بكين 18 أبريل 2025 (شينخوا) من المقرر أن ينطلق أول سباق نصف ماراثون في العالم بمشاركة الروبوتات المحاكية للبشر والبشر سويا صباح الغد السبت في بكين، حيث يستعد نحو 9 آلاف عداء هاوٍ و20 شركة روبوتات من جميع أنحاء الصين للتنافس في اختبار للتكنولوجيا والقدرة على التحمل.
ومن المتوقع أن يشارك في السباق، الذي يمتد مساره لمسافة نحو 21 كيلومترا، معاهد بحثية وجامعات وشركات من بكين وشانغهاي ومقاطعتي قوانغدونغ وجيانغسو، وفقا للمنظمين.
وقال ليانغ ليانغ، نائب مدير اللجنة الإدارية لمنطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ببكين، وهي المكان الذي سيجري فيه السباق، إن هذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها الروبوتات المحاكية للبشر لاختبار شامل في بيئة مفتوحة ومعقدة، مع مواجهة مسافات طويلة.
وذكر ليانغ أن هذا الحدث يهدف إلى دفع حدود قدرة الروبوتات على الحركة في ظروف العالم الحقيقي، مشيرا إلى أن المسابقة ستعتمد نظام سباقات محددة الوقت، إذ يمكن للفرق اختيار إما استبدال البطاريات لروبوت واحد أو استخدام نظام التتابع، مع العلم أن كل تبديل للروبوت ستُفرض عليه عقوبة زمنية قدرها عشر دقائق، فيما لن تُفرض أي عقوبة عند تغيير البطارية.
وعلى الرغم من خضوع الروبوتات المشاركة لاختبارات محاكاة متعددة، إلا أن المسار الحقيقي لا يزال ينطوي على عوامل عدم يقين كثيرة. وسيتعين على الروبوتات التنقل في ظروف أرضية معقدة وهبات رياح مفاجئة وإشارات اتصال متقلبة وعقبات مختلفة.
وأضاف ليانغ أنه خلال أول اختبار على الطريق يوم الأربعاء الماضي، انزلق روبوت وأنتج بيانات غير طبيعية، ما أجبر الفريق على تعديل خوارزمياته بشكل عاجل قبل إكمال الاختبار.
وتعكس الروبوتات المشاركة مجموعة متنوعة من مفاهيم التصميم والتطورات التكنولوجية. وعلى سبيل المثال، يتميز روبوت "تيانقونغ"، الذي يبلغ طوله 1.8 متر، بخطوات واسعة وعزم دوران مفصل محسّن ودمج بيانات حركة الإنسان لتحقيق مشية جري طبيعية أكثر.
ومن جانبه، قال قوه يي جيه، المدير الفني لفريق "تيانقونغ"، إن الأهمية الأساسية لهذا الحدث تكمن في إتاحة الفرصة للجمهور لتجربة تقدم الروبوتات بشكل حي، مضيفا أن مسافة الـ21 كيلومترا ستُغير المفهوم العام لقدرات الروبوتات.
وبدوره، قال جيانغ تشه يوان، مسؤول فريق "نوتيكس روبوتيكس" من حي هايديان في بكين، الذي يشارك بروبوتات أصغر حجما مصممة للتحمل، إن الفريق يهدف إلى أن يُكمل روبوت واحد السباق بأكمله دون أن يتم تبديله.
وأضاف جيانغ: "طالما أن روبوتنا يعبر خط النهاية، فهذا يعني لنا الكثير".
ووصف تشو هان، أحد السكان المحليين الذين يبدون حماسا كبيرا للسباق، الحدث بأنه "تجسيد للخيال التكنولوجي".
وقال تشو، وهو أيضا شاب شغوف بالروبوتات، "بغض النظر عن النتائج، عندما يعبر روبوت محاك للبشر خط النهاية، البصمات التي يتركها خلفه تكون أكثر قيمة من أي ميدالية".