مقالة : الصين تطور روبوتا ذكيا قادرا على أداء مهام بشرية في الزراعة

شانغهاي 15 أبريل 2025 (شينخوا) تشق ذراع آلية نحيلة طريقها عبر نباتات الطماطم من خلال رؤيتها ثلاثية الأبعاد التي تمسح البيئة المحيطة. وعندما تتوقف الذراع عند زهرة، تقوم أجهزة استشعار مثبتة على أطراف أصابعها بتقييم لزوجة حبوب اللقاح، وتعالج الخوارزميات البيانات في جزء من الثانية.

وبمجرد التأكد من الظروف المناسبة، يتم تفتيت حبوب اللقاح بواسطة اهتزازات عالية التردد لتترسب بدقة على الأزهار المجاورة، حيث تُكمل عملية التلقيح الاصطناعي بدقة مذهلة. وبعد ذلك، يشق الروبوت طريقه إلى النبتة التالية تلقائيا، متجنبا العوائق بمستوى وعي يُضاهي وعي الإنسان.

ويدمج نظام الروبوت الزراعي الذكي، الذي طوّره باحثون في جامعة فودان، تقنيات متقدمة متعددة تغطي مجالات مثل الإدراك البصري ثلاثي الأبعاد والملاحة الذاتية واتخاذ القرارات القائمة على النظام السحابي والتعلم العميق بالذكاء الاصطناعي، ليُمثل تتويجا لنموذج رائع من الذكاء الاصطناعي المُجسّد.

وتُعد عملياته السلسة ثمرة أربع سنوات من التطوير وأربعة أجيال من النماذج الأولية - وهو عمل فريق بحثي بقيادة شانغ هوي ليانغ، الأستاذ المشارك في الجامعة.

ويتعامل الروبوت متعدد الوظائف مع عملية زراعة الطماطم بأكملها، بما في ذلك التلقيح وتقليم الأوراق وخفّ الثمار والحصاد. وعلى عكس الأجهزة السابقة أحادية الوظيفة، يُمكن لهذه الآلة "المفكرة" محاكاة الإدراك البشري واتخاذ القرارات وتنفيذ المهام.

وبدأت رحلة الفريق البحثية عام 2021، حيث حدد الروبوتات الزراعية كمجال تطوير رئيسي. "أدركنا أن الأتمتة بالغة الدقة في الزراعة تُمثل تحديات وفرصا هائلة"، على حد قول شانغ.

ومع ذلك، كانت العقبات التقنية مُرهقة وكانت الآلات تواجه صعوبة بالغة في أداء بعض المهام، مثل حصاد الثمار المغطاة أو التنقل بين أوراق الشجر الكثيفة، على الرغم من بساطتها بالنسبة للبشر.

وفي مواجهة هذه التحديات المعقدة مع قلة عدد الموظفين، اعتمد فريق شانغ نهجا منهجيا للبحث والتطوير. وفي بداية المشروع، استفاد الفريق من القدرات الأكاديمية للجامعة، وتعاون مع خبراء البصريات والخوارزميات لحل مشاكل وجود غلاف نباتي على الثمار، بينما طور علماء المواد ومهندسو الميكانيكا أذرعا إلكترونية مرنة.

وبنى الفريق بشكل تدريجي وحدة بحثية متكاملة ومتعددة التخصصات، تغطي مجالات الهندسة الميكانيكية والإلكترونيات والتحكم الآلي وتطوير البرمجيات والذكاء الاصطناعي.

وبعد أربع سنوات من الجهود، نجح الفريق في تحويل أذرع روبوتية صناعية إلى آلات ذاتية القيادة من الجيل الرابع. كما قال لي روي جياو، الباحث في الفريق، إن النموذج الحالي يُنسّق بين "العينين والدماغ واليدين والقدمين" من خلال الذكاء الاصطناعي المجسّد، ويحافظ على نسبة نجاح في التلقيح تتجاوز 90 بالمائة حتى في ظل الظروف الطبيعية الصعبة".

وحاليا، يخضع النموذج الذي يُظهر كفاءة ملحوظة، لاختبارات ميدانية في مزرعة تابعة لمجموعة "برايت فود" في تشونغمينغ، حيث يُمكن لروبوت واحد أن يحل محل ستة عمال. وأثار هذا المزيج بأدائه وسعره المعقول اهتماما كبيرا في قطاع الصناعة.

ويتبع الفريق نموذج ابتكار قائما على الطلب، حيث أجرى أعضاؤه أبحاثا ميدانية مكثفة في 20 مزرعة في شانغهاي وتشينغهاي وقوانغدونغ وهاينان.

وأضاف لي: "قلبنا عملية البحث والتطوير التقليدية رأسا على عقب، حيث انطلقنا من نقاط الضعف الفعلية للمزارعين"، مشيرا إلى أن تطوير التكنولوجيا المادية يتطلب حل المشكلات باستمرار في ظل ظروف واقعية.