بكين 19 يونيو 2025 (شينخوا) أثار المغني المصري المشهور أحمد سعد، الذي يتابع حسابه على منصة "تيك توك" ملايين المتابعين، تفاعلا واسعا بعد نشره مقطع فيديو يوثق لحظة حصوله على دمية "لابوبو"، وهو ما زاد في إثارة اهتمام الجمهور في مصر والعالم العربي بها بشكل غير مسبوق، لتكتظ منتديات هواة الألعاب بنقاشات وتعليقات مختلفة حول الدمية ومدى الإعجاب بها والرغبة في اقتنائها.
وشهدت هاشتاغات "لابوبو" باللغة العربية على "تيك توك" ارتفاعا هائلا في نسبة المشاهدات خلال ثلاثة أشهر. وشارك الشباب السعوديون مقاطع فيديو تستعرض محتويات الصناديق الغامضة وتصميمات معدلة للدمية، بل وصل التفاعل إلى درجة ابتكار أغاني راب عربية مستلهمة من الدمية، بينما اصطفت طوابير طويلة أمام متاجر الألعاب في الإمارات للتسابق على اقتنائها.
وينبع هذا الانتشار الواسع للدمية في الدول العربية من جاذبيتها الفريدة وجودة صناعتها العالية. إذ تجسد في تصميماتها الإبداعية وتفاصيلها الدقيقة مهارة وإتقان الصناعة الصينية، وهو ما يلبي تطلعات الجمهور العربي للجمال والمتانة. ويتمتع كل نموذج بسمات شخصية مختلفة تناسب أهواء محبيه وتزيد التعلق بهذا العالم الخيالي وتثير الاهتمام به.
ولم يقتصر نجاح "لابوبو" على الجانب التجاري فحسب، بل أسهمت قيمها الثقافية العابرة للحدود في تعزيز شعبيتها. وتتردد أصداء القيم التي تجسدها- مثل الشجاعة واللطف والصداقة- في الثقافة العربية. ونجحت الدمية كذلك في توظيف رمزيات ثقافية صينية ضمن سياق إبداعي ممتع، لتصبح جسرا للتواصل الثقافي يحمل سحر الحضارة الصينية بسلاسة، مما يثير فضول الجمهور العربي للتعمق في اكتشاف المزيد عن الثقافة الصينية.
وأحدث هذا الانتشار تأثيرات إيجابية متعددة في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية. فهو لم يكتف بتوسيع آفاق التجارة فحسب، بل عمق أواصر التعاون الصناعي وعزز التبادل الثقافي والتواصل الشعبي. وأسهم أيضا في ترسيخ مكانة العلامات التجارية الصينية وتعزيز قدرتها التنافسية ودعم تعاون الشركات الصغيرة والمتوسطة على كلا الجانبين. وكان نجاح "لابوبو" الكبير عاملا في بروز تجارة المنتجات الثقافية، مما أضاف تنوعا في هيكل التجارة بين الطرفين.
على صعيد التعاون الصناعي، حفز نجاح "لابوبو" التعاون في صناعة الإبداع الثقافي. وتعززت الشراكات الإبداعية بين الشركات الصينية وفرق التصميم العربية لتطوير منتجات تناسب احتياجات الأسواق المحلية.
وفي سياق التبادل الثقافي، غدت "لابوبو"، بوصفها ناقلا ثقافيا فريدا، وسيلة للتعريف بالثقافة الصينية في الحياة اليومية للجمهور العربي، بما يعزز التفاهم المتبادل ويوثق عرى الصداقة بين الشعبين.
وهكذا يجسد الانتشار الواسع لـ"لابوبو" في الدول العربية نموذجا مصغرا للتطور المتسارع في التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين الصين والعالم العربي. وفي ظل هذا الدفع المبتكر والحوار المتواصل، يتطلع كلا الطرفين إلى مستقبل أكثر إشراقا، يقوم على تبادل المنافع والازدهار المشترك. ومع استمرار ظهور منتجات تمزج بين القيم الثقافية والتجارية مثل "لابوبو"، تتسع آفاق الشراكة الاقتصادية الصينية العربية، لتحقق المزيد من النفع لكلا الجانبين.