الصفحة الرئيسية >> العالم

نتنياهو: نزع السلاح من قطاع غزة هو شرط إسرائيل لوقف دائم لإطلاق النار

/مصدر: شينخوا/   2025:07:11.09:23

غزة 10 يوليو 2025 (شينخوا) أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم (الخميس)، أن نزع سلاح حركة حماس هو شرط أساسي لبلاده من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على أن إسرائيل مستعدة لاستخدام القوة إذا لم يتم تحقيق ذلك عبر المفاوضات.

وفي كلمة متلفزة في ختام زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وصفها بـ"التاريخية" عقب ما أسماه بـ"الانتصار التاريخي" في الحرب ضد إيران، شدد نتنياهو على أن إسرائيل حققت "إنجازات كبيرة جدا في مكافحة الإرهاب"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود "أثمان مؤلمة" دفعتها البلاد خلال العمليات العسكرية.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه التقى بعائلات أسرى إسرائيليين، قائلا "نحن مصممون على إعادة الجميع، وقد أخبرتهم أننا نحاول حاليا تحقيق إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء والقتلى مقابل وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوما".

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس (الأربعاء) موافقتها على إطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين، في إطار المساعي الرامية إلى إنجاح جولة المفاوضات الجارية مع الوسطاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب في قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو أن بداية وقف إطلاق النار ستتزامن مع مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل دائم، لكنه شدد على أن هذا الهدف لن يتحقق إلا عبر تلبية "الحد الأدنى من الشروط" الإسرائيلية، وفي مقدمتها نزع سلاح حماس بالكامل، وإنهاء أي قدرات حكم أو عسكرية للحركة في غزة.

وقال في هذا السياق "إذا أمكن تحقيق ذلك بالمفاوضات، فهذا جيد، وإذا لم يتحقق خلال 60 يوما، فسوف نحققه بطرق أخرى باستخدام القوة".

وربط نتنياهو موقف حكومته من غزة بالنهج ذاته تجاه إيران، مضيفا "قلنا نفس الشيء عن إيران، إذا أمكن التوصل إلى اتفاق خلال 60 يوما، فهذا جيد. وإذا لم يحدث، فسوف نحققه بطريقة أخرى".

وفي رد على تساؤلات داخلية حول طول أمد الحرب والعمليات العسكرية في قطاع غزة، أوضح نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي يواجه "ساحة قتال لم يواجهها أي جيش في العالم"، مشيرا إلى أن القوات تمكنت من "تحييد وتفكيك معظم القدرات العسكرية لحماس، لكن ليس جميعها"، على حد تعبيره.

وأكد أن آلاف المقاتلين المسلحين ما يزالون في غزة، مشددًا على ضرورة استمرار العمل بمزيج من "الدبلوماسية والقوة العسكرية"، معتبرا أن الاعتماد على القوة وحدها "لن يكون كافيا".

وتطرق نتنياهو إلى الجولات السابقة من وقف إطلاق النار، قائلا "قالوا لنا إننا لن نعود للحرب بعد الاتفاق الأول، وعدنا. وبعد الاتفاق الثاني، وعدنا. والآن يقولون إننا لن نعود بعد الاتفاق الثالث. لكننا أثبتنا عزمنا والتزامنا بتحقيق جميع أهدافنا".

وفيما يتعلق بملف المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، أقر نتنياهو بصعوبة تحديد ترتيب عمليات الإفراج، موضحا أن إسرائيل تتعامل مع"“منظمة إرهابية وحشية" حسب تعبيره، وأن الحكومة "تسعى لإنقاذ الجميع دفعة واحدة، لكن هذا الخيار ليس دائمًا بأيدينا".

وأضاف "سنفعل كل ما بوسعنا لتعظيم هذا الإطلاق بأفضل شكل ممكن، لكن ليس كل شيء بأيدينا".

وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت تتواصل فيه جهود إقليمية ودولية مكثفة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، والتي خلفت آلاف القتلى ودماراً واسع النطاق في القطاع المحاصر.

وبدأت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل الأحد الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استناداً إلى مقترح جديد بناء على مبادرة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ويتضمن المقترح حسب ما نشرته وسائل إعلام عربية وإسرائيلية وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم خلالها إطلاق سراح نحو عشرة من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين يُتفق عليه خلال المفاوضات.

وقدمت حماس ردا "إيجابيا" على المقترح مع إبداء ملاحظات تتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في القطاع، وإعادة العمل بآلية توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة، والاستمرار في المفاوضات بعد انتهاء مدة الـ 60 يوما بهدف التوصل إلى اتفاق دائم.

غير أن التعديلات التي اقترحتها الحركة لم تحظ بقبول لدى إسرائيل، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضها واعتبرها "غير مقبولة"، ورغم ذلك، وافق على إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة للمشاركة في المباحثات غير المباشرة للوصول إلى اتفاق.

صور ساخنة