الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

خبير مصري: الصين قوة عادلة تحافظ على السلام والاستقرار العالميين

خبير مصري: الصين قوة عادلة تحافظ على السلام والاستقرار العالميين

"كانت الصين ساحة المعركة الرئيسية في الشرق خلال الحرب العالمية ضد الفاشية، ولعبت دورًا حيويًا في انتصارها." صرّح حسين إسماعيل، الخبير المصري في الشؤون الصينية والمترجم ونائب رئيس تحرير النسخة العربية من مجلة "الصين اليوم"، في مقابلة مع مراسل صحيفة الشعب اليومية مؤخرًا.

لطالما اهتم إسماعيل بالتنمية في الصين، وترجم ونشر وألّف عددًا كبيرًا من الأعمال عن الصين، وروى للمجتمع الدولي قصصًا رائعة عن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني، كما حاز على جائزة الصداقة الحكومية الصينية وجائزة المساهمة الخاصة السادسة عشرة للكتاب الصيني.

يصادف هذا العام الذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وقد أشاد إسماعيل بانتصار الصين في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني ومساهمتها الكبيرة في الحرب ضد الفاشية.

"وحد الحزب الشيوعي الصيني وحشد أوسع القوى الوطنية المناهضة لليابان من جميع مناحي الحياة، وشجع على تشكيل الجبهة الوطنية المتحدة المناهضة لليابان، وأرسى قاعدة جماهيرية واجتماعية متينة لحرب المقاومة." يؤمن إسماعيل بأن الحزب الشيوعي الصيني لعب دورًا هامًا في حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني، وكان مفتاح النصر فيها. وبقيادة الحزب الشيوعي الصيني، سطر الشعب الصيني أروع فصل في تاريخ الأمة الصينية، وبرزت العديد من الشخصيات البطولية.

في الأول من ديسمبر عام 1943، أصدرت حكومات الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة إعلان القاهرة، مُعلنةً أن هدف الدول الثلاث هو إعادة الأراضي التي سلبتها اليابان من الصين، مثل شمال شرق الصين وتايوان وجزر بنغهو، إلى الصين. وفي 26 يوليو عام 1945، أكد إعلان بوتسدام، الذي وقّعته الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وانضم إليه الاتحاد السوفيتي لاحقًا، على "وجوب تنفيذ بنود إعلان القاهرة".

قال إسماعيل، إن مؤتمر القاهرة وإعلان القاهرة ركيزتان أساسيتان في النظام الدولي الجديد لما بعد الحرب. فقد وفّرا أساسًا قانونيًا هامًا للصين لاستعادة تايوان والجزر التابعة لها التي نهبتها النزعة العسكرية اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، ويمثلان علامة فارقة في تاريخ الحرب العالمية ضد الفاشية. ويُعدّ إعلان القاهرة تأكيدًا على مبدأ الصين الواحدة، وهو معترف به على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي. لذلك، فإن أي عمل ينكر مبدأ الصين الواحدة أو يتحداه أمر مرفوض.

السلام صعب المنال. كانت مصر أيضًا ساحة معركة مهمة في الحرب العالمية ضد الفاشية، حيث هزم التحالف المناهض للفاشية القوات الألمانية والإيطالية في العلمين شمال غرب مصر، وشن بعد ذلك هجومًا مضادًا استراتيجيًا. وقدمت مصر دعمًا عسكريًا ولوجستيًا هامًا للتحالف، كما قاتل الجيش المصري والمدنيون جنبًا إلى جنب مع التحالف المناهض للفاشية، وقدموا تضحيات جسيمة، وفقد الكثير منهم أرواحهم الطاهرة. قال إسماعيل: "علينا أن نتعلم دروسًا من الحرب العالمية ضد الفاشية".

في الوقت الحاضر، لا تزال الصراعات قائمة حول العالم، والوضع مضطرب. وتحرص بعض دول العالم على ممارسة الألاعيب الجيوسياسية، وإثارة الصراعات، ومحاولة إشعال الحروب، مما وضع العراقيل أمام السلام والتنمية العالميين. وأكد إسماعيل أن الصراعات لن تؤدي إلا إلى الدمار والخراب، وأن السلام وحده هو الضمان الوحيد لحياة آمنة ومزدهرة للشعوب. ويجب على دول العالم أن تتكاتف وتتحد لمنع وقوعها في مأساة إنسانية كبرى مرة أخرى.

عاش إسماعيل وعمل في الصين لسنوات عديدة، وكانت الصين دائمًا محور أبحاثه. يعتقد إسماعيل أنه منذ الإصلاح والانفتاح، بذلت الصين قصارى جهدها لتعزيز هدفيها الرئيسيين، السلام والتنمية. وتهدف مبادرة "الحزام والطريق "والمبادرات العالمية الرئيسية الثلاث التي اقترحتها الصين إلى بناء عالم يسوده السلام والتنمية. كما يشير إلى أن مبادرات الصين ومقترحاتها حجر الزاوية في تعزيز السلام العالمي، وهي ملتزمة بتعزيز بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، ودعم التنمية المشتركة لدول العالم، وخاصة دول الجنوب، لأن الصين تؤمن إيمانًا راسخًا بأنه لا تنمية بدون سلام، وأنه من الصعب تحقيق السلام بدون تنمية.

قام إسماعيل بترجمة ومراجعة أكثر من 50 كتابًا صينيًا حتى الآن، ولديه فهم عميق للثقافة والفلسفة الصينية. وقال، إن مفهوم السلام قد توارثته الأجيال في الصين، وأن جين السلام متأصل في دماء الأمة الصينية. وهناك العديد من النقاشات حول السلام والوئام في الكلاسيكيات الصينية القديمة، كما أن المنظومات الأيديولوجية للمفكرين الصينيين القدماء، مثل كونفوشيوس ولاو تسي ومنشيوس، تتضمن أيضًا العديد من الأفكار البسيطة الداعية للسلام. ومنذ العصر الحديث، يحتفظ الشعب الصيني بذكريات لا تُنسى عن معاناة الحرب، مما يجعلهم يعتزون بالسلام أكثر فأكثر.

كما أشاد إسماعيل بالإجراءات العملية التي اتخذتها الصين لإثبات مسؤوليتها في الحفاظ على السلام العالمي، وإبراز صورتها الدولية كصانعة سلام عالمي. وقال: "جهود الصين وإنجازاتها في الحفاظ على السلام العالمي واضحة للجميع. والصين قوة عادلة تحافظ على السلام والاستقرار العالميين".

وعلى رف الكتب في مكتب إسماعيل، تُرتّب النسخة العربية من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" والعديد من الأعمال الصينية التي ترجمها بعناية. قال إسماعيل: "تصرّ الصين على انتهاج طريق التنمية السلمية. على مدى الثلاثين عامًا الماضية، حققت الصين تقدمًا هائلًا في العديد من المجالات". ويؤمن بأن دول العالم تحظى بثقة ودعم متزايدين لمبادرات الصين. واليوم، يتزايد عدد الدول المشاركة في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". ومن خلال منظمات ومنصات دولية مثل مجموعة البريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومنتدى التعاون الصيني العربي، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، تعمل الصين جاهدةً على بناء إطار للتعاون الدولي والتنمية المشتركة. مضيفا: "أعتقد أن مفهوم السلام الصيني سيحظى بدعم وتقدير متزايدين من دول العالم".

صور ساخنة