يتابع الموظفون في مركز عمليات شركة "عدسة عمان" للطيران في مسقط عاصمة سلطنة عمان، تشغيل أول قمر صناعي عماني، القمر الصناعي العماني الذكي للاستشعار عن بعد -1 (OL-1). قال شا يان جو الرئيس التنفيذي لشركة "عدسة عمان" : "القمر الصناعي موجود حاليا فوق المحيط الهادئ، ومن المتوقع أن يحلق فوق سلطنة عمان خلال ساعات قليلة".
وتم إطلاق هذا القمر الصناعي إلى الفضاء في نوفمبر 2024. ويقود المشروع شركة "ستار فيجين" لتكنولوجيا الفضاء (هانغتشو) المحدودة، وهو أول حل تجاري للأقمار الصناعية والأرضية في الصين يتم تسليمه إلى الخارج. كما أنه ممارسة ملموسة لتعاون الصين في مجال الفضاء الجوي مع الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" وبناء "طريق الحرير الفضائي". وبعد ساعات قليلة من إطلاق القمر الصناعي OL-1، تم تسليم صورة القمر الصناعي في الفضاء إلى مكتب القائد الوطني في عمان.
وشهد علي الوهيبي، مدير التسويق في شركة "عدسة عمان"، إطلاق القمر الصناعي في الموقع. يتذكر قائلاً: "كانت تلك لحظة مهمة في تاريخ عُمان. عندما يتعلم أطفالي عن الفضاء في المدرسة، سيقولون بفخر: 'شارك والدي في إطلاق أول قمر صناعي عُماني'. ولولا الدعم القوي من الصين لما تمكنا من تحقيق هذه القفزة التاريخية".
قالت فان دان يينغ، الشريكة في شركة "ستار فيجين"، إن القمر الصناعي OL-1 في حالة تشغيلية جيدة. وإلى حد نهاية شهر أبريل من هذا العام، قد دارت حول الأرض أكثر من 2580 مرة، وتم إنجاز أكثر من 600 مهمة قياس وتحكم وأكثر من 200 مهمة نقل البيانات، وحجم البيانات المستلمة حوالي 5000 جيجابايت. وبعد دخوله المدار، تمكن القمر الصناعي من إتمام عدد من المهام الرئيسية بنجاح. وتوفر هذه الإنجازات "أساسًا تقنيًا متينًا لتطوير أنظمة الحوسبة الفضائية".
ويعد تطوير صناعة الفضاء أحد أهداف "رؤية عُمان 2040". في عام 2020، أنشأت سلطنة عمان المركز الوطني للفضاء والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتنسيق تطوير صناعة الطيران والفضاء في البلاد. وذكرت صحيفة عمان أوبزيرفر، أن القمر الصناعي OL-1 ساهم بشكل فعال في تعزيز الابتكار التكنولوجي والتنمية الاقتصادية الرقمية في سلطنة عمان، و"فتح أمامها مستقبلا مليئا بفرص التنمية".
قال سعود بن حميد الشعيلي، رئيس البرنامج الوطني للفضاء العماني، إن القمر الصناعي OL-1 هو أول قمر صناعي عماني مسجل لدى الاتحاد الدولي للاتصالات باسم البلاد. وقال أحمد مشري، الأستاذ المشارك في جامعة السلطان قابوس العمانية التي شاركت في تصميم وأبحاث OL-1، إن القمر الصناعي سيقدم مساهمات مهمة في حماية البيئة في سلطنة عمان وتنمية الموارد وغيرها من المجالات. " لقد تواصلت معنا العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات. وأقمارنا الصناعية قادرة على الحصول على البيانات بسرعة أكبر، وتتمتع بحقوق ملكية فكرية مستقلة." قال علي الوهيبي.
توفير مرجع لمزيد من التعاون التجاري في مجال الفضاء بين الصين والدول الأجنبية
يتم توظيف جميع موظفي شركة "عدسة عمان" محليًا في سلطنة عمان، كما تم إرسال الموظفين الفنيين ذوي الصلة إلى الصين للتدريب على دفعات. قال محمد البلوشي الذي شارك في التدريب عام 2024، إنه يفتقد بشدة تجربة دراسته في الصين: "إن إنجازات الصين في الابتكار العلمي والتكنولوجي مثيرة للإعجاب. وإن الصين مستعدة لمشاركة إنجازاتها المبتكرة معنا، والتنمية والتقدم معًا. "وقال شا يان جو، إن الصين قدمت لسلطنة عمان خدمات كاملة السلسلة، الأمر الذي لم يساعد سلطنة عمان على تحسين قدراتها في مجال تكنولوجيا الفضاء فحسب، بل ساعد أيضًا في تنمية المواهب في مجال الفضاء في عمان، مما ضخ زخمًا جديدًا في البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق" بين سلطنة عمان والصين.
ويذكر أنه في عام 2025، ستتعاون الصين وعمان في إطلاق عدد من الأقمار الصناعية الجديدة لتوسيع وإنشاء كوكبة أقمار صناعية إقليمية. وقالت فان دان يينغ: "إن التعاون الفضائي الصيني العماني سيدعم سلطنة عمان في تحقيق مراقبة الأرض وجمع البيانات بشكل أكثر شمولاً وكفاءة، وتوفير الدعم الفني المهم وضمان البيانات للتنمية الإقليمية والتعاون الدولي، وتعزيز تنمية صناعة الفضاء في الشرق الأوسط". وقال ون تشو مينغ، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة "ستار فيجين"، إن الطلب على الأقمار الصناعية التجارية المدنية الصينية من الدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" آخذ في النمو. وباعتباره أحد أوائل مشاريع تستخدمها صناعة الفضاء التجارية الصينية لتوسيع السوق الدولية، تغلب OL-1 على تحديات متعددة. "ونأمل أن يُشكل استكشافنا مرجعًا لمزيد من التعاون الصيني الأجنبي في مجال رحلات الفضاء التجارية."
ظهر رأس المال الخاص الصيني تدريجيا في مجال الطيران التجاري في السنوات الأخيرة، ليصبح قوة جديدة تتمتع بقدرة تنافسية كبيرة وإمكانات تطوير في مجال الطيران التجاري في الصين. وتساعد الحكومة الصينية الاقتصاد الخاص على كسر الاختناقات، وتحقيق الابتكار التكنولوجي وتكامل السلسلة الصناعية، وتعزيز دور الشركات الخاصة في صادرات الأقمار الصناعية، ومشاريع التعاون الدولي والبنية التحتية الفضائية العالمية، وتعزيز تحول صناعة الفضاء التجارية في الصين من "التابعة" إلى "الرائدة".