13 أغسطس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بعد ليلة من الثلوج الكثيفة، أصبح سطح بحيرة تشوناي في محمية هوه شيل الطبيعية، أكثر زرقة، وأصبح الهواء باردًا ومنعشًا، وذاب الثلج على العشب في الأرض المنخفضة، ولا تزال التلال المرتفعة قليلاً مغطاة بالثلوج الكثيفة. وفي الساعة الثالثة عصرًا من يوم 11 أغسطس الجاري، بدأت شمس الهضبة بالدفء، معلنةً ذروة وقت البحث عن الطعام للظباء التبتية. وتناثرت الظباء التبتية التي غلبها الجوع طوال الليل هنا وهناك كحبات السمسم، مغطيةً سفوح التلال على طول شواطئ بحيرة تشوناي. فجأة، ظهر "ظبي تبتي"، كانت مشيته متيبسة بعض الشيء، وليست خفيفة كغيره، وكان جسمه أكثر امتلاءً، وعلى عكس الظباء التبتية الأخرى التي ترعى أثناء المشي، رفع "ظبي تبتي" رأسه واقترب من المجموعة بحذر، ولكن بعزيمة وإصرار.
شعرت الظباء التبتية بفضول واضح تجاه "رفيقهم" الجديد. وتوقفت عن البحث عن الطعام، ونظرت إلى صديقها غير المألوف. من الواضح أن الظباء التبتية الحذرة والخجولة كانت ببساطة فضولية، فلم يُخفِها مظهر الصديق الجديد. وأخيرًا، انضم الصديق الخاص إلى القطيع بنجاح، ليصبح ضمن آلاف الظباء التبتية التي تجوب بحيرة تشوناي. في الواقع، الظبي التبتي المختلف قليلاً هو "ظبي تبتي آلي" مُبتكر حديثًا، لا يختلف عن الظبي الحقيقي، إلا في سرعة وخفة الحركة.
تقع في منطقة هوه شيل غير المأهولة شمال غرب هضبة تشينغهاي-التبت، بمتوسط ارتفاع يزيد عن 4600 متر. وقد أدى ارتفاعها الشاهق ونقص الأكسجين فيها إلى تسميتها بـ"منطقة محظورة على الحياة البشرية". ومع ذلك، وبفضل تنوعها البيولوجي الغني، تُعرف أيضًا باسم "مملكة الحيوان".
قال ليان شين مينغ، الباحث في معهد شمال غرب بيولوجيا الهضبة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بأن هذا "الظبي التبتي الروبوتي"، هو الأول من نوعه في قلب محمية هوه شيل الطبيعية الوطنية، يتجاوز حدود المسافة التقليدية لمراقبة الحيوانات البرية. وسيوفر صورًا وبيانات أكثر دقة وموثوقية لأبحاث سلوك الظباء التبتية في الصين، مما يُسهم في حماية الحياة البرية النادرة والنظم البيئية الطبيعية في هذه "المنطقة المحظورة".
ووفقًا لشركة يونشينشو للتكنولوجيا في هانغتشو (ديب روبوتات)، المسؤولة عن الحل التقني لـ"الظبي التبتي الآلي"، وفريق بايلومينغ من سوتشو، الذي ابتكر المظهر المُحاكي، فإنه خلال هذه المهمة، حقق "الظبي التبتي الآلي" مدىً مناورةً قدره كيلومترين في التضاريس المفتوحة لمحمية هوه شيل الوطنية، وتجاوز بسهولة عوائق مثل المنحدرات والحفر والأراضي الرطبة الموحلة، واختلط بنجاح مع القطيع، مما أتاح له المراقبة عن قرب والتصوير بدون أي تداخل، متجنبًا أي تداخل أو إخافة للحيوانات من المركبات أو الأفراد.
بالإضافة إلى "الظبي التبتي الآلي"، طُوّرت العديد من المشاريع التكنولوجية في منطقة هوه شيل غير المأهولة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك برنامج "الحارس المتنقل" الذي يرصد هجرة الظباء التبتية. وقال تشيو باي تشاكسي، رئيس قسم إنفاذ القانون والرقابة في مكتب إدارة هوه شيل التابع لإدارة منتزه سانجيانغيوان الوطني، إن إضافة المزيد من الروبوتات والذكاء الاصطناعي وغيرها من "التقنيات التحفيزية" يجعل جهود الحفاظ على البيئة في هوه شيل أكثر كفاءةً وصداقةً للبيئة وإنسانيةً.