9 يونيو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أرسلت إحدى شركات الروبوتات في مقاطعة جيانغسو مؤخرا روبوتها "شياو تاو"، الذي طوّرته بشكل مستقل، إلى مدينة هانغتشو للالتحاق بمدرسة افتراضية فريدة من نوعها تابعة لمنصة "تشونخه" لذكاء الفضاء.
وتعدّ منصة "تشونخه" التابعة لشركة تشونخه لتكنولوجيا المعلومات بهانغتشو، مدرسة افتراضية ذات بيئة تعليمية متقدمة صُممت خصيصا لتدريب الروبوتات.
تركّز المدرسة على تطوير قدرات الروبوتات في الفهم المكاني والتفاعل الحركي، وهي مهارات أساسية يصعب على الروبوتات إتقانها. ويشرح تانغ روي، كبير العلماء في شركة "تشونخه" أن المهام اليومية البسيطة بالنسبة للبشر، مثل فتح خزانة أو وضع الألعاب في سلة من زاوية مناسبة، تتطلب إدراكا مكانيا معقدا وتحكما دقيقا بالقوة والزاوية، وهو ما تمثل المدرسة منصة مثالية لتدريبه افتراضيا.
وأضاف تانغ أن التدريب الافتراضي هو الحل الأمثل لتجاوز هذه التحديات، موضحا أن شركته، باعتبارها من كبرى منصات تصميم الفضاء في العالم، تملك قاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من 362 مليون نموذج ثلاثي الأبعاد تُستخدم لتغذية الروبوتات بمعلومات مرجعية دقيقة ومحاكاة سيناريوهات واقعية.
عند التحاقه بالمدرسة، كان "شياو تاو" يفتقر إلى المهارات الأساسية، حتى أنه لم يكن قادرا على تفادي سلة مهملات موضوعة على الأرض. لكن بفضل التدريب المنهجي، ارتفعت دقة حركته إلى أكثر من 90%، وأصبح قادرا على التنقل بمرونة والتعامل مع العقبات بكفاءة.
وبعد تخرّجه من المدرسة الافتراضية، بدأ "شياو تاو" بمزاولة عمله في عدة مواقع، مثل المطارات، حيث يتولى إعادة عربات التسوّق إلى أماكنها. والصيدليات الآلية، حيث يفرز الأدوية ويُوزّعها بدقة، وفي مراكز التخزين الذكية، حيث يتنقل بين الرفوف وينفّذ مهام الفرز بنجاح.
لم يتوقف التطوير عند هذا الحد، إذ يعمل فريق "تشونخه" حاليا على إعداد دورات تدريبية أكثر تقدما تركز على القدرة على اتخاذ القرار الذكي. وكشف تانغ روي أن المرحلة القادمة من التدريب ستُركّز على تعليم الروبوتات فهم "لماذا"، مثل فهم لماذا تُعد زاوية معيّنة أفضل للإمساك؟ ولماذا تُعد قوّة معيّنة أكثر أمانا؟
وفقًا للخطة الاستراتيجية، من المتوقع أن يتجاوز حجم صناعة الروبوتات البشرية في مقاطعة تشجيانغ وحدها 20 مليار يوان بحلول عام 2027. ومع هذا النمو المتسارع، سيشهد العالم ازديادا ملحوظا في أعداد الروبوتات الذكية المتخرجة من "مدارس افتراضية" مثل "شياو تاو"، ما يمهّد لعصر جديد من الروبوتات القادرة على التفاعل بسلاسة في البيئات البشرية.