الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

تحقيق ميداني: في أسواق دمشق .. سوريون يوازنون بين الأمل والمعاناة قبل عيد الأضحى

/مصدر: شينخوا/   2025:06:06.08:42
تحقيق ميداني: في أسواق دمشق .. سوريون يوازنون بين الأمل والمعاناة قبل عيد الأضحى
في الصورة الملتقطة يوم 5 يونيو 2025، أشخاص يزورون سوقاً للماشية قبيل عيد الأضحى، في مدينة دمشق في سوريا. (شينخوا)

دمشق 5 يونيو 2025 (شينخوا) في أسواق العاصمة السورية دمشق الصاخبة في هذه الأيام التي تشهدها استعدادا لعيد الأضحى المبارك، فالزينة الجميلة وأصوات الباعة تملأ أزقة حي الميدان الشهير، وغيره من الشوارع التجارية الشعبية في دمشق، إلا أن حركة البيع والشراء ما تزال بطيئة بسبب ضعف القوة الشرائية لدى السوريين.

بعد أكثر من ستة أشهر من تولي السلطات السورية الجديدة السلطة، يقول العديد من السوريين إن البلاد ما تزال في بداية طريق طويل نحو التعافي الاقتصادي، ففي ظل تقلب الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، يقول السكان إن الصبر، وليس الرخاء، هو ما يتمسكون به في موسم الأعياد هذا.

-- السوق يفتقد إلى الانفاق

قال فراس إياس ، وهو رجل في الأربعينيات من عمره يتجول لشراء حاجيات العيد في مدينة دمشق القديمة بصراحة، الوضع يحتاج إلى مزيد من الوقت والصبر، نأمل خيرا، ونثق بالحكومة الجديدة، لكننا ننتظر حركة حقيقية في البلاد.

يُعد عيد الأضحى المبارك، أحد أقدس الأعياد الإسلامية، فهو موسما للولائم والتجمعات العائلية، عادةً ما تعج الأسواق بالزبائن الذين يشترون اللحوم والحلويات والملابس.

هذا العام، ورغم الأمن النسبي في العاصمة، يقول العديد من أصحاب المتاجر إن السوق يفتقد عنصرا أساسيا هو الإنفاق.

من جانبه، قال أبو جواد، صاحب متجر ملابس يبلغ من العمر(40 عاما) في دمشق "هناك بعض النشاط، لكنه ليس كما ينبغي"، مضيفا "نعم، يشعر الناس بأمان أكبر، وهناك شعور بالتفاؤل، لكن الواقع الاقتصادي لم يواكب ذلك، مع ذلك، أنا متفائل، ونحن جميعًا متفائلون بتحسن الأوضاع قريبا".

-- سوريون أكثر صراحة

وقال أبو خالد خطاب، بائع متجول يبلغ من العمر(60 عاما) يبيع الهدايا التذكارية والأدوات المنزلية في حي الميدان الشهير "من يدّعون أن الأمور تسير على ما يرام، يتحدثون فقط من منطلق راحتهم، ويمتلكون أموالا".

وبينما كان يرتشف الشاي، أشار خطاب إلى أن "الوضع الجيد" مفهوم نسبي، يُحدده إلى حد كبير الوضع المالي للمتحدث.

وأضاف أن هؤلاء "لديهم سيارات ويمكنهم شراء حلويات تكلف 500 ألف ليرة (حوالي 55.56 دولار أمريكي)، أما بالنسبة لنا، فالأمور ليست على ما يرام، انظروا حولكم، هذه شوارع العيد في الميدان، وهي خالية".

إحباط أبو خالد، وهو مواطن سوري، ليس نادرا، حيث قال إنه باع بضائع بقيمة 10 آلاف ليرة سورية فقط (حوالي 1.11 دولار) منذ الصباح، وهو ما يكفي بالكاد لعلبة سجائر واحدة، إذا كان مدخنًا، مضيفا "انا لا أتوسل، أنا فقط أخبركم بما أراه".

رغم التحديات، ما يزال العديد من سكان دمشق متمسكين بفكرة التقدم، حتى لو لم يتحقق بعد، بالنسبة لعمر الشامي، وهو متسوق يتجول لشراء الخضراوات، فإن تباطؤ الاقتصاد ليس مفاجئا.

وقال الشامي (33 عاما) "ما يزال العمل شحيحًا، إنه مبكر جدا، مثل الحمل الذي يحتاج إلى تسعة أشهر، نحتاج إلى وقت حتى تُثمر هذه المرحلة الجديدة، صحيح أن تلبية جميع احتياجاتنا أمر صعب للغاية، لكن راحة البال تغمرنا الآن، فقد أصبح الأمل حقيقة واقعة".

-- ركود في المبيعات

في جميع أنحاء العاصمة، تُوهم الاختناقات المرورية بالازدحام، لكن أصحاب المتاجر يُبلغون عن ركود المبيعات، التناقض بين الظاهر والواقع المعاش واضح جدا فالعائلات في الأسواق لكنهم لا يشترون شيئا.

لقد ثبت أن الانفراج الاقتصادي الذي كان يأمل الكثيرون أن يتحقق بسرعة مع سقوط النظام السابق بعيد المنال، لم تبدأ العقوبات الدولية في التخفيف إلا أخيرا، وما تزال إعادة الإعمار تسير ببطء، بينما يتحدث المسؤولون عن الإصلاح والاستثمار الأجنبي والاستقرار، ما يزال المواطن السوري العادي يقيس النجاح بكيلو غرامات من الأرز، ولترات الوقود، ودقائق الكهرباء.

وقال أحد التجار فضل عدم الكشف عن اسمه "كل ما نسمعه مجرد أمنيات، لكن على أرض الواقع، ما يزال الوضع يُخبرنا أننا بحاجة إلى الصبر".

من جانبها، أكدت أم شادي (52 عاما)، وهي ربة منزل أن الأسواق مزدحمة بالناس هذه الأيام، لكن من يشتري قليل.

وقالت "من يرى هذه الأسواق مزدحمة بالزبائن، يظن أن هناك عملية شراء كبيرة، ونحن من هؤلاء الناس لم نشتر إلا ما هو ضروري".

في الصورة الملتقطة يوم 5 يونيو 2025، سوق مزدحمة قبيل عيد الأضحى، في مدينة دمشق في سوريا.(شينخوا)

صور ساخنة