الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تعليق: العلاقات الصينية ـ العربية ترسي مثالا للتضامن والتعاون بين البلدان النامية

هنأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، نظيره العراقي الرئيس عبد اللطيف رشيد، الرئيس الدوري لمجلس رؤساء جامعة الدول العربية، على انعقاد القمة العربية الـ 34 في بغداد في 17 مايو الجاري، حيث أرسل الرئيس شي جين بينغ رسالة تهنئة جاء فيها: "إن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز التعاون ذي المنفعة المتبادلة، وتعزيز التبادلات الثقافية، والمضي قدماً جنباً إلى جنب على طريق التحديث، وبناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مصير مشترك على مستوى أعلى." وتعكس رسالة التهنئة التي أرسلها الرئيس شي جين بينغ بشكل كامل الاهتمام الكبير الذي توليه الصين لتطوير العلاقات الصينية ـ العربية ورغبتها الصادقة في العمل مع الدول العربية سعياً لتحقيق التنمية المشتركة.

شهدت العلاقات الصينية ـ العربية ازدهارا واضحا في السنوات الأخيرة، مما شكل نموذجاً للتضامن والتعاون بين الدول النامية. وفي القمة الصينية ـ العربية الأولى التي عقدت في عام 2022، اتفقت الصين والدول العربية على بذل كل الجهود لبناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مصير مشترك في العصر الجديد. وحضر الرئيس شي جين بينغ القمة وألقى كلمة رئيسية، سلط فيها الضوء على روح الصداقة الصينية ـ العربية المتمثلة في "المساعدة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والشمول والتعلم المتبادل"، وتخطيط المسار والاتجاه لبناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مصير مشترك، واقتراح "ثمانية إجراءات مشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية. وعلى مدى العامين الماضيين، تعمقت الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية بشكل مستمر، وأفاد التعاون العملي الشعبين، وأثرى التبادلات الثقافية بشكل أكبر، وحقق بناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مصير مشترك تقدما كبيرا، ودخلت العلاقات الصينية ـ العربية أفضل فتراتها في التاريخ. وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن نية الصين الأصلية واتجاهها وثقتها في تعزيز التعاون مع الدول العربية ستظل دون تغيير. ومن المقرر أن تُعقد القمة الثانية بين الصين والدول العربية في الصين في عام 2026، وهو ما سيشكل بالتأكيد معلماً مهماً آخر في تاريخ العلاقات الصينية العربية.

وتصر كل من الصين والدول العربية على النظر إلى علاقاتهما من منظور استراتيجي وطويل الأمد. قبل فترة ليست طويلة، اعتمد الاجتماع الـ 45 لمجلس وزراء الخارجية العرب قراراً خاصاً بالصداقة مع الصين، مؤكداً دعم الدول العربية لمبدأ الصين الواحدة ومبادرة الحزام والطريق، مرحباً بعقد القمة العربية الصينية الثانية في الصين عام 2026، ومشيداً بالجهود الدبلوماسية الصينية في تعزيز السلام والأمن الإقليميين. ويعكس هذا حرص الدول العربية على تطوير العلاقات مع الصين واهتمامها الكبير بعقد القمة العربية ـ الصينية الثانية. ومن تسهيل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، إلى إصدار "البيان المشترك للصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية" في المؤتمر الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي، ومن تعزيز المصالحة الداخلية في فلسطين إلى دعم خطة إنعاش وإعادة إعمار غزة التي بدأت بشكل مشترك من قبل مصر والدول العربية، في مواجهة الوضع الإقليمي المضطرب، تدعم الصين بقوة الدول العربية في تعزيز استقلاليتها الاستراتيجية، وحماية سيادتها الوطنية وكرامتها الوطنية، وتدعم الجانب العربي في حل النزاعات والخلافات من خلال الحوار والتشاور، وسلوك طريق الوحدة والاعتماد على الذات والأمن الجماعي.

إن المساواة والمنفعة المتبادلة هما القوة الدافعة التي لا تنضب للصداقة الصينية ـ العربية. وإن انفتاح الصين على الغرب وتطور الدول العربية نحو الشرق يتحركان في كلا الاتجاهين، ويتقاربان في سيل من التعاون مع المزايا التكميلية والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. لقد ظلت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة على التوالي. وأدرجت الصين 30 مشروعاً عربياً في قاعدة بيانات مشاريع مبادرة التنمية العالمية، ونفذت وناقشت 45 مشروعاً للتعاون والمساعدة والتنمية العربية مع الدول العربية، وحققت "تغطية كاملة" لمبادرة الحزام والطريق في 22 دولة عربية، ودربت أكثر من 3400 متخصص في مختلف المجالات للجانب العربي. كما تطور التعاون الصيني ـ العربي في مختلف المجالات على نحو شامل، واستفاد منه ما يقرب من ملياري شخص من الجانبين، وشرع الجانبان بشكل مشترك في السير على طريق التنمية المبتكرة والمنفتحة والخضراء والشاملة. وحققت الصين والدول العربية نتائج مبكرة مهمة في "الإجراءات الثمانية المشتركة"، وبدأت في بناء "أنماط التعاون الخمسة" من الأبعاد الخمسة للابتكار والمالية والطاقة والاقتصاد والتجارة والثقافة، ومواصلة الزخم الجيد للتقدم الشامل للتعاون الصيني ـ العربي، ودفع التعاون الصيني ـالعربي في العصر الجديد إلى مستوى جديد.

هناك مثل صيني قديم يقول: "الرجل الخيّر يحب الآخرين، والرجل الحكيم يفيد الآخرين". ويقول المثل العربي: "باتحاده يشتعل الفحم و بتفريقه ينطفئ". وفي الوقت الحاضر، يشهد العالم تغيرات متسارعة مستمرة منذ قرن من الزمان، كما يتطور الوضع في الشرق الأوسط بشكل معقد. ولقد أصرت الدول العربية على الاستقلال، وتعزيز التنمية والنهضة، ودعمت العدالة والإنصاف، ولعبت دوراً إيجابياً في تعزيز صوت الجنوب العالمي. وستظل الصين دائمًا صديقًا وشريكًا جديرًا بالثقة للدول العربية، وستقف بثبات إلى جانب القضايا العادلة للدول العربية، وستضخ معًا طاقة إيجابية هائلة في الحفاظ على السلام وتعزيز التنمية ودعم العدالة والسعي إلى التقدم للبشرية.

صور ساخنة