الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

قطر وتركيا تؤكدان استمرار المساعي نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

/مصدر: شينخوا/   2025:04:28.08:52
قطر وتركيا تؤكدان استمرار المساعي نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
في الصورة الملتقطة يوم 3 أبريل 2025، فلسطينيون يفرون من حي الشجاعية في مدينة غزة. (شينخوا)

الدوحة 27 أبريل 2025 (شينخوا) أكدت قطر وتركيا اليوم (الأحد) استمرار المساعي للتقدم نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحرب مع وجود بعض التقدم في المحادثات الأخيرة.

ودعت قطر وتركيا إلى حشد الجهود لإعادة الأطراف للاتفاق، والضغط على إسرائيل لوقف الحرب.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة.

وقال الشيخ محمد "رغم العراقيل التي تصل إلى حد الابتزاز السياسي نواصل العمل مع شركائنا في مصر والولايات المتحدة للتقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق بهدف تنفيذه بالكامل، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية".

وتابع " المفاوضات لم تتوقف أبدا، في الأسابيع الماضية كانت هناك جهود وفرق عمل مشتركة بين قطر ومصر لمحاولة الوصول إلى حل، وإعادة الأطراف إلى الاتفاق والعمل على إنهاء هذه الحرب".

وأوضح أن الاجتماع الذي عقد يوم الخميس الماضي يندرج تحت إطار هذه الجهود من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة تسمح بالبناء عليها.

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنيع زار الدوحة الخميس الماضي، لإجراء مباحثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.

وبحسب التقارير، هناك مقترح يتضمن هدنة طويلة تمتد ما بين خمس وسبع سنوات، مع إفراج حماس عن الرهائن مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.

إلى هذا أشار رئيس الوزراء القطري بقوله "اليوم ما يجري الحديث عنه هي الورقة الأخيرة التي تمت مناقشتها وردت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)... أعتقد أنه آن الأوان لإنهاء هذه الحرب التي لا يوجد أي داع لاستمرارها ولا لاستمرار محاصرة وتجويع الشعب الفلسطيني"

وقال نبذل ما في وسعنا حتى يكون الاتفاق شاملا قدر الإمكان، وألا يكون مجزءا إلى مراحل لأننا شهدنا المراحل من قبل".

وبسؤاله عن مدى جدية الأطراف في المفاوضات، علق بالقول إنه لا يمكنه الحكم إن كانوا جادين أم لا، غير أنه لاحظ الخميس الماضي بعضا من التقدم مقارنة باجتماعات أخرى سابقة، معتبرا أنه مع ذلك يجب الحصول على رد بشأن السؤال الأهم، وهو كيفية إنهاء الحرب والتي تعد النقطة الأساسية للمفاوضات.

ومضى يقول "كما سمعتم في وسائل الإعلام أو من حماس، فالحركة أبدت جاهزيتها للإفراج عن كل الرهائن مقابل عدد من الأسرى لكن تحت شروط من المرجح ألا تقبل بها إسرائيل، وإسرائيل تركز على الرهائن من دون وضوح رؤية حول نهاية الحرب".

وأضاف "ليس هناك هدف مشترك بين الأطراف، وبرأيي في هكذا وضع تكون الفرص ضئيلة، لكننا نحاول أن ندفع باتجاه هدف مشترك".

ولفت إلى أن التركيز الرئيسي لمباحثاته اليوم مع الوزير فيدان كان بشأن غزة والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وأن الجانبين أعربا عن قلقهما من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وأكدا ضرورة حشد الجهود الإقليمية والدولية لفرض عودة الأطراف الفورية لتنفيذ المراحل المتوقفة من الاتفاق.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن بلاده تواصل مساعيها لإحياء وقف إطلاق النار من جديد وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع وتحقيق تبادل الأسرى والرهائن، وإن هذه المساعي مكملة للمساعي القطرية والمصرية.

وأضاف في سياق حديثه عن مستجدات محادثات الفريق التركي مع حماس، أن بلاده ترى أن حل الدولتين إذا كان مطروحا فأي اتفاق قد يكون أسهل، وأن وقف إطلاق النار يجب ألا يكون وقفا لإطلاق النار فحسب، بل أن يكون نموذجا لحل دائم ومن الممكن أن تكون هذه هي الفرصة.

وأشار إلى أن تركيا وقطر متفقتان على أنه إذا جرى العمل بشكل صحيح وإذا توفر حسن النية لدى الأطراف، فإن هذه الأزمة يمكن أن تكون الأخيرة التي يواجهها الطرفان.

لكنه "حذر من أن هذه الأزمة قد تكون حبلى بأزمات أكبر تأتي في المستقبل، ومن ثم يجب بذل مساع حثيثة ويجب على المجتمع الدولي أن يضع نصب عينيه المأساة الإنسانية في غزة للتوصل إلى حل دائم، ومن هذا المنطلق فإن المساعي التي تقوم بها الولايات المتحدة مهمة وموقف الرئيس دونالد ترامب من الأزمة مهم".

ولفت إلى أن الجانب الفلسطيني أبدى مرارا موقفه الإيجابي من تحقيق وقف إطلاق نار دائم، وفي الوضع الحالي، فإنه من الضروري الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وإجبارها على السلام.

وأكد أن حماس مستعدة لقبول الحلول الدائمة، وعلى إسرائيل أن تكون في موقف مقارب وأن تقبل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، مشددا على أن مفتاح الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين، ومالم يحدث هذا فإن المشكلة ستتفاقم والبديل عن السلام سيكون مزيدا من الدماء والحروب.

وفي الشأن السوري، ذكر أنه ناقش مع رئيس مجلس الوزراء القطري الوضع في سوريا خلال محادثاتهما، مؤكدا أن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، يعد ضرورة ملحة من أجل السلام الإقليمي ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا من خلال التعاون الوثيق بين دول المنطقة.

ونبه إلى أن العقوبات الحالية تعيق تحقيق الاستقرار في سوريا، ولذا يجب رفع العقوبات في أقرب وقت ممكن، قبل أن يستطرد القول "نحن مع قطر وكل الأطراف تبذل جهودا لرفع هذه العقوبات مع الشركاء في المنطقة".

كما أفاد بأن الجانبين تطرقا إلى الدعم الإضافي الذي يمكن تقديمه إلى الإدارة السورية، وجددا التزامهما بوحدة الأراضي السورية وسلامتها، وأنه يجب تطهير سوريا من العناصر الإرهابية بالكامل، ودعم مساعي السلام وجهود إعادة بناء البلد وفق تطلعات الشعب السوري.

صور ساخنة