يينتشوان 21 أبريل 2025 (شينخوا) وسط تعميق التبادلات في مختلف المجالات بين العالم العربي والصين، يبادر المزيد من الشباب العرب إلى تعلم اللغة الصينية.
وقالت البتول نجاوي، وهي فتاة مغربية تدرس اللغة الصينية لأكثر من عشر سنوات، إن اللغة الصينية ليست مفتاحا لفهم الثقافة الصينية فحسب، بل أنها تمثل جسرا يعزز التبادلات الثقافية بين الصين ودول أخرى.
وتعتبر نجاوي الصين "دولة رائعة" وظلت تحب الأفلام والأفلام الوثائقية والثقافة التقليدية الصينية منذ صغرها.
ولطالما أبدت نجاوي في الماضي إعجابها بأشكال الرموز الصينية وتساءلت دائما كيف يتذكر الصينيون ويكتبون هذه الرموز المعقدة، قائلة: "كان من الصعب جدا فهم الرموز الصينية بالنسبة إلي في ذلك الوقت ولم أتوقع أن أكون في يوم من الأيام قادرة على التكلم والقراءة والكتابة باللغة الصينية بطلاقة".
وفي عام 2015، التحقت نجاوي بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط، عاصمة المغرب، لتعلم اللغة الصينية، حيث تعرفت على بعض الفنون الصينية التقليدية مثل الخط الصيني وقص الورق و"تاي تشي"، ما زاد من حبها لثقافة الصين وتاريخها.
وبعد انتهائها من الدراسة في الجامعة، ذهبت نجاوي إلى منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين للعمل مع شركة "بيت الحكمة" الدولية المحدودة للاتصالات الثقافية ومقرها في مدينة يينتشوان حاضرة المنطقة، حيث شاركت في برنامج تطوير مواد تعليمية من سلسلة "المناهج الذكية لتعلم اللغة الصينية" وترويجها في الدول العربية.
وأعربت نجاوي عن سرورها لأن هذا البرنامج مكن العديد من الناس في الدول العربية من تعلم اللغة الصينية وقدم لهم معلومات حول الصين، قائلة: "أعتقد أن تعلم اللغة الصينية وسيلة ممتازة لفهم الصين وثقافتها وشعبها".
ومن أجل تحسين مستواها في اللغة الصينية، التحقت نجاوي بجامعة الدراسات الدولية ببكين في أغسطس الماضي للحصول على درجة الماجستير.
وخلال السنوات الأخيرة، تم تعميق التعاون على صعيد الدراسة اللغوية والتعليم بين الدول العربية والصين باستمرار، حيث أعلنت دولة الإمارات والسعودية ومصر عن إدراج تعليم اللغة الصينية ضمن برامجها التعليمية الوطنية، فيما أقامت الصين 21 معهد كونفوشيوس ودورتي كونفوشيوس في 13 دولة عربية حتى مايو الماضي.
وقال تشانغ شي رونغ، رئيس مجلس إدارة شركة "بيت الحكمة"، إن تعلم اللغة الصينية أصبح خيارا لدى المزيد من الشباب العربي.
وقام تشانغ وزملاؤه بافتتاح معاهد لتعليم اللغة الصينية في السعودية ومصر وغيرهما من الدول العربية، بينما غطت حاليا منصة الشركة الإلكترونية لـ"المناهج الذكية لتعلم اللغة الصينية" 22 دولة عربية، ما جذب أكثر من مليون شخص لتعلمها عبر هذه المنصة.
وبدورها، رأت تشاو هونغ يان، الأستاذة في كلية العلاقات الدولية بجامعة الأعمال الدولية والاقتصاد، أن تعميم تعليم اللغة الصينية يتفق مع التطلعات المشتركة بين الصين والدول العربية لتعميق التبادل بين الحضارات والاستفادة منها، فيما تعتبر المنفعة المتبادلة والكسب المشترك للجانبين بمثابة قوة تدفع الترابط اللغوي.
وقد وقعت الصين وثائق حول التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية البالغ عددها 22 دولة وجامعة الدول العربية وحققت مواءمة مع إستراتيجيات تنموية لعدة دول عربية. وفي إطار "الحزام والطريق"، نفذ الجانبان الصيني والعربي أكثر من 200 مشروع تعاون تفيد نتائجها نحو ملياري شخص من الجانبين، بينما دربت الصين أكثر من 3400 مهني في مختلف المجالات للجانب العربي.
ومن ناحية أخرى، مثلت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية، حيث ارتفعت قيمة التجارة بين الجانبين من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
وقالت تشاو إن التعزيز المستمر للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية دفع تعميق التبادلات الشعبية.
وتابعت أن ثمة مؤسسات تعليمية صينية انطلقت من الحاجات الواقعية وطرحت آلية لتدريب الأكفاء في إطار "اللغة الصينية + التقنيات المهنية" مثل برنامج "اللغة الصينية + السياحة" مع السعودية والإمارات وبرامج "اللغة الصينية + الابتكار التكنولوجي" و"اللغة الصينية + الذكاء الاصطناعي" و"اللغة الصينية + السيارات الذكية المتصلة" مع الإمارات وقطر.
وأضافت أن هذه البرامج تمكن اللغة الصينية من الاضطلاع بدورها في الممارسات الاجتماعية وتمكن أيضا التعليم المهني باللغة الصينية من استكشاف آفاق جديدة في الدول العربية.