غزة 10 يونيو 2025 (شينخوا) اعتبرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم (الثلاثاء) أن نظام توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة "مهين".
وقال مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني في بيان إن "النظام المُهين يواصل إجبار آلاف الجياع والمحتاجين للمساعدة على السير عشرات الكيلومترات، مستثنيا الفئات الأشد ضعفا ومن يعيشون في مناطق بعيدة".
وأضاف لازاريني أن "النظام لا يهدف إلى معالجة الجوع"، مؤكدا ضرورة إيصال المساعدات وتوزيعها بأمان وعلى نطاق واسع ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا التي تمتلك الخبرة والمعرفة وثقة المجتمع.
وتابع مفوض عام الأونروا "يوما بعد يوم، يتم الإبلاغ عن قتلى وعشرات الجرحى يسقطون عند نقاط التوزيع التي تديرها إسرائيل وشركات الأمن الخاصة".
ودعا لازاريني إسرائيل لرفع الحصار والسماح للأمم المتحدة بوصول آمن ودون عوائق لإدخال المساعدات وتوزيعها بأمان كونها الطريقة الوحيدة لتجنب التجويع واسع النطاق، بما في ذلك مليون طفل.
ويأتي البيان في أعقاب مقتل 18 فلسطيني على الأقل وإصابة 224 آخرون اليوم (الثلاثاء)، بعدما فتحت القوات الإسرائيلية النار على حشود من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية قرب مركز توزيع تشرف عليه الولايات المتحدة الأمريكية في محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وقالت مصادر طبية، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الجيش الإسرائيلي قتل 18 فلسطينيا على الأقل وأصاب ما يقارب 224، بينما كانوا ينتظرون للحصول على المساعدات من مركز غزة الإنسانية في محور نتساريم.
من جهتها أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عمليات القتل واعتبرتها "مجزرة وجريمة حرب بشعة تؤكد تمسك الاحتلال بنهج القتل الجماعي والتجويع الممنهج، متحديا الإرادة الدولية وكافة المواثيق الإنسانية".
وطالبت الحركة في بيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك لوقف آلية التوزيع التي تُدار خارج المعايير الإنسانية، وبعيدا عن الرقابة الأممية والعمل الفوري على إلزام الاحتلال بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
وتتكرر حوادث القتل في وقت يعيش فيه سكان قطاع غزة أوضاعا إنسانية غاية في التدهور، في ظل حصار مشدد تفرضه إسرائيل منذ الثاني من مارس الماضي، أدى إلى تقطع سبل الحياة وشلل في سلاسل الإمداد الغذائية والدوائية في القطاع الساحلي المكتظ.
وكانت الأمم المتحدة وعدد من الوكالات الدولية قد حذرت مرارا من خطر المجاعة، خاصة في شمال قطاع غزة، بسبب منع دخول المساعدات بشكل كاف وآمن، واستهداف المستودعات وقوافل الإغاثة، بالإضافة إلى الفوضى الأمنية التي ترافق عمليات التوزيع.
وتتهم منظمات حقوقية، إسرائيل باستخدام "سياسة التجويع كسلاح حرب"، وما تزال المناشدات تتصاعد من داخل غزة وخارجها، مطالبة بتدخل دولي عاجل لوقف استهداف المدنيين وضمان دخول المساعدات بطريقة آمنة ومنظمة.