الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

تعليق: الابتكار الصيني يسرع إطلاق القدرة التنافسية العالمية

غالبًا ما استخدم المجتمع الدولي في الماضي، الصورة النمطية القائلة بأن "الولايات المتحدة من صفر إلى واحد، والصين من 1 إلى 100" لتلخيص خصائص وفجوات الابتكار بين الصين والولايات المتحدة. لكن، التصور هذا أصبح ضيقًا بعض الشيء اليوم. وبأخذ الذكاء الاصطناعي كمثال، فإن الصين لا تُظهر كفاءة مذهلة في التطبيقات واسعة النطاق فحسب، بل حققت أيضًا اختراقات متكررة في التقنيات الأساسية. وقد صرح تشو مين، نائب المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، في منتدى دافوس بأنه خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة، ستحقق الصين أكثر من 100 اختراق في مجال الذكاء الاصطناعي مشابه لـديبسيك. وتنبع ثقته من فريق المهندسين الصيني الضخم، والطلب من السوق الضخمة جدًا، والدعم المنهجي على مستوى السياسات.

كما بدأت قطاعات التكنولوجيا والمالية العالمية في إعادة النظر في الصين. وقد دفع ظهور شركة ديبسيك مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا إلى الارتفاع بنسبة 20% في شهر واحد، مما دفع رأس المال الدولي إلى إعادة النظر في الإمكانات التكنولوجية للصين، وديبسيك ليست حالةً معزولة. ففي مايو من هذا العام، زاد إنتاج معدات الطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات الصناعية، ومركبات الطاقة الجديدة بأكثر من 30% على أساس سنوي، كما أكدت الزيادة الكبيرة في الصادرات الطلب القوي في السوق الدولية.

تكمن خصوصية الابتكار الصيني في أنه لا يقتصر على تقليد النهج الغربي، بل يُشكل نظامًا بيئيًا مستقلًا من خلال "تكامل النظم". وتُظهر البيانات أنه في مايو من هذا العام، زادت القيمة المضافة لصناعات التصنيع عالية التقنية، التي تتجاوز الحجم المحدد، بنسبة 8.6% على أساس سنوي، مما حقق تآزرًا عميقًا في البحث والتطوير التكنولوجي، وسيناريوهات التطبيق، ودعم رأس المال، وتوجيه السياسات. وقد مكّن هذا التحول سرعة الابتكار في الصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة الجديدة، والطب الحيوي، وغيرها من المجالات من تجاوز المنطق الخطي "من 1 إلى 100" بكثير، ودخول مرحلة النمو الأسّي "من 1 إلى 1000".

أصدرت غولدمان ساكس مؤخرًا، تقريرًا بحثيًا بعنوان "عودة الشركات الصينية الخاصة: انحسار الموجة"، يُدرج "أكبر عشر شركات صينية خاصة" ويكشف عن صورة شاملة: تلعب شركات تينسنت، وعلي بابا، وبي واي دي، وشركات أخرى دورًا رئيسيًا في السلسلة الصناعية العالمية، إلا أن تقييماتها الحالية لا تتجاوز نصف تقييمات "الشركات السبع الكبرى" في سوق الأسهم الأمريكية. وهذا لا يُمثل إعادة اكتشاف للأصول الصينية من قبل رأس المال الدولي فحسب، بل يُظهر أيضًا تسارع القدرة التنافسية العالمية المبتكرة للصين.

إن الميزة الأساسية للشركات الصينية تكمن في قدرتها على نشر التكنولوجيا وتطبيقها، وهو ما ينعكس في بعدين: أولاً، خفض التكاليف من خلال "تأثير الحجم" بحيث يمكن للاختراقات التكنولوجية أن تفيد السوق الشامل بسرعة. ثانياً، تحقيق التجديد التكنولوجي من خلال "السيناريوهات"، وذلك بفضل قدرة الشركات الصينية على التقاط الاحتياجات التكنولوجية على جانب المستهلك بدقة.

والتأثير الأوسع نطاقًا هو أن الابتكار الصيني يُعيد تشكيل منطق سلسلة التوريد العالمية. على سبيل المثال، بطاريات الطاقة من CATL وشاشات OLED من BOE، هذه القفزة من "التصنيع" إلى "التصنيع الذكي"، حولت الصين من مجرد "مصنع عالمي" أو مشارك في السلسلة الصناعية العالمية، إلى "مركز ابتكار عالمي" وصانعة قواعد.

يُعدّ موقف المستثمرين الدوليين مقياسًا لتأثير الصين على الابتكار. وخلال العقد الماضي، حلّ "اليقين الابتكاري" محلّ تقلبات ثقة الاستثمار الأجنبي في السوق الصينية، الناتجة عن عدم اليقين السياسي والتباطؤ الاقتصادي. وإلى غاية 29 مايو، ارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بأكثر من 40% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وزاد وزن شركات التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية الصينية في مؤشر MSCI، ورفعت مؤسسات مثل غولدمان ساكس وجيه بي مورغان تشيس توقعاتها بشأن النمو الاقتصادي الصيني، وكلها مؤشرات على أن رأس المال الدولي يُعيد تعريف قيمة الأصول الصينية.

يُعد التقدم التكنولوجي الصيني فرصةً للتنمية العالمية. وبالنظر إلى المستقبل، سيندمج الابتكار الصيني في شبكة الابتكار العالمية بروحٍ أكثر إيجابية، ويساهم بمزيد من الحكمة والقوة في التنمية العالمية، ويتعاون مع دول العالم في مواجهة التحديات العالمية.

صور ساخنة