.
وفي 11 أغسطس، عندما أعلن ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أنه سينشر الحرس الوطني للمساعدة في استعادة القانون والنظام والسلامة العامة في واشنطن العاصمة، وأشار أيضا إلى شيكاغو ولوس أنجليس ونيويورك وبالتيمور وأوكلاند كمدن تعاني من مشاكل وجميعها مدن يقودها ديمقراطيون.
وجاء في بيان للبيت الأبيض نشر يوم الثلاثاء "على الرغم من نداءات السكان وأعضاء مجلس المدينة وحتى محطة أم أس أن بي سي، فإن بريتزكر أعماه مرض كراهية ترامب عن التصرف في مصلحة ناخبيه وإنهاء إراقة الدماء".
وقال البيان "رسالة إدارة ترامب إلى سكان شيكاغو وسكان المدن التي يديرها الديمقراطيون في جميع أنحاء البلاد بسيطة: لستم مضطرين للعيش هكذا".