اقتصادي أمريكي بارز يدعو الغرب إلى فتح حوار مع بقية العالم

الأمم المتحدة 9 يونيو 2025 (شينخوا) دعا الاقتصادي الأمريكي البارز جيفري ساكس يوم الاثنين الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، إلى فتح حوار مع بقية دول العالم.

وجه ساكس هذه الدعوة خلال فعالية للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لليوم العالمي للحوار بين الحضارات.

وقال ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا ورئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، "خلال القرون الماضية، هيمنت أوروبا والولايات المتحدة على أجزاء شاسعة من العالم من خلال الحكم الإمبريالي"، مضيفا "لقد نسوا الحوار واكتفوا بفرض القوة والهيمنة، وهو أمر لم يكن قاسيا فحسب، بل غير مقبول أيضا".

وأوضح ساكس "نحن نعيش الآن في عالم متعدد الأقطاب بحق، لكن علينا أيضا أن نسعى لعالم متعدد الثقافات ومتعدد الحضارات ومتعدد الأطراف - عالم يعمل وفقا لقواعد القانون الدولي تحت ميثاق الأمم المتحدة".

وشدد على أن بلاده، الولايات المتحدة، إلى جانب القوى الأوروبية، تحتاج إلى أن تدرك أن قرونا من الهيمنة تستوجب الآن التزاما أكبر بالحوار.

وقال ساكس "أريد من الولايات المتحدة أن تنخرط في مزيد من الحوار مع الصين - وهو ما تفتقر إليه حاليا. أريد من الولايات المتحدة أن تتحاور مع روسيا وإيران والعالم الإسلامي، والذي من خلال تعداد سكانه البالغ ملياري نسمة، وما يملكه من تقاليد فلسفية مذهلة وأعراف حكيمة وجمال وعمارة وثقافة ومأكولات، لديه الكثير ليقدمه للعالم".

وتابع "اليوم العالمي للحوار بين الحضارات هو هدية رائعة للعالم ومبادرة رائعة"، مضيفا "كلما عززنا التفاهم المتبادل القائم على الاحترام والكرامة المتبادلة، اقتربنا من الخلاص من صراعات لا داعي لها، ناتجة عن سوء الفهم والخوف والمشاعر العدائية الزائفة التي تثقل كاهل العالم وتهدده".

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي قرارا، اقترحته الصين وشاركت في رعايته أكثر من 80 دولة، ينص على اعتبار يوم 10 يونيو يوما عالميا للحوار بين الحضارات.

وأعرب ساكس عن امتنانه للصين على طرح هذه المبادرة على الساحة الدولية، قائلا إنها "جاءت في وقتها المناسب وضرورية. وقد تكون مفتاح البقاء العالمي. وهي بالتأكيد مفتاح التفاهم العالمي المتبادل".

وذكر ساكس أن الصين تدرك المتطلب الجوهري للسياسة العالمية: وهو الحاجة إلى الحوار والتفاهم المتبادل والاحترام المتبادل بين الثقافات والحضارات المتنوعة، مضيفا "أعتقد أن هذا الفهم بحد ذاته يعكس العمق الثقافي الحضاري الاستثنائي للصين".

وقال ساكس إن "الصين تعتبر واحدة من أعظم الحضارات في العالم، ولديها الكثير مما تعلمه وتقدمه للعالم. ومن بين حكم الحضارة الصينية مفهوم كونفوشيوس 'التناغم في التنوع' -- وهو الفهم بأننا رغم اختلافاتنا، ننتمي جميعا إلى عائلة إنسانية واحدة".

وأكد ساكس على أهمية التعلم من العديد من الحضارات الأخرى أيضا. وقال "لا شك أننا محظوظون بحضارة الصين وما تقدمه من دروس قيمة"، مضيفا أنه "من دون استثناء أي ثقافة، لا بد أن أؤكد أننا نستطيع ويجب أن نتعلم من حكمة مصر القديمة؛ ومن تقاليد فارس الممتدة لخمسة آلاف عام؛ ومن الثقافة والحضارة العظيمة لروسيا؛ ومن فلسفة الأوبونتو الأفريقية التي تضيء العلاقات الإنسانية السليمة؛ ومن الحكمة اليونانية الكلاسيكية؛ ومن العالم الإسلامي، ومن الأنبياء اليهود القدماء".

واختتم ساكس بالقول إن "جميع هذه التقاليد الثقافية، التي وصلت إلينا اليوم تمنحنا حكمة ووجهات نظر متنوعة، وتتطلب منا انخراطا جادا بالحوار".