كوالالمبور 26 مايو 2025 (شينخوا) كُشف النقاب عن إعلان كوالالمبور بشأن آسيان 2045، وهو وثيقة رئيسية ترسم توجه رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) للسنوات الـ20 القادمة، يوم الاثنين، وذلك بعد أن وقع عليه قادة الرابطة خلال القمة الـ46 لآسيان.
وفي تصريحات أدلى بها عقب حفل توقيع الإعلان، قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم إن الوثيقة ستمهد الطريق للتوجه المستقبلي للرابطة مع مراعاة التحديات الناشئة، بينما تضع التنمية المستدامة والشاملة في صدارة أولوياتها.
وأكد أن "المستقبل الذي نسعى إليه يجب أن يُركز على أسس الاستدامة والشمول. ويجب أن يُركز تكامل الآسيان بالفعل على الإنسان. هذا يعني سد فجوات التنمية ورفع مستويات المعيشة والاستثمار في الروح الإنسانية وإمكانات كل مواطنينا."
وأضاف قائلا "إن هذه الخطة المشتركة تُشكل هذا الاعتقاد. إنها رؤية راسخة في الواقع تُحرّكها العزيمة، وتُصبح ممكنة بفضل الثقة."
ومن بين القرارات الرئيسية التي اتُخذت بموجب الإعلان، يكون الاعتماد الرسمي لرؤية مجتمع الآسيان 2045 وخططها الاستراتيجية المصاحبة لها عبر أربعة ركائز أساسية، وهي السياسية-الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية-الثقافية، والتواصل.
وفي الوقت نفسه، قال كاو كيم هورن، الأمين العام لرابطة الآسيان في مؤتمر صحفي قبيل القمة، إن لرؤية مجتمع الآسيان 2045 تهدف إلى أن تكون بمثابة خارطة طريق استراتيجية عملية تمتد لعشرين عاما لتوجيه التنمية في المنطقة وسط حالة عدم اليقين العالمية.
واستطرد قائلا "إن هذه الخطط الاستراتيجية الأربع صُممت لتوجيه الآسيان في تحديد أولويات عملها مع التمسك بوحدتها وتضامنها ومركزيتها،" وأضاف أن خارطة الطريق تقر أيضا بضرورة العمل عن كثب مع الشركاء الخارجيين، ومن بينهم الشركاء في الحوار وشركاء القطاعيين والشركاء العالميين.
وأكد قائلا "إن هذه الوثيقة وثيقة تطلعية واستراتيجية، تُقر بالتحولات الجيوسياسية، والتحول الرقمي والتغير الديموغرافي، ومخاطر المناخ، وغيرها من القضايا الملحة. توضح كيف يجب أن توجه لرابطة الآسيان مستقبلها."
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الماليزية في بيان إن الآسيان تطمح إلى أن تكون سوقا موحدة مزدهرة تتمتع بقوى عاملة ماهرة وشاملة، ونمو قائم على الإنتاجية والابتكار، مع مراعاة الاستدامة في جميع مراحل سلسلة القيمة من خلال رؤية مجتمع الآسيان 2045.
وأفادت بأن رؤية مجتمع الآسيان 2045 تشجع أيضا على استخدام العملات المحلية في المعاملات عبر الحدود لتقليل تأثير التقلبات الخارجية على المنطقة وتعزيز تمويل مخاطر الكوارث وتخفيف المخاطر أو الآثار الناجمة عن تغير المناخ والتدهور البيئي.
وأردفت " من خلال الرؤية الجديدة المُحدثة، من المتوقع أن تصبح الآسيان لاعبا رئيسيا في الاقتصاد العالمي ورابع أكبر اقتصاد في العالم، يركز على النمو المستدام والحوكمة الرشيدة، مدعوما بالتقنيات المتقدمة ومستجيبا للفرص الناشئة."
تتولى ماليزيا الرئاسة الدورية للآسيان لعام 2025، وتستضيف قمة الآسيان والقمم ذات الصلة تحت شعار "الشمول والاستدامة".
تأسست الآسيان في عام 1967، وتضم حاليا بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.