القاهرة 22 أبريل 2025 (شينخوا) أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطى ونظيره اللبناني يوسف رجي اليوم (الثلاثاء) أهمية الالتزام الكامل باتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب الكامل لإسرائيل من جنوب لبنان، وحذرا من مغبة عودة التصعيد إلى لبنان.
وقال عبد العاطي في مؤتمر صحفي مشترك مع رجي في ختام مباحثاتهما بالقاهرة اليوم إن المباحثات تناولت الأوضاع في لبنان لاسيما مع ما شهدته الفترة الماضية من "عدوان" إسرائيلي مستمر طال المدنيين وأصاب البنية التحتية لعدد من المدن اللبنانية بتدمير شديد.
وشدد الوزير المصري ونظيره اللبناني على "أهمية الالتزام الكامل باتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب الكامل وغير المنقوص لإسرائيل من جنوب لبنان والاحترام الكامل لسيادة لبنان على أراضيه والتحذير الكامل من مغبة عودة التصعيد إلى لبنان".
ومنذ 27 نوفمبر 2024 يسري اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية وفرنسية، ما وضع حدا للمواجهات، التي نشبت بينهما على مدار أكثر من عام على خلفية الحرب في قطاع غزة.
ورغم الاتفاق، ينفذ الجيش الإسرائيلي من حين لآخر ضربات في لبنان، يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله.
وأشار عبد العاطي إلى أنه تم خلال المباحثات التأكيد على ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 1701 دون انتقائية وبما يمكن الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة من الاضطلاع بمسؤولياتها ومهامها باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في لبنان.
ولفت إلى أن المباحثات تناولت كذلك أهمية دعم المجتمع الدولي للبنان في هذه المرحلة الدقيقة ومستقبلا للخطط الخاصة بإعادة إعمار ما تم تدميره من جانب "العدوان" الإسرائيلي.
وأوضح أنه أكد لنظيره اللبناني دعم مصر للدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية، وللرئيس اللبناني جوزيف عون في كل مساعيه الخاصة باضطلاع الدولة ومؤسساتها والجيش اللبناني بفرض القانون والأمن في كل ربوع لبنان والجنوب اللبناني، مع التأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من كافة النقاط التي يحتلها بالجنوب اللبناني.
ورد على سؤال حول جهود مصر في ظل استمرار "الانتهاكات" الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا، قال عبد العاطي إن الاتصالات المصرية مستمرة والجهد متواصل لوقف كل أشكال الانتهاك لسيادة الدول العربية ووقف أعمال القتل والترويع التي تمارسها إسرائيل.
وأضاف أن القانون الدولى والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة أصبح على المحك في ظل وجود دولة واحدة تفرض رؤيتها وسياستها، وتتوهم أن غطرسة القوة تحقق لها الأمن والاستقرار.
وتابع "نأمل أن يتعافى لبنان في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمسة مواقع في الجنوب، ونتطلع لخروج القوات الإسرائيلية من هذه المواقع حتى لا نعطي ذريعة لأي طرف، وعندما ينتهي الاحتلال سيكون هناك مجال ليفرض الجيش اللبناني وجوده".
من جهته، قال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي إن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وتفعيل التبادل التجاري والثقافي، لأن لبنان عانى لفترة طويلة من فراغ رئاسي، معربا عن أمله في أن يعزز لبنان علاقته مع مصر والدول العربية في ظل العهد الجديد.
وتابع أن المباحثات تناولت الوضع في سوريا خاصة قضية النازحين السوريين في لبنان، الذين يبلغ عددهم 1.5 مليون شخص، وشدد على ضرورة أن يساهم المجتمع الدولي في عودة النازحين السوريين لبلادهم.
وأشار إلى أن المباحثات شملت كذلك ضرورة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا والوضع الإقليمي بشكل عام.
ورد على سؤال حول الاتصالات الدولية التي يقوم بها لبنان لعدم تكرار الاعتداءات الإسرائيلية في المستقبل، قال وزير الخارجية اللبناني إن بلاده تبذل جهودا كبيرة مع الأصدقاء في المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط من كافة المواقع العسكرية التي تحتلها بجنوب لبنان.
وعن تطورات نزع سلاح حزب الله، أوضح أن الرئيس جوزيف عون أكد ضرورة حصر السلاح مع القوى الشرعية اللبنانية، وهو ما أكدت عليه كذلك الحكومة اللبنانية، قبل أن يردف أن "هذا مطلب لبناني أولا، مطلب الدولة والشعب".