خبير اقتصادي بريطاني يحذر: الرسوم الجمركية تعزل أمريكا وترفع التكاليف على المستهلك الأمريكي

لندن 11 أغسطس 2025 (شينخوا) حذر الخبير الاقتصادي البريطاني جون روس من أن فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية عالميا سيعزلها عن مسار العولمة، بينما سيدفع المستهلكون الأمريكيون الفاتورة عبر ارتفاع الأسعار.

وأوضح روس، وهو باحث بارز في معهد تشونغيانغ للدراسات المالية بجامعة رنمين الصينية، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أن سياسات ترامب التعريفية قسمت النظام الاقتصادي والتجاري العالمي، حيث تسير الولايات المتحدة على مسار حمائي بمفردها، بينما تتبنى الصين وغيرها من اقتصادات الجنوب العالمي مسار العولمة وتحقق ازدهارا.

وأضاف أن "حصة اقتصادات الجنوب العالمي في التجارة العالمية تواصل النمو، وأن غالبية الدول تظل ملتزمة بدفع العولمة قدما".

ورأى روس أن هناك بعض الاقتصادات تجد نفسها بين وضعين: فهي ملتزمة نظريا بالعولمة، لكنها تتعرض لضغوط سياسية من الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على اتفاقية تجارية "سيئة جدا" مع الولايات المتحدة، وهي صفقة يعتبرها المعلقون على جانبي الأطلسي ضعيفة.

وجادل روس بأن سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية من غير المرجح أن تنجح لسببين رئيسيين: أولا، على المدى القصير، الاقتصاد الأمريكي سيتباطأ هذا العام، وثانيا، من الناحية الهيكلية، لم تعد الولايات المتحدة قوية بما يكفي لتشكيل الاتجاه العام للتجارة العالمية، رغم قدرتها على التأثير بشكل جزئي على وارداتها، إلا أن حصتها في التجارة العالمية ستواصل الانكماش، مما يضعف مكانتها.

وأكد روس، الذي شغل سابقا منصب مدير السياسات الاقتصادية في بلدية لندن، أن "الآثار سلبية"، موضحا أن "الولايات المتحدة لم تعد قوية بما يكفي للهيمنة على التجارة العالمية إلا إذا ارتكب الآخرون أخطاء فادحة".

وأشار إلى أن التأثير المباشر للرسوم الجمركية على الولايات المتحدة يتمثل في رفع الأسعار المحلية، وهو ما يعادل "ضريبة مقنعة" يتحملها المستهلكون الأمريكيون.

وأوضح أنه في ظل هيمنة قطاع الخدمات على الاقتصاد الأمريكي، فإن الصناعات التي قد تستفيد من الرسوم الجمركية مثل الصلب والألومنيوم لا تمثل سوى جزء ضئيل من الاقتصاد، مما يعني أن معظم القطاعات والمستهلكين سيعانون من ارتفاع التكاليف.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن استطلاعات الرأي تظهر أن غالبية الأمريكيين ينظرون إلى الرسوم الجمركية على أنها "ضارة"، لأنهم شعروا بشكل مباشر بارتفاع تكاليف المعيشة، في حين تباطأ الاقتصاد بعد سنوات من تسجيله معدلات نمو مرتفعة.

وفي حين أن الرسوم قد تحمي بعض الصناعات مؤقتا، قال روس إن الضرر الأكبر سيلحق بالاقتصاد الأمريكي الأوسع، من خلال رفع تكاليف سلاسل التوريد.

وذكر مثالا على ذلك بقيود الولايات المتحدة على واردات الألواح الشمسية، التي فشلت في إنشاء صناعات محلية قوية، وزادت من تكلفة مشاريع الطاقة الجديدة، وألحقت ضررا بالمستهلكين.

وفي النهاية، تساءل روس عن رد فعل الجمهور الأمريكي، حيث يحاول ترامب قلب سياسة العولمة التي اتبعتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، قائلا "سؤال تاريخي كبير: هل سيقبل الجمهور بذلك، أم سيفهم أنه يضر بمصالحهم ويصوت ضد ذلك؟"