الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تقرير اخباري: الصين تعمق تعاونها في مجال الفضاء مع المزيد من الدول

تقرير اخباري: الصين تعمق تعاونها في مجال الفضاء مع المزيد من الدول
أعضاء فريق تطوير الأقمار الصناعية المشترك الصيني المصري، يعملون في مركز تجميع ودمج واختبار الأقمار الصناعية في مدينة الفضاء المصري. تصوير شن شياو شياو/صحيفة الشعب اليومية

9 ابريل 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في محطة التحكم والتتبع الأرضي للقمر الصناعي "مصر سات 2 " بمدينة الفضاء المصرية، تلفت كرة بيضاء عملاقة أنظار الزائرين. وفي داخل هذه الكرة، يوجد هوائي ضخم لاستقبال وتتبع قمر "مصر سات 2". ويعد مشروع "مصر سات 2" نموذجا مصغراً لاستثمار الصين في تعميق التبادل والتعاون الدولي في مجال الفضاء الجوي خلال السنوات الأخيرة.

وإلى غاية ديسمبر 2024، وقعت الصين ما يقرب من 200 اتفاقية حكومية دولية للتعاون الفضائي مع أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية. غطّت عددًا من المجالات بما في ذلك مراقبة الأرض، واستكشاف الفضاء العميق، وتطوير الأقمار الصناعية، واستكشاف القمر، والرحلات الفضائية المأهولة.

يعتبر "مصر سات 2" تجسيدا للتعاون التكنولوجي الوثيق بين الصين ومصر في مجال الفضاء. وقد تم تنفيذ أعمال التصميم للقمر الصناعي في آن واحد بالصين ومصر، وأكملت أعمال التجميع والاختبارات في مدينة الفضاء المصرية في إطار مساعدة من الحكومة الصينية.

وأطلق "مصر سات 2" بنجاح في 4 ديسمبر 2023، من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية. في خطوة جعلت مصر تصبح أول دولة أفريقية تمتلك قدرات كاملة لتجميع ودمج واختبار الأقمار الصناعية.

وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية شريف صدقي، إن الصور عالية الدقة التي يوفرها مصر سات 2 يتم استخدامها في التخطيط الحضري في مصر، ومسح الأرض والموارد، ومراقبة المحاصيل، وإدارة الثروات المائية وغيرها من الاستعمالات، مما يساعد في تنفيذ "رؤية مصر 2030". فيما أشار كبير مصممي مصر سات 2، إن التعاون مع الصين يعزز تطور صناعة الفضاء في مصر، ويدفع أيضا بعملية تطوير تكنولوجيا الفضاء في القارة الأفريقية.

وفي البرازيل، يساعد القمر الصناعي الصيني البرازيلي لمراقبة الأرض ولاية بارا البرازيلية على مراقبة الأنشطة المضرة بالغابات. حيث تتلقى وكالة حماية البيئة المحلية تنبيهات في الوقت الفعلي من نظام مراقبة إزالة الغابات. وتقوم على إثر ذلك بإرسال موظفين إلى عمق الغابات المطيرة للقضاء على أنشطة التعدين وقطع الأشجار غير القانونية.

وقد أطلق مشروع التعاون بين الصين والبرازيل في مجال الأقمار الصناعية لدراسة الأرض في عام 1988. وحتى الآن، قام الجانبان بتطوير ستة أقمار صناعية بشكل مشترك. وحقق المشروع نتائج مثمرة على مدى السنوات الثلاثين الماضية. حيث تم استخدام بيانات الأقمار الصناعية على نطاق واسع في الثروات الطبيعية والزراعة والغابات والجيولوجيا والمياه والتخطيط الحضري وحماية البيئة والإنذار من الكوارث.

في نهاية شهر أبريل من العام الماضي، شهدت ولاية ريو غراندي دو سول في جنوب البرازيل موجة فيضانات عنيفة. وأثناء الكارثة، لعب القمران الصناعيان الصيني البرازيلي 04 و04A الموجودان حاليا في المدار دوراً هاماً في مراقبة اتجاهات الفيضانات، وتقييم وضع الكارثة، وفهم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. إلى جانب توفير الدعم الفكري لقرارات إعادة الإعمار التي اتخذتها الحكومة البرازيلية بعد الكارثة.

وقالت وزيرة العلوم والتكنولوجيا والابتكار البرازيلية لوسيانا سانتوس إن التعاون البرازيلي الصيني في مجال الأقمار الصناعية، يعود بالفائدة على العالم. فمنذ إطلاق القمر الصناعي 02 في عام 2003، أعلنت الدولتان بشكل مشترك عن تقديم البيانات بدقة 20 مترًا التي يحصل عليها القمر الصناعي بالمجّان إلى بقية الدول في جميع أنحاء العالم. واتفقت وكالة الفضاء البرازيلية وإدارة الفضاء الوطنية الصينية على مواصلة تعزيز توزيع وتطبيق بيانات أقمار الموارد الأرضية الصينية البرازيلية في المزيد من البلدان والمناطق.

وفي السنوات الأخيرة، ساهمت الأقمار الصناعية التي طورتها الصين وباكستان بشكل مشترك في تمكين في تحسين سبل عيش الباكستانيين بشكل فعال. حيث يوفر القمر الصناعي الباكستاني للاستشعار عن بعد رقم 1 معلومات الاستشعار عن بعد في مجالات مسح الأراضي والموارد، وحماية البيئة، ومراقبة الكوارث وإدارتها، وتقدير حجم المحاصيل والتخطيط الحضري، من خلال تحليل بيانات مراقبة الأرض عالية المستوى. ويستخدم القمر الصناعي الباكستاني الثاني للاتصالات، الذي تم إطلاقه بنجاح في شيتشانغ بالصين في مايو من العام الماضي، تكنولوجيا الجيل الجديد لتعزيز أدائه بشكل أكبر. مما ساعد على تحسين قدرات باكستان في مجالات مهمة مثل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتحديد المواقع.

وقال كمال إسلام، الأستاذ في معهد باكستان لتكنولوجيا الفضاء، إن باكستان والصين لديهما تعاون طويل الأمد وواسع النطاق في مجال الفضاء. مضيفا بأن العاملين في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء الجوي في البلدين يعرفون بعضهم جيدا ويتعاونون فيما بينهم بسلاسة، الشيء الذي أرسى أساسا متينا للتعاون بين البلدين لتحقيق المزيد من الإنجازات.

خبراء من الصين وباكستان يتبادلون الآراء حول تطوير قمر الاتصالات الباكستاني متعدد المهام. تصوير شي تشنغ تشين

صور ساخنة