الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

في ظل تأثيرات الحرب التجارية، تاجرة بمدينة ييوو تقول: "علينا إيجاد طريق وتغيير أنفسنا"

في ظل تأثيرات الحرب التجارية، تاجرة بمدينة ييوو تقول:

22 ابريل 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعمل ني زيتشين في بيع مستلزمات الهالوين بمدينة ييوو التجارية منذ قرابة عشرين عامًا، وتعدّ اليوم واحدة من أبرز سيدات الأعمال في المدينة. ومع تصاعد الحرب التجارية مؤخرا، أصبحت ني زيتشين محط أنظار وسائل الإعلام، لا سيما بعد المقابلة التي أجرتها معها قناة "سي إن إن"، والتي تناولت تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على تجارتها. في ردّها، قالت ني زيتشين جملة لاقت رواجا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي: "ابحث عن مخرج أولا وغيّر نفسك".

في مثل هذا الوقت من السنوات الماضية، كانت شركتها قد أتمّت غالبية الطلبيات، وبدأت في ترتيب الإنتاج والشحن. أما هذا العام، فتواجه ني زيتشين تحديات غير مسبوقة، إذ بدأ بعض العملاء الأميركيين بإلغاء الطلبات، ما اضطرها لتعليق إنتاج بعض السلع غير المكتملة، والدخول في مشاورات عاجلة مع شركائها حول الخطوات القادمة. تقول: "عندما سألني مراسل "سي إن إن" عن تأثير الأعمال الأميركية عليّ، أجبته: إذا لم ترغب الولايات المتحدة في البضائع، سأقدّمها لعملاء آخرين. أعتقد أن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية قد لا يتوقف، لذا علينا أن نبحث عن مخرج ونغيّر أنفسنا أولا".

تُشكّل السوق الأميركية ما يقرب من نصف مبيعات متجرها، ومع ذلك، لم تتردد ني زيتشين في تعديل استراتيجيتها. حيث بدأت تنشر مقاطع ترويجية عبر تطبيق "وي تشات" رغم أنها لم تكن تفعل ذلك سابقا. كما تواصلت مع عملاء من الاتحاد الأوروبي لتسألهم ما إذا كانوا متأثرين بالوضع، فأكدوا عدم تأثرهم، ما منحها فرصة لتوزيع جزء من البضائع الموجودة. وبفضل جودة المنتجات وأسعارها التنافسية، ساعدها عملاؤها الأتراك، الذين تتعامل معهم منذ ثلاث سنوات، على فتح قنوات بيع جديدة، وتوسيع شبكة شركائها في التجارة الخارجية.

وفي ظل هذه التحديات، شرعت ني زيتشين العام الماضي في تجربة بيع مستلزمات المهرجانات الصينية التقليدية، وقد لاقت استجابة إيجابية من السوق، ما عزز قناعتها بضرورة تنويع قنوات البيع. وتقول: "إذا أراد زبائني الأوروبيون البضائع، فسنوفرها وفقًا لمعايير تغليفهم. كما أننا نتخذ خطوات باتجاه أسواق أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل، ونسعى للوصول إلى عملاء في إيطاليا، بالإضافة إلى توسيع السوق الصينية الداخلية. عندما نواجه الصعوبات، لا ننتظر. نبحث عن الحلول، وهذا ما يتوجّب علينا فعله الآن".

تجربة ني زيتشين ليست استثناءً في مدينة ييوو، التي تضم أكثر من 200 ألف تاجر، 65% منهم من النساء. في هذا النمط الاقتصادي، غالبًا ما تتولى الزوجة إدارة المتجر، بينما يدير الزوج المصنع. ورغم التحديات، لا تزال المدينة تنبض بالحركة. وصباح كل يوم، تفتح المدينة ركنا مخصصًا للغات الأجنبية. وفي ظل تنامي التعاون مع الأسواق العربية، تم هذا العام إطلاق دروس يومية لتعليم اللغة العربية تستمر لمدة 40 دقيقة.

من ناحية أخرى، بدأ الفريق التقني في المركز التجاري بتطوير ونشر تطبيقات مخصصة تستخدم نموذج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، حيث يمكن للتاجر تسجيل مقطع فيديو قصير، وإضافة نص ترويجي مولَّد آليًا. ثم استخدام برنامج صغير لإنتاج فيديو تعريفي بالمنتج بلغات متعددة. وتقول فو جيانغيان، وهي صاحبة شركة لإنتاج الجوارب: "أصرّ على إرسال فيديو يومي وترجمته إلى 36 لغة. طالما نستمرّ في التواصل مع العملاء الأجانب، سننجح في تحقيق صفقات، حتى لو كانت البداية متعثرة".

وتؤكد ني زيتشين على أن سيدات الأعمال في مدينة ييوو لا يستسلمن بسهولة، فمهما كانت التحديات، يواجهنها بالسعي إلى الحل والعمل المستمر. حيث تقول: "عندما نواجه مشكلة، نفكر أولًا في الحلول. ومهما كانت الصعوبة، لن نستسلم. علينا أن نعمل بجد، بخطة واضحة، وأن نتطور عامًا بعد عام".

صور ساخنة