بكين أول أغسطس 2025 (شينخوا) تم تسجيل إجمالي 6.106 مليون حالة زواج في الصين خلال عام 2024، بانخفاض قدره 20.5 بالمائة على أساس سنوي، وفقا لبيان إحصائي أصدرته وزارة الشؤون المدنية يوم الأربعاء الماضي.
وأشار البيان إلى أن معدل الزواج لدى الصينيين بلغ 4.3 لكل ألف نسمة العام الماضي، بانخفاض قدره 0.11 نقطة مئوية عن العام الأسبق، في حين بلغ إجمالي حالات الطلاق في الصين 3.513 مليون حالة في عام 2024.
وبعد تسع سنوات متتالية من التراجع خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2022، شهدت أعداد تسجيل الزواج في البلاد انتعاشا قصيرا في عام 2023. إلا أن الاتجاه الهبوطي عاود الظهور في عام 2024 واستمر حتى عام 2025.
ووفقا للإحصاءات الصادرة في أبريل الماضي، سجلت الصين 1.81 مليون حالة زواج في الربع الأول من هذا العام، بانخفاض قدره 8 بالمائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وبدورها، عزت لي تينغ، خبيرة الشؤون السكانية في جامعة رنمين الصينية في بكين، انخفاض تسجيل الزواج في العام الماضي جزئيا إلى تراجع تأثير الزواج "التعويضي" بعد الجائحة، وتقلص عدد السكان ضمن الفئة العمرية النموذجية للزواج.
ووفقا لحسابات مبنية على بيانات صادرة عن الهيئة الوطنية للإحصاء، بلغ عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاما، وهم الفئة العمرية الأساسية للزواج، حوالي 435 مليون شخص في عام 2013. وحتى عام 2023، انخفض هذا العدد إلى حوالي 371 مليونا، أي بانخفاض قدره حوالي 64 مليونا.
وأشار خبراء إلى تحول موقف الناس تجاه الزواج والضغوط المالية كعوامل مساهمة في هذا الاتجاه الهبوطي. وأضافت لي أن ارتفاع مستويات التعليم والتركيز المتزايد على الفردية شكلا تحديا متزايدا للآراء التقليدية بشأن الزواج.
ويُعتقد على نطاق واسع أن انخفاض معدلات الزواج يشكل عاملا في انخفاض معدلات المواليد، وهي اتجاهات تُغذي القلق العام المتزايد. واستجابة لذلك، طرحت السلطات في جميع أنحاء الصين سلسلة من السياسات والتدابير المؤيدة للزواج لتحويل هذا الاتجاه.
وفي مايو الماضي، دخلت قواعد تسجيل الزواج المعدلة في الصين، التي تبسط من الإجراءات الورقية وتوفر مرونة أكبر للأزواج، حيز التنفيذ.
وتلغي هذه القواعد المحدثة الحاجة إلى تقديم دفاتر التسجيل الأسري، التي ظلت لفترة طويلة ضرورية لتقديم طلبات الزواج. وبموجب القواعد الجديدة، يمكن للشريكين تسجيل زواجهما في أي سجل مؤهل على الصعيد الوطني، بغض النظر عن مكان تسجيل أُسرتيهما.
إلى جانب ذلك، أطلقت الصين إجازة زواج ممتدة فيما لا يقل عن 27 منطقة على مستوى المقاطعات، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز مجتمع أكثر ملاءمة للأسرة.
وخلال السنوات الأخيرة، شنت الصين أيضا حملة متواصلة ضد مهور العرائس الباهظة، إلى جانب حفلات الزفاف الباذخة في المناطق الريفية، في محاولة لمعالجة الأعباء غير المنطقية المتعلقة بالزواج.