رام الله 27 أبريل 2025 (شينخوا) اعتبر نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ اليوم (الأحد) أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تمثل "مفتاح الأمن والسلام والاستقرار والازدهار"، تعليقا على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف فيها فكرة الدولة الفلسطينية بأنها "سخيفة".
وقال الشيخ، الذي يشغل منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان صحفي "إن السخافة الحقيقية تكمن في الإصرار على الاحتلال والاستمرار بالجرائم وتجاوز القانون الدولي"، داعيا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف "أن أصغر شجرة زيتون في فلسطين عمرها أطول من هذا الاحتلال الزائل لا محالة"، في إشارة رمزية إلى صمود الفلسطينيين.
وكان نتنياهو قد جدد في خطاب أمام مؤتمر لرابطة الأخبار اليهودية في القدس الأحد رفضه لإقامة دولة فلسطينية، قائلا إن "الفكرة سخيفة".
وأضاف أن الفلسطينيين "لا يريدون دولة بجانب إسرائيل، بل داخل إسرائيل".
وتعهد نتنياهو بعدم تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة قطاع غزة.
وتوقفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ عام 2014، وسط خلافات حادة بشأن قضايا الوضع النهائي مثل الحدود، والقدس، واللاجئين، والاستيطان.
ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتأتي تصريحات الشيخ في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في الأراضي الفلسطينية، حيث تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.
وصادقت منظمة التحرير الفلسطينية السبت على تعيين الشيخ نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية ولرئيس دولة فلسطين، بعد قرار المجلس المركزي الفلسطيني استحداث هذا المنصب لأول مرة منذ تأسيس المنظمة عام 1964.
وولد الشيخ في مدينة رام الله عام 1960، وينحدر من عائلة فلسطينية لاجئة من قرية دير طريف، والتحق مبكرا بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، واعتقلته القوات الإسرائيلية، حيث أمضى 11 عاما في السجون حتى إطلاق سراحه عام 1989 أثناء الانتفاضة الأولى.
وبعد خروجه، تولى الشيخ عدة أدوار قيادية ضمن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وشارك لاحقا في تأسيس اللجان السياسية بعد اتفاقيات أوسلو.
كما تقلد مناصب أمنية وسياسية بارزة، أبرزها توليه أمانة سر حركة فتح في الضفة الغربية، ورئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية.
وخلال سنوات عمله، شارك الشيخ في توقيع اتفاقيات مع إسرائيل في مجالات عدة من بينها المعابر، والاتصالات، والمياه، وأدار ملفات حساسة كملف جمع شمل العائلات الفلسطينية واسترجاع جثامين القتلى.
ومنذ عام 2022، تولى الشيخ أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلفا للراحل صائب عريقات، كما رأس دائرة شؤون المفاوضات، وأصبح يظهر بشكل متكرر إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اللقاءات والاجتماعات الرسمية.
وينظر إلى الشيخ باعتباره شخصية مركزية في القيادة الفلسطينية الحالية، خصوصا في ظل التحديات السياسية والأمنية المتزايدة التي تواجهها السلطة الفلسطينية، بما في ذلك الجمود السياسي مع إسرائيل والانقسامات الداخلية.
ويُتوقع أن يلعب دورا محوريا في المرحلة المقبلة، سواء على صعيد الدفع باتجاه استئناف العملية السياسية أو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.