الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مقالة : ضيوف عرب يكتشفون سحر التراث الثقافي في قرى الأقليات القومية في مقاطعة قويتشو الصينية

/مصدر: شينخوا/   2025:05:27.16:13

قوييانغ 27 مايو 2025 (شينخوا) اختتمت منة الله الحسيني، الأستاذة المشاركة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، جولتها في مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين، وهي لا تخفي انبهارها بما شاهدته من قُرى الأقليات القومية، التي وصفتها بـ"كنوز خفية" ونموذج حي لتصورها بشأن المجتمعات المستدامة.

وقالت الحسيني إن الثقافة المحلية هنا محفوظة بشكل جيد، مشيرة إلى أن السكان يرتدون أزياء تقليدية ويعيشون في بيوت خشبية ويتمتعون بأسلوب حياة فريد، مما جعلها ترغب في العيش معهم ولو لأيام لتجربة هذا النمط المميز من الحياة.

واستضافت مقاطعة قويتشو الجبلية مؤخرا وفدا يضم أكثر من 30 مسؤولا وخبيرا وباحثا وفنيا من مصر والأردن والبحرين والعراق وفلسطين، ضمن برنامج تدريبي حول حماية وتطوير التراث الثقافي غير المادي للدول العربية، نظمته الأكاديمية المركزية لإدارة الثقافة والسياحة في الصين.

وتتميز قويتشو، التي تحتضن 17 أقلية قومية تقطنها منذ القدم، بثقافة غنية ومتنوعة تشمل عناصر عديدة من التراث غير المادي مثل الغناء الجماعي لقومية دونغ والتطريز لقومية مياو والصباغة بالشمع. وتولي المقاطعة اهتماما كبيرا بدمج التراث في الحياة المعاصرة، من خلال حمايته بشكل منهجي وتحويله إلى محرك للتنمية السياحية والثقافية.

وشارك المتدربون العرب في أنشطة تفاعلية متنوعة، منها: تجربة صناعة ورق الأزهار وحضور عروض فنية ميدانية وتعلم الصباغة بالشمع إلى جانب صناعة نماذج لأبراج الطبول الخشبية.

وفي مركز عرض ثقافة قومية دونغ، أبدت الحسيني إعجابها الشديد بالهندسة المعمارية التقليدية، مثل أبراج الطبول والجسور المغطاة المصممة لحماية المارة من الرياح والأمطار، وقالت إن النماذج المعروضة تُظهر براعة يدوية استثنائية، وحرصت على توثيق اللحظات بصور ومقاطع فيديو عبر هاتفها.

وخلال الزيارة، لاحظ متدربون مصريون تشابهات لافتة بين أنوال النسيج وبعض الزخارف لدى قومية مياو ونظيراتها المصرية، واصفين ذلك بأنه "تناغم مدهش بين الحضارتين العريقتين".

أما الشابة المصرية ندى عبد العزيز من مواليد التسعينيات، ومؤسسة مركز ثقافي للحرف اليدوية في القاهرة، فقد أعربت عن دهشتها من أوجه التشابه بين التراث المصري والصيني. وأوضحت أنها كانت تظن أن الصين مكتظة بالناس وتغص بناطحات السحاب، لكنها اكتشفت وجها آخر للبلاد بعد مجيئها، موضحة أن القرى تحافظ على الحرف اليدوية التقليدية بعناية، وتتيح للزوار فرصة تجربة صناعتها بأنفسهم، ما تعتبر تجربة مثالية بالنسبة لها.

وتخطط ندى بعد عودتها إلى مصر لتنظيم دورة خاصة حول الثقافة الصينية، لعرض ما شاهدته في الصين من الحرف اليدوية والأزياء التقليدية والأطعمة المحلية لأماكن مختلفة.

وبدوره، عبّر عاقل الخوالدة، مدير مديرية التراث في وزارة الثقافة الأردنية، عن إعجابه العميق بما رآه في قويتشو، قائلا إن الصين تشبه كتابا لا تنتهي صفحاته، مؤكدا رغبته في العودة مجددا لاكتشاف المزيد من الكنوز الثقافية.

صور ساخنة