بقلم / إيمان حمود الشمري، صحفية سعودية
أتذكر عندما جئت إلى الصين عام 2022 في أول زيارة لبلد مجهول تماماً بالنسبة لي ولا أعرف عنه الكثير وفي ظروف استثنائية مثل وباء كورونا، كانت تلك وقتها مغامرة مني، ولكنها غيرت مفاهيم كثيرة مغلوطة لدي، ولا شك أن الصينيين أيضاً كانوا متخوفين مني كسيدة سعودية لا يعرفون الكثير عنها وعن ثقافة بلدها، ولكنهم عرفوا الكثير من خلال التعامل معي!! إن الاقتراب من الشعب وفهم ثقافتهم يعزز من فهم الحقيقة وكشف الكثير من الجوانب المخفية، وهذا ما حدث لي عندما أُغلق على باب الحجر!! رأيت النظام والاحترام حتى عند تقديم الشيء من خلف الباب، كنت أتأمل طريقة طي الأكياس ورص قوارير المياه والغرفة النظيفة المنظمة المطلة على الشارع، كان كل شيء يخبرني أن هذا الشعب منظم ويحترم ضيفة حتى بالظروف الاستثنائية، ولكنه في الوقت ذاته يطبق القانون على الجميع. وعندما عدت للسعودية كانت تطرح على الكثير من الأسئلة لهذا الشعب الذي يلفه الغموض، كان أبسط وأتفه سؤال يُطرح علي: هل يبتسمون؟
الآن وفي زيارتي الثالثة لهذا البلد الذي اندمجت معه ومع شعبه وأصبحت أعرف الكثير عنه، صار من السهل على التفاوض معهم في السوق برغم غياب اللغة، أشاركهم التفاعل والتصفيق بعروضهم الراقصة في الشارع ويضحكون لي، ألقي التحية على أشخاص لا أعرفهم، فعندما تفهم ثقافة الشعب ستعرف كيف تتعامل معه.
لا يمكن أن ننكر أو نشكك في أهمية فهم ثقافة البلد، حيث إن هذا النوع من التفاهم والتواصل سينعكس على متانة الروابط بين البلدين وسيأخذ مجرى آخر من عمق العلاقات التي قد تؤثر على قرارات سياسية أو حتى اقتصادية، فقرار مثل إعفاء التأشيرة للسعوديين قد يكون له صلة بمدى متانة الروابط بين البلدين.
يوافق عام 2025 العام الثقافي السعودي الصيني حيث شمل أربعة برامج تنفيذية تتضمن المتحف في شانغهاي والذي شاركت السعودية فيه بالتعريف بتاريخها العريق في الدرعية، والمتحف الوطني الصيني، ومتحف القصر الصيني، وإدارة التراث الثقافي الصينية، إضافة إلى التعاون في قطاع الأفلام، وفعاليات أخرى، شملت معرضاً للفنان التشكيلي السعودي أحمد ماطر في شنغهاي، وتعاون خاص أيضاً بين هيئة المتاحف السعودية ومتحف شانغهاي، بصدد الإعارة طويلة المدى للأعمال الفنية.
ويعتبر مثل هذ النوع من التواصل وسيلة لتقريب المسافات بين الدول، وتقليص الفجوات الثقافية التي قد تكون بسبب الأفكار الخاطئة المسبقة، حيث إن هذا التبادل والفهم الثقافي سواء عبر الفنون أو الأدب أو حتى الطعام والعادات، سيسهم في كسر الحواجز النفسية بين الشعبين، وسيتيح الفرصة للتعرف على ثقافة كل منهما للآخر، واكتشاف الجوانب المشتركة بين البلدين والشعبين…. نوع جديد من التواصل الواعي الذي يبني طريقاً معبداً لفهم أنماط حياة كل منهما، ويمنحه فرصة للتفاعل بطريقة مباشرة مع ثقافة جديدة.
العام الثقافي السعودي الصيني، خطوة استراتيجية نحو بناء جسور تواصل قائمة على الفهم المتبادل والتعاون المشترك، ومنصة للترويج للتراث، وعرض الهوية الثقافية من خلال الفنون، والموسيقى، والأعمال اليدوية، مما يساهم في بناء صورة واضحة عن ثقافة البلد، ويفتح الباب للتعاون في مجالات أخرى، كبرامج التبادل الطلابي، وورش العمل ، والمنح الدراسية، وسينعكس على علاقة الطلاب السعوديين والصينيين، ويشجع الجيل الجديد على التفكير في التعاون بمجالات مختلفة في المستقبل، ويحقق أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة بتعزيز التبادل الثقافي الدولي.



عروض الشوارع تُشعل صيف هاربين
الحلي الذهبية .. أناقة وجمال على طول طريق الحرير البحري
الشاحنات الثقيلة المصنّعة في خنان تلقى رواجا في الأسواق الأجنبية
يوماوشيان: الطفلة التي حملها معلمها على ظهره إلى المدرسة أصبحت طالبة جامعية
الكشف عن أكبر قاعدة انتاج " الذهب الأسود" في العالم
الأكياس المعطّرة تفوح في هوايبي مع اقتراب عيد قوارب التنين
رائحة عطرة من اشجار تالفة: استكشاف التراث الثقافي غير المادي في جنوبي الصين
أول مباراة ملاكمة روبوتية في العالم تنطلق في هانغتشو
"زئير التنانين": نافذة على عالم الديناصورات بمتحف شنغهاي
اليراعات تضيء ليالي شيشوانغبانا... مشهد ساحر كعالم من القصص الخيالية
استكشاف الصين .. "التحولات الـ 72" للخيزران
مع اقتراب مهرجان قوارب التنين .. قرية جنوبية منشغلة في بناء القوارب