اختُتمت فعاليات الدورة الـ137 من معرض الصين للاستيراد والتصدير (معرض كانتون) في 5 مايو بمدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ. ويعتبر الخبراء المعرض بمثابة "مقياس حرارة" للتجارة الخارجية الصينية، ومرآة لصمود الاقتصاد الصيني وتنوعه في ظل التحديات العالمية.
أكثر من 288 ألف مشتري أجنبي
شهد معرض كانتون هذا العام حضورا غير مسبوق، حيث اجتذب 288 ألف مشتري دولي. وقال دينغ يانغ قانغ، مدير شركة سانجيانغ الماليزية وعضو غرفة التجارة الصينية في ماليزيا، إن مشاركته بالمعرض بدأت منذ عام 1990 دون انقطاع، وكل دورة كانت تحمل فرصا وتجارب جديدة، مؤكدا على أن جاذبية معرض كانتون تكمن في قدرته على جمع أكثر من 30 ألف شركة تصدير وأكثر من 200 ألف مشترٍ من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد.
ويرى البروفيسور وانغ شيان تشينغ، الرئيس السابق لمعهد التجارة بجامعة قوانغدونغ للتمويل والاقتصاد، أن المعرض يعكس تغيرا نوعيا في خريطة التجارة العالمية، ويُظهر توسع شبكة العلاقات التجارية الصينية. وأضاف أن المعرض يعزز التعددية الاقتصادية ويُكرّس مكانة الصين كمحور مهم في سلاسل التوريد العالمية، رغم التحديات الخارجية.
صفقات نوايا التصدير تجاوزت 25 مليار دولار
بلغ إجمالي قيمة نوايا التصدير في دورة هذا العام نحو 25.44 مليار دولار، بزيادة نسبتها 3% مقارنة بالدورة الـ135 في ربيع العام الماضي. وأفادت الإحصاءات أن أكثر من 60% من هذه الصفقات تمت مع دول "الحزام والطريق"، ما يؤكد تنامي أهميتها في دفع النمو التجاري الصيني.
وأوضح ليانغ تشاو شيان، رئيس مجموعة "غالانز"، أن شركته قد ركزت على استقبال المشترين من أوروبا وأمريكا الجنوبية ودول الحزام والطريق، معتبراً أن التوجه نحو أسواق جديدة يمثل خطوة استراتيجية لخفض الاعتماد على الأسواق التقليدية. وبدوره، قال شيويه شينيو، مديرالتجارة الخارجية لشركة "شينغشينغ" للتبريد، إن صادراتهم إلى أمريكا ستتراجع بـ20% هذا العام، لكنهم يتوقعون نموا عاما في أعمالهم بنحو 10% بفضل التوسع في أوروبا والأسواق الناشئة.
الابتكار والتكنولوجيا الخضراء في صدارة السلع الأكثر رواجا
تميزت هذه الدورة بعرض أكثر من 4.55 مليون منتج، بينها 1.02 مليون منتج جديد، و880 ألف منتج صديق للبيئة، إلى جانب 320 ألف منتج ذكي. كما شاركت 46 شركة روبوتات في عرض أحدث الابتكارات في مجال روبوتات الخدمة وسلاسل الإنتاج المرتبطة بها، مما شكل أحد أبرز معالم المعرض.
وصرح لياو شيشينغ، المدير العام لشركة "تشيغو" لتكييف الهواء، بأن تقنياتهم الحديثة تمكّن أجهزة التكييف من ضبط درجات الحرارة تلقائيًا، ما يحسن كفاءة الطاقة ويعزز راحة المستخدم. وأضاف قائلا: "الابتكار هو القوة الدافعة الأساسية، ومع جودة منتجاتنا العالية وخدماتنا المتكاملة، نحن واثقون أن "صنع في الصين" سيواصل تميّزه عالميًا".
من جانبه، أشار تشانغ تشينغفو، نائب رئيس شركة "هاير"، إلى أن أجهزتهم الجديدة توفر استهلاك الطاقة بنسب تصل إلى 60% في الغسالات، و40% في غسالات الصحون، و20% في الثلاجات الكبيرة، الشيء الذي لاقى استحسانا واسعا من المشترين الدوليين.